المحتوى الرئيسى

آدم تايلور يكتب: رسالة سوريا للسائحين: عودوا وتمتعوا بشواطئنا | المصري اليوم

09/04 23:28

نقلاً عن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية

بالنسبة لأى شخص عالق داخل أحد المكاتب فى أيام الصيف الحارة، بالتأكيد سيعجب بهذا المنظر الجميل، حيث تتحرك الكاميرا فوق البحر الأزرق المشرق، لنرى مئات الأشخاص يسترخون ويلعبون. والبعض الآخر يستلقى على الشاطئ الرملى ليأخذ قسطاً من الراحة، فى حين يتزلج الآخرون على الماء بـ«الجيت سكى». وفى الخلفية، يسمع صوت الموسيقى الإلكترونية المبهجة.

لكن قد يفاجأ بعض من شاهدوا هذا الفيديو عند قراءة عنوانه: «سوريا دائماً جميلة»، والتعليق فى الفيديو باللغة الإنجليزية التى تحتوى على أخطاء إملائية.

مقطع الفيديو مجرد واحد من عدة فيديوهات تم تحميلها على موقع «يوتيوب» عبر حساب «سياحة سوريا»، التابع لوزارة السياحة فى دولة الشرق الأوسط المحاصرة.

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، كان هناك العشرات من مقاطع الفيديو الترويجية، ويتم تصويرها فى كثير من الأحيان بواسطة طائرات بدون طيار، ثم يتم تحميلها على الحساب. وأظهر أحد الفيديوهات المواقع السورية القديمة، بما فى ذلك موقع التراث العالمى لليونسكو فى تدمر الذى كان حتى وقت قريب تحت سيطرة «داعش»، فى حين أن أظهر فيديو آخر سباق سيارات مع رسالة باللغة الإنجليزية تقول: «عجلة الحياة لا تتوقف».

لم تشر أى من مقاطع الفيديو للحرب الأهلية الوحشية التى أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص وأُجبر الملايين على الفرار من منازلهم. كما لم يذكر أى منها أن الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد قد اتُهمت بارتكاب العديد من الفظائع فى السنوات الخمس منذ بدء الحرب.

بدلاً من ذلك، يبدو أنها تشير إلى فترة ما قبل بداية ذلك الصراع. ومنذ وقت ليس ببعيد، بدأت سوريا تستقبل أعداداً كبيرة من السياح، وذلك أخيراً بعد عقود طغت عليها السياحة فى مصر. وقد كان ذلك منطقياً. فلم تتمتع سوريا فقط بالشواطئ الجميلة، مثل تلك التى ظهرت فى مقطع الفيديو المذكور أعلاه قرب بلدة مطلة على البحر المتوسط من طرطوس، لكنها تضم أيضاً عدداً كبيراً من المواقع التاريخية، بما فى ذلك ما أورده موقع التراث العالمى من قبل اليونسكو.

ووفرت هذه السياحة الداخلية عائدات كبيرة للدولة. ووفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة السياحة السورية، استقبلت سوريا فى عام 2011 نحو 8.5 مليون سائح، ما ساعد على جلب عائدات السياحة بما يقرب من 8.3 مليار دولار فى ذلك العام. وقالت الوزارة إن هذه الصناعة أسهمت بنحو 13.5% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد، ووفرت حوالى 13% من جميع الوظائف، وكانت البلاد تستثمر المليارات.

بالطبع، الحرب أوقفت كل ذلك سريعاً. ولحق الدمار بكثير من المدن بسبب القتال، ومن ضمنها تلك التى تضم المواقع الأثرية المهمة مثل القلعة فى حلب أو قوس النصر فى تدمر التى أصيبت بأضرار بالغة. وهربت أعداد هائلة من العاملين فى الصناعة إلى الخارج (كما قال البعض، مازحاً، إن نوعية وجودة الطعام تحسنت بشكل كبير فى البلدان المجاورة التى ذهبوا إليها).

ولعل الأهم من ذلك أنه لا يوجد أجنبى يرغب فى قضاء عطلة فى منطقة حرب، خاصة بعدما حذرت معظم دول العالم شعوبها من السفر إلى سوريا. وحتى لو رغب البعض فى الذهاب، فالوصول فعلاً إلى سوريا أصبح مصحوباً بالعديد من المتاعب اللوجستية بشكل أكبر مما يتوقعه البعض. وفى الوقت الذى أكتب فيه هذا المقال، تعد سوريا واحدة من أكثر الأماكن خطورة فى العالم، وهذه هى النصيحة الموجودة على دليل السفر للسياح الذى يقرأ على نطاق واسع لونلى بلانت، وقال فيه: «وببساطة، لا يمكنك الذهاب، وإذا كنت تستطيع فيجب ألا تفعل».

بحلول عام 2013، قال وزير السياحة بشر رياض اليازجى للصحفيين إن البلاد خسرت 1.5 مليار دولار من إيرادات السياحة منذ بدء الصراع فى مارس 2011، فضلاً عن الخسائر التى «لا تحصى» بسبب الأضرار التى لحقت بالمواقع الأثرية. وفى عام 2014، قال مسؤولون إن نحو 400 ألف سائح زاروا سوريا فى الغالب لأسباب دينية، رغم أن المحللين قدروا أن العدد الحقيقى قد يكون أقل.

الحرب لا تزال مشتعلة، لكن بالنسبة للنظام السورى يبدو أن السياحة لا تزال الأهم. فى يونيو، قال «اليازجي» لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية إن بلاده مستعدة لعودة السياحة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل