المحتوى الرئيسى

الحمامات الشعبية.. حكاية فلكورشعبى لم ينل منها الزمن

09/04 14:13

هى اماكن بالغة القدم.. تعيدك قرون الي الوراء بمجرد الدخول أليها مع لمسة حضارية ما..  فمن حوائط حجرية ولوحات عتيقة الي سلالم رخامية ومقاعد خشبية للإنتظار.. ففي الوقت الذى بلغ فيه سيط مراكز التجميل أعلي مدى ووصلت شهرة صالونات العرائس الي كل بيت، ما زالت الحمامات الشعبية متربعة علي حلبة المنافسة تناطح الجديد من محدثات النظافة وتساير الزمن للبقاء في الصورة برونقها القديم وبصمتها المعاصرة.

أذا لم تكن ذهبت من قبل.. فلنذهب معًا في جولة الي الداخل، حيث العوالم المختفية في زحام القاهرة،لوف وأعشاب ومغطس.. عبارات جديدة علي مسامع أهل المدن .

مهمة شاقة هى مهمة الوصول الي الحمام ، تبدأ من سائقي الأجرة الذين لا يدركون أين أماكن تلك الحمامات،حتى المواطنين الساخطين علي وجهتنا وكأن المقصود هو ملهى ليلي وليس حمام للنظافة.

يعرف أيضًا بأسم حمام الأربع، يقع في آخر وكالة البلح،حيث تقف "تكاتك" بالقرب من محطة الأسعاف، عند مدخل الوكالة لإيصال القاصدين الي هناك، ويتقاضي عشرة جنيهات.

ممر ضيق هو شارع الأنصارى الموجود به الحمام، يقف علي مدخله رجل ضخم لإبعاد المتطفلين والرجال في غير مواعيدهم التى تبدأ من السابعة حتى الخامسة صباحًا ، فضلًا عن تهديد كاميرات الإعلام التى تحاول الولوج الي الدخل لأكتشاف الحقبة الزمنية التى يمثلها الحمام.

ومن هنا تتوالي المشاهد..  فمن الخارج تستقبلك واجهة رخامية تعود بنا الي العصر المملوكى حيث الفخامة المرصعة بالتحف، ثم تقودك الي مدخل رخامى هابط الي داخل الحمام نفسه، الذى هو عبارة عن صالة كبيرة تحيطها غرف الحمام المختلفة.

"مولد سيدى العريان"  هى أول ما يبتادر الي الذهن عند دخول الحمام، فالسيدات بالداخل وقفن بالباشكير أو الملابس الداخلية لأنتظار أدوارهم ، مع أحساس بالآمان يظهر في تحركاتهم بعيداً عن التخوفات الشائعة لوجود كاميرا هنا أو هناك كما يتفوه البعض.

ومن داخل الصالة التى تقع قبل الحمام تجلس سيدة بملابس منزلية لأستقبال الزبائن ، لعمل الأوردر الذي يرغبونه وحجز حقائبهم وهواتفهم قبل الدخول الي الحمام، أو الي غرف "السويت" أو "الحنة".

"التكييس"  هى أشهر الخدمات التى يقدمها الحمام لعرائسه، حيث تقوم العروس بالجلوس داخل مغطس دافيء ثم تذهب بعدها الي "سونة البخار"، لتساعدها العاملات بعد ذلك في إزالة الشوائب التى تعلقت بالجسم، وذلك عن طريق النوم علي مائدة رخامية مستديرة.

لا تنتهى الجولة عند ذلك،بل تستكمل الفتاه برنامجها بعمل ماسكات الأعشاب الطبيعية ومنهم ماسك "دم الغزال حيث العشب الذي يعطى للجسم اللون الوردى.

وكغيره من الحمامات الشعبية، يقدم حمام عوكل الشعبي خدمات أخرى للنساء المقبلات عليه، كرسوم الحنة التى تقوم بها آمرأة سودانية تدعى "لؤلؤة" التى تستقبل عميلاتها بإبتسامة سائلة اياها عن نوع الرسمة التى تريد نقشها، وفي اى مكان بالجسم.

هو أول الأسئلة التى قفزت الي ذهننا عند الدخول للحمام.. وبسؤال "لؤلؤة" الحنانة السودانية ، أجابت بأن تلك المهنة اندثرت بعدما ساء صيت العاملات بها ، ولم تعد موجودة بالحمامات الشعيبية ، بل تمارسها سيدات قليلات كأوردرات منفردة .

ولحمام مرجوش أو حمام الثلاث قصة لا تختلف كثيرًا عن حمام عوكل ، يسطرها الفلكور الشعبي الذي يحيط بجو الحمام، ويقع الحمام بشارع أمير الجيوش الذي يبعد عن محطة مترو باب الشعرية بدقائق داخل أحدى الشوراع الضيقة التى يوجد بها الكثير من المحلات التجارية.

وبطبيعة الحال تذهب النساء الي هناك متخفيات او صامتات دون سؤال أحدى المحلات الموجودة عن طريقه تجنبًا لنظراتهم الشذرة او المغازلة وللبعد عن سفاهة كلمات البعض منهم .

مبنى عتيق هو، مغلق بستار ثقيل،يقود الي صالة أنتظار الحمام، التى تجلس بها الكثير من النساء بإنتظار أدوارهم ، الي جانب سيدة في منتصف العمر تقوم بإدارة الحمام والحجز للسيدات الراغبات في الإنتفاع بخدمات الحمام.

وكغيره من الحمامات يقدم عدة برامج تبدأ من "التكييس وعمل ماسك ترمس للوجه فضلا عن ماسكات الحمام المغربي والسويت وماسك الحنة ورسومها"، وكلاً حسب رغبة القادمة التى تحدد برنامجها وفقًا لورقات العملة المستعدة لتقديمها.

الأزهر : انتهاك الخصوصية بالحمامات الشعبية حرام

في هذا السياق قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف،  ان انتهاك الخصوصية وما يوازيه من افعال بالحمامات الشعبية حرام وهو حكم واجب يقره الدين الأسلامى بوضوح.

وأوضح شومان ، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" أن كشف المرأة لعورتها أمام أخرى وكذلك بالنسبة للرجال هو أمر حرام يقع حت بند انتهاك خصوصية العورات التى أمر بها الدين كل من النساء والرجال .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل