المحتوى الرئيسى

«دير الوادي».. تحفة معمارية تواجه الاندثار بطور سيناء

09/04 18:37

يُعتبر "دير الوادي" المتواجد في قرية الوادي التابعة لمدينة طور سيناء من التحف المعمارية التي لم تنتبه إليه الدولة مثل كثير من الأماكن الأثرية، فهو الدير الوحيد في سيناء الذي تم إنشاؤه كاملاً بالحجر الجيري المصقول، كما أنه الدير الوحيد الذي يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي وحتى الآن، ومساحته مستطيلة الشكل بطول 92 مترًا وعرض53 متراً.

تجولت "التحرير" داخل الدير الذي قرٌب على الاندثار، ووجدت أنه مُحاط بسور دفاعي عرضه نحو متر ونصف ويحتوي على أربعة كنائس وثمانية أبراج مربعة وبئر أسطواني للمياه، بالإضافة إلى معصرة للزيتون صُنعت من حجر الجرانيت الأسود ويقال: إنها "كانت مثبتة بوسط الجزء الشمالي وتتكون من حجرين مخروطين أحدهما يدخل في الآخر ويتم إدارتها أفقيا بواسطة الحيوانات، كما تم الكشف عن "رحي" داخل الدير كانت تستخدم في طحن الحبوب وهي حجر كبير يدار أيضًا بواسطة الحيوانات ويجاورها فرن مستديرة لعمل الخبز.

كما تم رصد فرن صغير لعمل القربان المستخدم في القداس داخل الكنائس وبئر للمياه أسطواني الشكل مُغطى أعلاه بأحجار منتظمة كان يعلوها عقدان على الجانبين مخصصان لتركيب ساقية لرفع المياه.

من جانبه، قاله الدكتور عبدالرحيم ريحان خبير الآثار بجنوب سيناء: إن "دير الوادي من أجمل الأديرة المكتشفة بسيناء، فهو تحفة معمارية فريدة بُني في عهد الإمبراطور جستنيان منذ القرن السادس الميلادي ويجاوره على بعد 200م بئر ذو مياه عذبة يطلق عليه بئر يحيى وعلى بعد 3كم من هذا الدير يقع حمام موسى ذو المياه الكبريتية الدافئة.

وأضاف "ريحان" في تصرح لـ"التحرير"، أن دير الوادي ذُكر في رسالة بعث بها البابا يوحنا رئيس دير الطور إلى مطران دير سانت كاترين يوحنا الثاني عام 1164م باللغة العربية وعرف من هذه الرسالة أنه كان يوجد بالطور مجموعة من صوامع الرهبان.

وتابع أنه تم العثور بإحدى الحجرات التي توجد بالجزء الجنوبي الشرقي من الدير على مجموعة أطباق كاملة من الخزف ذو البريق المعدني الفاطمي وصنج زجاجية بأسماء الخلفاء الفاطميين منهم المستنصر بالله ما يدل على أن الدير ظل عامرًا حتى العصر الفاطمي ثم تحول إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة.

وأوضح خبير الآثار أن الدير يحتوي على 96 حجرة تقع خلف سور الدير وهذه الحجرات بعضها قلايًا للرهبان والأخرى حجرات للحجاج الوافدين للدير للإقامة فترة وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس.

وطالب "ريحان" المسئولين بترميم الدير واستغلاله في ترويج السياحة الدينية التي يولع بها ويعشقها الملايين من دول الغرب، لافتًا إلى أن موقعه يتوسط العديد من الأماكن الأثرية الدينية ما سيساعد على انتعاش مدينة طور سيناء سياحيا.

من ناحية أخرى صرح محمود سليمان جبلي أحد السكان بالقرب من الدير في وادى طور سيناء، أنه تربى في منزله ومنذ صغره يرى هذا الدير مُهمل على مر السنوات، حيث قام المسئولين بوضع أسلاك شائكة حوله فقط، مطالبًا بترميمه وجعله مزارًا سياحيًا ما يعود بالخير على أبناء وشباب قرية الوادي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل