المحتوى الرئيسى

"ريمكسات حلال".. فريق كندي يغنّي الراب الإسلامي ويسعى لتحطيم الصور النمطية عن الدين

09/04 09:28

تشتعل الأجواء قبل دقائق من صعود جاي دين وكارتر زاهر على المسرح. يظهر دين من خلف الستار أولاً، تعتليه ابتسامة عريضة، بينما يحكم قبضته على الميكروفون، وهو ما قاد الجمهور من الأطفال والمراهقين للهتاف والتدافع نحو السياج البلاستيكي أمام المسرح.

بعد ذلك بلحظات، يخرج زاهر، يرتدي قميصاً بألوان بيضاء وذهبية، وبنطال أبيض، ويرتدي سبحة ذات ألوان متعددة حول عنقه، بينما يلوح للآلاف من الجمهور المتعطش والمبتهج.

يطلقون على أنفسهم اسم Deen Squad، كما أن مطربي الراب لا يغنون بالصورة النمطية التي تعرفها عن الهيب هوب. يكتب الشابان الكنديان كلمات مستمدة من الدين الإسلامي ليغنوها، وقد أسرت أغانيهم الشباب المسلم في كندا وحول العالم.

"إنه الفن الأول من نوعه" يقول زاهر في مقابلة قبل ظهور الفريق في مهرجان Muslim Fest الأحد القادم، وهو حدثٌ ثقافي سنوي في ميسيسوجا، المدينة التي تضم عدداً كبيراً من المسلمين والعرب غرب كندا.

وأضاف مصرحاً لموقع ميدل إيست آي البريطاني "إنه الهيب هوب الإسلامي، لأن الهيب هوب النمطي دائماً ما يرتبط بالعنف، والمخدرات، والجنس، والعري.. الحقيقة هي أننا نأخذ تلك الأغاني ونمنحها لمسة إسلامية، يشعر البعض بالتعجب حيال الأمر".

يطلق الثنائي على أغانيهما "ريمكسات خلال"، وقد أصدرا نسخة من أغنية Trap Queen للمطرب الأميركي فيتي واب تحت اسمMuslim Queen، ونسخة من أغنية Cheerleader لـOMI تحت اسم Believer، في محاولة لإصدار نسخة إسلامية من هذه الأغاني المشهورة، وكلاهما يتحدث عن البحث عن زوجة مسلمة مخلصة.

أما في أغنية رجل مسلم " Muslim Man"، والمستمدة من أغنية Classic Man للمطرب الأميركي جيدينا، يقول الثنائي فيها "أنا رجل مسلم، لا، أنا لست إرهابياً".

صُوِرت الأغنية في ميدان دونداس وسط مدينة تورنتو، ونُشِر قبل أيام تحديداً من هجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وكانت بمثابة الضرب على الوتر الحساس، إذ حققت قرابة 4 ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب حتى اليوم.

في أغنية مكة، وهي ريميكس لأغنية My Way لفيتي واب، يعرب المطربان عن أمنيتهما بالذهاب إلى مكة، المدينة الإسلامية المقدسة التي يقصدها الملايين من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج كل عام.

يغني زاهر فيها قائلاً "عندما كنت صغيراً، كنت أحمق، ارتكبت الكثير من الذنوب، لذلك أذهب للحج، إنه وقت التوبة".

وفي الوقت الذي يأمل فيه الثنائي أن تلهم موسيقاهما الشباب المسلم وتجعلهم فخورين بدينهم وأكثر إيماناً به، هما أيضاً يريدان إظهار جانب آخر من الإسلام لغير المؤمنين به. يقول زاهر "نحن نريد حقيقة أن نضع حداً للإسلاموفوبيا، لذلك فرسالتنا ليست فقط للمسلمين، إنها للجميع، للعالم أجمع، للبشر بشكل عام".

واعترف جاي دين أنه واجه بعض الانتقادات لمزجه المواضيع الدينية بموسيقى الهيب هوب، وذكر أن البعض قال له أن الأغاني التي يقدمها ربما تكون "حراماً" في الدين الإسلامي.

يقول دين "الموسيقى بوضوح في الدين الإسلامي هي من بين المواضيع المتنازع عليها بقوة، لذا فهناك من يحرم الاستماع إليها، إلا أن هناك من يقولون بأنه يمكن الاستماع إليها طالما كانت منضبطة من الناحية الأخلاقية، وهذا هو الرأي الذي نأخذ به".

في المقابل، يرى زاهر أن الأمر برمته يتعلّق بالقصد من وراء الموسيقى، ويقول "نحن نريد أن يتعايش إخواننا وأخواتنا معاً، نريد للمسلمين والمسيحيين واليهود أن يفهموا بعضهم البعض، لأن الإعلام يصور خلاف ذلك، والناس يظنون أموراً أخرى عن ديننا.

ترجع أصول عائلة زاهر (اسمه الأول هو قدور) إلى لبنان تحديداً، بينما دين (اسمه الحقيقي هو جوشوا أساري)، فهو كندي من أصل غاني، وقد دخل الإسلام في عمر الخامسة عشرة، وكلاهما وُلِد وتربى في أوتاوا، العاصمة الكندية.

التقى الثنائي في يناير/كانون الثاني 2015، أثناء دراستهما بجامعة كارلتون، وتحديداً في محاضرة عن صناعة السينما الهندية. كان كلاهما يصنع موسيقاه بشكل منفصل، قبل أن يتعرفا على أعمال بعضهما، ويقررا التعاون معاً.

في البداية، أطلقا على نفسهما اسم "Salaat Squad" وقاما بتسجيل بعض الأغنيات على هواتفهما ونشراها عبر الإنترنت. سريعاً ما جاءت ردود الفعل الإيجابية، بحسب ما قاله دين، وأضاف "كتبنا الكلمات في 5 دقائق تقريباً، وحصدت مليون مشاهدة في يومين. نحن طلاب جامعيون، تخيل ذلك. لقد تفاجأنا".

وبينما اكتسبت مقاطع الفيديو الأولى لهم شعبية كبيرة، استقر الثنائي على اسم Deen Squad، والمستمد من كلمة الدين باللغة العربية.

في مهرجان Muslim Fest، كان أغلب الحضور من الأطفال والمراهقين والشباب، وكان الكثير منهم يعرفون كل كلمة في كل أغنية غناها الفريق في الحفل. وبينما كان الثنائي يستريح في منطقة خاصة، حاول الجمهور رؤيتهما أو التقاط صورة سريعة لهما.

يقول الثنائي "نحن جئنا من أوتاوا، لا يوجد الكثير من الأحداث في أوتاوا، لذلك فحقيقة أننا نُظهر مسجدنا في مقاطع الفيديو هي أنها تجعل الأطفال في مدينتنا يقولون: إنهم يضعون مسجد أوتاوا على الخريطة، إنهم يمثلوننا!".

ويضيف "نحن نفتخر بكوننا كنديين وبكوننا مسلمين في الوقت نفسه. نحن نصلي، نحن سعداء بذلك. نذهب إلى المسجد، ونقضي أوقاتاً جيدة، ونبتسم للجميع والجميع يحبنا. هذه هي الرسالة التي نحاول نشرها".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل