المحتوى الرئيسى

أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف

09/04 17:43

الرئيسيه » اخر الأخبار » أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف

أحد عشر عاماً على ذكرى محرقة مسرح قصر ثقافة بني سويف والذي راح ضحيته خمسون شهيداً من المسرحيين والأدباء والمثقفين.. وذلك دون أن نشعر ودون أن نتذكر.

إن آخر ما ينتظره المبدعون الهواة في مصر هو أن يتقاضوا بعضاً من الأجر مقابل حفاظهم على ما تبقى لمصر من بقايا هويتها الثقافية والإبداعية.. فهم ينفقون أموالهم ووقتهم في ذلك عن طيب خاطر.. ولكنهم في المقابل لا يتوقعون الموت بدون أدنى ذنب اقترفوه.

كان هذا بالضبط ما حدث في تلك الليلة القاتمة.. حين سقطت شمعة على إحدى ستائر المسرح وأضرمت النيران فيها، ثم ما لبثت تلك النيران أن اجتاحت كل شيء أمامها من أجساد الضحايا في غرفة غير مؤمنة وغير مؤهلة لاستضافة مهرجان للعروض المسرحية.

كل ذلك كان من الممكن أن يتم تفاديه إن كانت هناك سيارة إطفاء وسيارة إسعاف واحدة فقط لا غير.. ولكن فقط لأننا في مصر فإن سيارات الإسعاف لا تصل إلا بعد ساعة على الأقل.. وهي لم تسعف أحداً في ذلك اليوم.

لم يكن نظام مبارك الغاشم ليكتفي بقصف الأقلام وقمع المبدعين والفنانين فقط.. بل أشرف أيضاً على دماءهم الزكية الطاهرة بالإهمال والازدراء والنظرة المتعالية.

ومن العبث أيضاً أن ذلك كان في عهد فاروق حسنى، وزير الثقافة، الذي لم يتزعزع قيد أنملة عن منصبه حتى قيام ثورة يناير المجيدة التي أطاحت بهذا النظام بلا رجعة.

أشباح ومهمشون في قصر ثقافة الفيوم

هل ذهب أحدكم يوماً إلى قصر ثقافة الفيوم؟

من ذهب إلى هذا المكان يعي تماماً أن هذا المكان ممتلئ بالأشباح.. إنها ليست أشباح بما تحمله الكلمة من معنى في الأساطير والخرافات.. ولكنني أعني تلك الذكريات المؤلمة التي لدى كل من أمضى عمره في هذا المكان الذي قدم وحده واحد وعشرين شهيداً وأربع مصابين.. كل رواد هذا المكان لديهم من فقدوه من أب وأخ وصديق وربما أستاذ وقدوة يحتذى بها.. ربما كلهم يبكون الآن في ذكرى “صلاح حامد” الذي كان بمثابة الأب الروحي لكل  مثقفي الفيوم.. الجيل الحالي من ممثلي المسرح في الفيوم جميعهم خرجوا من عباءة هذا الرجل.. ربما لن يتذكره أحد بعد برهة إلا هؤلاء الشباب المكلوم بعدما مرت ذكراه الحادية عشر أمامهم كأنها كانت بالأمس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل