المحتوى الرئيسى

30 يونيو.. 11 سبتمبر.. كيف يرانا العالم (2) | المصري اليوم

09/05 00:18

بعد ثورة 30 يونيو 2013 وما ترتب عليها من أحداث أدت إلى عزل الرئيس مرسى والبدء في تنفيذ خارطة الطريق، انقسم العالم حول ماهية ما حدث، هل هي ثورة شعبية ضد الإخوان أم انقلاب عسكرى ضد رئيس منتخب؟ كل فريق كان له مبرراته التي يفسر بها الأمر، ولقد حاول النظام السياسى بعد 3 يوليو أن يشرح للعالم حقيقة الأمر: فهى ثورة شعبية حماها الجيش.

في المقابل أنفق التنظيم الدولى للإخوان المليارات وساهمت في النفقات دول كانت تعول على حكم الإخوان لتحقيق أهدافها، هذه المبالغ الضخمة كانت مقابل حملات دعائية ليتبنى العالم وجهة نظر الإخوان، وعجز النظام المصرى الحاكم عن استخدام الإعلام لتصدير صورة حقيقية حول ما حدث للعالم وبقيت الصورة ضبابية.

كيف يرانا العالم؟ سؤال دائما يلح على الأنظمة الحاكمة كما يلح على الإنسان العادى، فصورتى عند الآخر جزء أصيل من صورتى عن نفسى، وهو ما حدث مع الشعب الأمريكى بعد 11 سبتمبر، حين شاهد كيف تعددت ردود أفعال شعوب العالم تجاه هذه الكارثة التي تعرض لها، فلقد وجد أن هناك شعوبا كثيرة قابلت الأمر بالرضا والفرح، على اعتبار أن أمريكا لاقت ما تستحقه من عقاب عما اقترفته يداها من جرائم في حق شعوب ودول كثيرة حول العالم. وبات السؤال الذي يؤرق الشعب الأمريكى ويضج مضجعه: لماذا يكرهنا العالم؟ ولكن أمريكا ليست مصر، فلديهم إدارة أزمات على أعلى مستوى، ويعرفون كيف يمكنهم أن يستخدموا الكوارث لصالحهم ولتحسين صورتهم.

جاءت هوليوود على رأس أولويات الإدارة الأمريكية بعد وقوع كارثة 11 سبتمبر بأقل من شهر واحد، حيث تم تكوين لجنة من 40 خبيرا فنيا لدراسة سبل توظيف صناعة السينما لدعم الحرب على الإرهاب، وكذلك تحسين صورة أمريكا وإظهارها بمظهر الحمل الوديع تجاه قوى الإرهاب الغاشم.

تم إنتاج عشرات الأفلام الروائية والتسجيلية، قليلة ومرتفعة التكلفة، وأفلام للعرض حصريا على شبكة الإنترت.

بعد 15 عاما من أحداث 11 سبتمبر لم يبقى في الذاكرة الكثير مما أنتج حول هذه الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها حوالى 3 آلاف قتيل ومئات المصابين.

سأحاول أن اختار من بين هذا الكم الكبير عددا من الأفلام التي كان لها صدى كبير في العالم، عدد كبير من الأفلام الوثائقية الأمريكية كانت تبحث عن حقيقة ما حدث، في حين أن الأفلام الروائية كانت تتعرض لتوابع ما حدث وتأثيره في حياة المواطنين الأمريكيين البسطاء وعائلاتهم بعيدا عن السياسة.

شاركت السينما العالمية في هذا الحدث ولكن ليس على الطريقة الأمريكية، فلقد تم رصد توابع هذا الحدث على حياة البشر في مختلف القارات، فالقوانين الاستثنائية والمقيدة للحريات الشخصية التي تم العمل بها بعد 11 سبتمبر، جعلت من البرىء متهما حتى يثبت العكس، خاصة إذا كان هذا البرىء من أصول عربية أو مسلم.

أنتجت هوليوود عددا كبيرا من الأفلام المتعاطفة مع أمريكا حكومة وشعبا، أظهرت الدولة في صورة الضحية لهجوم إرهابى منظم وغير منتظر، وفى المقابل تم إنتاج عدد من الأفلام التسجيلية التي هدمت هذه النظرية، فجعلت من الحكومة الأمريكية شريكا في هذه الأحداث التي راح ضحيتها الآلاف، ومن أكثر هذه الأفلام شهرة، فيلم تسجيلى للمخرج الأمريكى المشاغب مايكل مور، عنوانه «فهرنهايت 9/11»، وعلى عكس ما تمناه البيت الأبيض تناول الفيلم الحدث من منظور مختلف ومضاد للرواية الرسمية للإدارة الأمريكية.

انتظر مايكل مور عدة سنوات عمل فيها باجتهاد وواجه الكثير من العقبات الإنتاجية، ليخرج في النهاية بفيلم قوى من الناحية الفنية وأيضا من حيث المحتوى، فالفيلم وثيقة غاية في الأهمية وتفسر الكثير من سياسات بوش الحمقاء ومجلس الحرب التابع له. صدر الفيلم في 22 يونيو 2004 وعرض لأول مرة في مهرجان كان، وبعد عرضه نال أطول تصفيق في تاريخ المهرجانات السينمائية ولمدة 20 دقيقة متصلة، واستطاع أن يحقق رقما قياسيا في شباك التذاكر الأمريكية، ويعد الأعلى من نوعه على صعيد الأفلام السياسية، تم ترشيح الفيلم للعديد من الجوائز وفاز بكثير منها أهمها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2004 بالاضافة إلى 26 جائزة أخرى و12 ترشيحا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل