من سبب انهيار مستوى التعليم الفني المعلم أمْ الطالب؟

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » من سبب انهيار مستوى التعليم الفني المعلم أمْ الطالب؟

اشتهرت مصر بتصدير العمالة الماهرة منذ قديم الأزل، فرأي السلطان العثماني سليم الأول يأخذ 500 صانع مصري إلي الدولة العثمانية لكي ينشئ حضارته، وجعل الاهتمام بها من أولوياته في الحكم، واستقدم معلمين من فرنسا وإنجلترا ليدعموا مهارة الصانع المصري.

يحكي هذه القصة، أحمد مصطفي، معلم، مُشيرًا إلى أن السبب في تراجع التعليم الفني هو غياب الاهتمام به، في مرحلة التعليم الأساسي واختصاره في حصة “مجال صناعي”، يلعب فيها التلاميذ.

ويرى مصطفى أن طلاب التعليم الفني لا يمكن وصفهم بالطلاب، حيث ما يقومون به من أعمال شغب، وتداولهم لألفاظ بذيئة فيما بينهم، وتعديهم على زميلاتهم بالمعاكسات، مُضيفًا أن هذا يدل على أن هذا الطالب لم يقصد علم من البداية – على حد وصفه.

وتضم قنا 55 مدرسة، موزعة ما بين صناعية وتجارية وزراعية وفندقية، يتخرج منها ما لا يقل عن 22 ألف طالب سنويًا.

فيما يرجع جعفر إبراهيم، معلم، تدني مستوى التعليم الفني إلى عدم رغبة الطالب في التعليم ورغبته في الحصول على “دبلوم” يخفف عنه سنوات الجيش، مُشيرًا إلى أن الوزارة ساهمت في ذلك من خلال بعض القوانين التي حجمت سلطة المعلم على الطالب، وقانون تخصيص 75% من الدرجات للعملي، جعل الطالب في غنى عن دراسة المواد النظرية.

ويضف عبد الرحيم يونس، معلم، أن طالب التعليم الفني قد يلتمس هذا النوع من التعليم لعدم قدرته علي تحمل تكاليف وأعباء التعليم الثانوي.

وأضاف بعض معلمي المدرسة الميكانيكية -الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم -أنه لابد للمديرية من توفير الأدوات والآلات اللازمة للجزء العملي، مُشيرين إلى أن المدرسة تضم آلات غير مسموح للطالب بأن يستخدمها، موضحين أن الطالب يحتاج لفك وتركيب تلك الآلات للتعلم.

ويشير معلمو المدرسة الميكانيكية، إلى أن معلمي المدارس الفنية، لا يستطيعون زجر الطلاب بمقتضى قوانين التعليم الفني، وأنهم يفتقدوا إلى سلطتهم الأمر الذي جعل الطلاب يتعدون عليهم بالضرب والسب بعض الأحيان.

وأضاف المعلمون أن معظم الطلاب يذهبون إلى المدرسة خوفًا من الغياب وتذهب ولا بتبقي سوي طالب أو اثنين بالفصل الواحد.

ويقول محمود سيد، طالب، إن المدرسين لا يقوموا بعملهم حيث يكتفوا بجمع المصاريف الدراسية من الطلبة فقط ولا يعلمونا أي شيء.

ويضيف عبد الرحمن بهيج، طالب، أن المعامل التي يدرسوا بها الجزء العملي، معطلة من أربعة أشهر، ولا أحد يهتم بهم.

ويقول محمد ياسر، طالب، إنه دخل المدرسة الفنية الصناعية، كي يخفض سنوات الجيش من 3 سنوات إلى سنتين، مُشيرًا إلى أنه لم يتعلم شيئًا عن العدد أو الآلات الموجودة بالمدرسة.

ويضيف موجه بالتعليم الفني، فضل عدم ذكر اسمه، معللًا سبب رفضه، بوجود قرار يمنع الموظفين من التحدث للإعلاميين، أن دور إدارة التعليم الفني، يقتصر على المتابعة والتوجيه فقط، ولا سلطة للإدارة على المدارس، مُضيفًا “كل حاجة في مصر بقت تعبانة، وبعدين تعليم فني أيه ما تتكلموا عن ارتفاع الأسعار”

ويتسأل محمد سمير، ولي أمر أحد الطلاب، عن سبب تزايد إقبال الطلاب على التعليم الفني، رغم أنه لا يضيف لطلابه شيئًا.

مُضيفًا أن المشكلة في التعليم الأساسي الذي لايعد جيلًا جيدًا، فلا يجد الطلاب إلا التعليم الفني، لا سيما أن نسبه كبيرة من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة، مشيرًا “دي كارثه لازم تتحل”.