المحتوى الرئيسى

اختبار جديد لسياسة الترحيب باللاجئين في انتخابات ولاية ألمانية

09/04 13:37

تشهد ولاية مكلنبورغ فوربومرن الألمانية انتخابات اليوم الأحد (04 سبتمبر/ أيلول 2016) من المتوقع أن يحقق فيها حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة مكاسب كبيرة، ما يعكس سخطاً متزايداً على المستشارة أنغيلا ميركل وسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها إزاء اللاجئين.

وتلي هذه الانتخابات انتخابات رئيسية أخرى في برلين خلال أسبوعين والانتخابات العامة في سبتمبر/ أيلول المقبل. وتأتي انتخابات اليوم الأحد بعد عام من قرار ميركل بفتح حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من اللاجئين. وتكمن أيضاً حساسية الانتخابات في ولاية مكلنبورغ فوربومرن (شمال ألمانيا) كونها تعتبر الدائرة الانتخابية لميركل في الانتخابات العامة الأخيرة.

وتعرض حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي في انتخابات ثلاث ولايات في مارس/ آذار لتصويت عقابي بتوجيه أعداد كبيرة من الناخبين أصواتهم لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا.

لكن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير رفض أن يكون هناك ربط بين سياسة اللجوء التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل وارتفاع التأييد لحزب البديل لأجل ألمانيا "ايه اف دي" المعارض للاتحاد الأوروبي والمناوئ لعمليات إنقاذ اليورو.

وقال دي ميزيير في تصريحات خاصة لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد: "اعتبر ذلك أمراً غير طبيعي". وتابع قائلاً: "إننا نعايش صعودا لأحزاب يمينية شعبوية في أوروبا بأكملها. وألمانيا مثلت الاستثناء لفترة طويلة. لم تكن أزمة اللجوء السبب لأن يحظى اليمينيون الشعبويون بنجاح هنا".

ويرى دي ميزيير المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في برلين، أن هذا التطور يرجع إلى انزعاج البعض من العولمة والحداثة على نحو أكبر من رجوعه لقرارات سياسية فردية.

ولم يرغب وزير الداخلية في الإعراب عما إذا كانت ميركل سوف ترشح نفسها لمنصب المستشارة مجدداً أم لا، وقال: "أعمل بشكل وثيق للغاية مع ميركل. وأعلم أنها لا تفضل سماع مقترحات قادمة من الخارج بشأن مثل هذه الأمور".

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع حديث أن أغلب المواطنين الألمان يرون أن حياتهم الشخصية لم تتأثر بتدفق اللاجئين. وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد أن 76 بالمئة من المشاركين به اتفقوا على أن حياتهم لم تتغير من خلال اللاجئين الذين وفدوا إلى خلال العام الماضي.

فيما ذكر 23 بالمائة فقط أن حياتهم تغيرت مع قدوم اللاجئين، وقال 13 بالمائة من هؤلاء الأشخاص إن هذا التغيير كان "للأسوأ"، فيما ذكر 8 بالمائة منهم أن التغيير كان "للأفضل".

م.س/ ع.غ (د ب أ، رويترز)

في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.

في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.

في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.

استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".

في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.

استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.

في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.

في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.

في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.

في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".

في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل