المحتوى الرئيسى

من هي جلنار كريموفا المرشحة البارزة لحكم أوزباكستان؟

09/05 04:59

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا حول جلنار كريموفا، ابنة رئيس أوزباكستان الراحل إسلام كريموف، الذي أُعلن عن وفاته يوم الجمعة الماضي، وعُرف بنظامه الاستبدادي ونفى وقتل خصومه السياسيين تمامًا مثل النظام الاستبدادي لكوريا الشمالية.

وذكر التقرير أن جلنار ابنة كريموف الأكثر بروزًا وحساسية في تاريخه، ويُعتقد أن تكون خليفته المحتملة.

 ولكن أظهر سقوط جلنار كريموفا، مدى الانقسام في البلاد، ومدى الوحشية التي وصلت إليها قيادة كريموف.

واحتلّت أخبار جلنار عناوين الصحف عام 2014، حين وُضعت تحت الإقامة الجبرية من قِبل والدها.

وكشفت التسجيلات السريّة التي حصلت عليها "بي بي سي"، والتي نُشرت في تلك السنة، عن كيفيّة تحوّل واحدة من أبرز وجوه أوزباكستان، إلى السجينة الأكثر شهرة في البلاد.

وقالت جلنار في التسجيلات السريّة التي أُرسلت في وقتٍ لاحق إلى الخارج بواسطة كرت ذاكرة إلكتروني: "أنا لا أتحدّث عن نفسي الآن؛ نحن بحاجة إلى مساعدةٍ طبيّة"، وأضافت "لماذا يتمّ إبقاؤنا في المنزل؟"، كما بدت قلقة بشأن ابنتها إيمان التي تعاني من مرضٍ في القلب.

هل اعتبر إسلام كريموف ابنته خطرًا على شعبيته الخاصة؟

وفقًا لبرقية أمريكية سرية لعام 2008 نشرتها "ويكيليكس"، اعتادت ابنة كريموف أن تكون واجهة والدها المفضلة، حتى أنّها كانت تُلقّب بالـ(الأميرة الأوزبكية)، وبعد تخرّجها من جامعة هارفارد في يونيو عام 2000، أصبحت مستشارًا لعددٍ من مسؤولي الشؤون الخارجية، وتقدّمت لمنصب نائب وزير الخارجية.

وفي برقية أمريكية لعام 2005، وُصفت بأنّها "أكثر شخصية بغيضة في البلاد"، وصُوّرت على أنّها جشعة، ومتعطشة للسلطة، واتُّهمت بأنّها تستغلّ قوّة والدها للحصول على مزايا ماليّة خاصّة.

وخلص تحليل دبلوماسي إلى أنّ الحملات الأخيرة هدفت إلى تشويه الصورة الأخلاقية لجلنار، ضمن مخطّطٍ كبيرٍ للتخلص منها.

ووصف ملف آخر من 2010 بأنّه حتى ذلك الوقت، كان يُعتقد أنّ ابنة كريموف تمتلك أكبر تكتّل في أوزبكستان، كانت تستخدمه لدعم مصالحها التجاريّة الخاصة، ولكن بعد ذلك بدت الأمور على غير ما يرام حين توقفت الشكوك فجأة في نفس العام، وأصبحت جلنار سفيرة لأسبانيا، وممثلة أوزبكستان لدى الأمم المتحدة في جنيف، وفي الوقت نفسه عملت بنجاح في مهنة الغناء.

جون كولومبو الذي أنتج واحدًا من أشرطة الفيديو الخاصّة بها، قال لـ"بي بي سي" في ذلك الوقت: "لقد امتلكت جلنار الدولة! إنّها في كلّ مكان".

وبعد فترة قصيرة، هيمنت بشعبيّتها على محطات الإذاعة الأوزبكية، إذ يقول كولومبو "يبدو أنّ الجميع أحبّوها" وهذا يُعدُّ تغيّرًا ملحوظًا بعد أن وُصفت بأكثر شخصية بغيضة قبل عدة سنوات فقط.

ولكن بريق أشرطة الفيديو والموسيقى الخاصّة بها، لم يتفوّق على منتقديها، ففي معرض تمّ تنظيمه في نيويورك عام 2011 لدعم أعمال جلنار، طالب المتظاهرون بوضع حد لعمالة الأطفال المزعومة في أوزبكستان، وحاولوا لفت الأنظار للوضع الخطير لحقوق الإنسان في البلاد، وتمّ إلغاء المعرض من قبل الجهة المنظمة لأسبوع الموضة في نيويورك.

في عام 2011 وصفت وكالة "أسوشيتد برس" كريموفا بـ"السارقة والملكة الساحرة.. والدبلوماسية الدولية.. وناهبة الفقراء"، وفي عام 2013، كانت ابنة الرئيس الأوزباكي غارقة في قضية فساد كبرى في السويد، وهي الفضيحة التي يبدو أنّها أفقدتها ولاء ودعم والدها "الديكتاتور".

واجهت كريموفا تحقيقًا منفصلًا يتعلق بغسيل الأموال في سويسرا في مارس 2013 ولكن يُعتقد أنّه قد تمّ بالفعل وضعها تحت الإقامة الجبرية منذ ذلك الوقت.

ووفقًا لمجلّة "إيكونوميست"، فإنّ النيابة العامة الضريبية الأوزبكية قد بدأت مؤخرًا النظر في الأعمال التجارية الخاصة بها.

وهكذا انهارت إمبراطوريتها بسرعة، وأُغلقت الجمعيّات الخيريّة ومحطّات التلفزيون الخاصّة بها، وأُغلقت المتاجر الفاخرة ومحلّات المجوهرات التي كانت قد أنشأتها، وعلى الرغم من تعطيل حسابها على "تويتر" منذ ذلك الحين، إلا أنها أعربت عن احتجاجها بصوتٍ عالٍ على منصّات الإعلام الاجتماعية، وقالت إنّ الإغلاق القسري هو اعتداء خطير على المنظمات المدنيّة، وعلى المجتمع ككل.

وخلال ست سنوات فقط، تحوّلت جلنار من نائب وزير الشئون الخارجية للبلاد، إلى صاحبة السمعة الحسنة بالنسبة لأكبر تكتل في البلاد، وذلك بعد عملها في الخفاء، باتت الوجه الأبرز والصوت المسموع للأمة الأوزبكية، ثمّ أصبحت واحدة من أشدّ منتقدي الحكومة في البلاد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل