المحتوى الرئيسى

هل تتحرك الحكومة لتحرير العمال المصريين المختطفين في ليبيا؟

09/04 07:17

شهدت قريتي البطحة والحامدية في محافظة قنا، وقائع اختطاف لمواطنين يعملون في دولة ليبيا، وذلك من قبل جماعات مسلحة مختلفة، بينما لم تتدخل السلطات المصرية حتى الآن للإفراج عنهم، حسب قول أهالي المخطوفين.

بالنسبة لقرية "البطحة" التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، اختطف من أبنائها كل من (رمضان محمد إسماعيل، وأشرف محمد إسماعيل، وسعدي جهلان أحمد، وأحمد محمد عبده عسران، ونبيل قناوي قليعي، ومحمد عبدالفتاح بكري)، وآخر من مركز دشنا يدعى دكتور حمدي آدم الراوي. 

وبحسب قول أشرف جهلان، أحد أبناء عمومة المختطفين، فإن أبناء قريته اختطفوا عقب دخولهم الأراضي الليبية منذ شهر مارس الماضي، وانقطع الاتصال بهم منذ ذلك التاريخ، دون أي تدخل من السلطات المصرية. 

أما في قرية الحامدية التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة، خطفت جماعة مسلحة في ليبيا (كريم محمد أحمد، 28 عامًا)، وطلبوا من أسرته 4 آلاف دولار من أجل تحريره. 

يعاني أهالي المخطوفين من "تجاهل الحكومة لقضايا ذويهم الذين تم اختطافهم في أثناء عملهم بليبيا"، حسب قولهم، فيذكر محمود محمد، من قرية البطحة وشقيق أحد المخطوفين، إن شقيقه و5 من أبناء القرية، وآخر من دشنا، ذهبوا للعمل في ليبيا كعادتهم، وتم احتجازهم منذ أكثر من 5 أشهر، وتم التواصل مع السلطات المصرية ووزارة الخارجية، لكنهم السلطات لم يفعلوا شيئ حتى الآن ومازالوا مخطوفين. 

ويضيف أنه ليس هناك أي تنسيق بين أسر المخطوفين والسلطات المصرية أو السفارة المصرية في ليبيا، حيث ينتظر أسر المخطوفين "الفرج" بحسب وصفه، وتحرير ذويهم من أيدي العصابات المسلحة التي اختطفتهم.

وقال محمد عاطف، أحد أبناء عمومة أحد المختطفين، إن الدولة لم تتحرك أو تقم بأي إجراء من أجل تحرير المختطفين من أبناء المحافظة في ليبيا، قائلاً: "هما دول مش مصريين المفروض نتابع حالتهم ونتحرك علشان نحميهم من أي خطر". 

ونوه، أن الأهالي تقدموا بالعدد من البلاغات والشكاوى في وزارة الخارجية لتحرير ذويهم لكن دون أي استجابة: قائلاً: "دول مصريين يا حكومة أنقذوهم".

ويروي محمد عبده، والد أحد المخطوفين في ليبيا: "تلقيت اتصالاً من ابني من قرابة شهر، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة أشهر"، موضحًا أن الاتصال لم يتعدَّ دقيقة واحدة، وأخبره نجله بأنه هو وزملائه متواجدون حاليًا في أحد السجون التابعة لجماعات مسلحة في دولة ليبيا ويتم تعذيبهم بشكل يومي وإهانتهم وإهانة الدولة المصرية وشعبها.

"والله يا ولدي دا بيجري على كوم لحم، ومعاه 10 عيال، ومفيش حتى 50 جنيه نشتري بيها أكل".. كلمات توجهها والدة كريم محمد أحمد ، ابن قرية قرية الحامدية التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة، وبعينين منهمكتين، تنهمر منها الدموع، تنوح على ابنها كريم الذي لم يكمل عقده الثالث، وهو يبحث عن مصدر للرزق، لينفق عليها وعلى أخيه المجند بالقوات المسلحة، وتؤكد عدم قدرتها تحمل فراقه: "عاوزه ابني يرجع علشان هو النور اللي بشوف بيه"، مؤكدًة عدم قدرتها على دفع المبالغ المالية التي يطلبها الخاطفين والتى تصل إلى 4 آلاف دولار للأفراج عنه.

وتروي حميدة علي، والدة أحد المختطفين، أن أفراد أسرتها والذين يبلغون 8 أفراد، وجبة الغداء بالنسبة لهم هي "الفول والبصل" وينام الأطفال دون عشاء أو يتناولوا "الشاي والعيش الناشف".

وتضيف، أن نجلها سافر لينقذهم من الفقر والذل والمهانة التي يتعرضون لها بسبب حالتهم الاجتماعية والمادية، فضلاً عن مياه الشرب المقطوعة دائما في قريتهم والذين اتجهوا بسببها إلى تناول مياه الآبار الأرتوازية التي أدت الى إصبتهم بالأمراض الوبائية والفروسية.

اتهم العمال المصريون في ليبيا أجهزة الأمن الليبية بالقصور في حماية زملائهم المخطوفين، خصوصًا بعد تعدد حوادث الخطف والقتل على يد الجماعات المسلحة.

وحاولت "التحرير"، التواصل مع مديرية الأمن في مصراتة بليبيا عن طريق صفحتهم على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لكن أي رد منهم، بينما تمكنت من التواصل مع مصريين من العاملين في ليبيا، الذين توجهوا إلى مديرية أمن مصراته لسؤالهم عن إمكانية حماية المصريين خال الفترة المقبلة، حيث أفادوا لـ"التحرير" بمحاولتهم لقاء المسؤول عن ملف الأجانب داخل ليبيا ولم يجدوا سوى مسؤول يدعى شعب عباس، وهو ضمن فريق مكافحة العصابات المسلحة. 

وأضاف العاملون في ليبيا، أن المسؤول الأمني قال لهم: إن الأمن الليبي يكافح تلك العصابات التي تختطف المصريين فقط، ولا تقتل، لكنها تفعل ذلك مع أبناء الدولة الليبية وشعبها. 

وأشاروا، إلى أن المسؤول الليبيـ أضاف: "المصريون يعيشون هنا بين أهلهم ونحن نكن كل التقدير والاحترام وللشعب المصري بأكمله، ونحاول بذل كل الجهود الممكنة للأفراج عن أي مصري مخطوف والسلطات الليبية قادرة على حماية أي مصري يعيش على الأراضي الليبية".

وقال أحمد عبد القادر، عامل قناوي في ليبيا، في تصريحات خاصة لـ"ألتحرير"، إن الأمن الليبي لا يتحرك لتحرير أي مخطوفين مصريين أو الحد من تلك الحوادث، قائلاً: "الأمن الليبي بيقولنا ليه جيتوا بلدنا أصلاً؟!، ومش بيعمل أي حاجة".

ومن جهته، قال مصدر في وزارة الخارجية المصرية، في تصريحات لـ"التحرير": إن السفارة المصرية في طرابلس تمارس عملها من القاهرة وأي معلومات تأتي للسفارة بشأن اختطاف مصريين تبدأ في التحقق منها وتبذل شتى محاولاتها من أجل الوصول إليهم وتحريرهم. 

وأضاف المصدر، أن هناك غرفة عمليات القطاع القنصلي من خلال الاتصال بالرقم: 0225772500، لمتابعة الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية في حوادث اختطاف المصريين. 

ولفت، إلى أن المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، نقل تحذير الوزارة من قبل بعدم السفر إلى ليبيا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك في الوقت الحالي، خوفًا من تعرض المواطنين إلى أي مشكلات هناك وأن السلطات الليبية لا يمكنها توفير حماية كافية للجالية المصرية.

يقول أحمد هيثم أبو الجليل، عامل قناوي في ليبيا، إن حوادث اختطاف المصريين تتم علانيةً في منطقة تسمي بـ"سوق العمال"، حيث تقوم عصابات مسلحة بالنزول إلى تلك السوق الذي يتواجد فيه المصريون من عمال "النجارة والكهرباء والبناء"، وغيرها من المهن ويتم اختطافهم. 

وأضاف أبو الجليل، في تصريح لـ"التحرير"، أن هناك مصريين يتعاونون مع تلك العصابات لاختطاف أبناء دولتهم وتم إبلاغ المسؤولين في القنصلية المصرية من قبل أسر العمالة المصرية في ليبيا، بأسماء هؤلاء وهوياتهم ولكن لم تتدخل السفارة أو الخارجية أو يتم التحرك من قبل السلطات الأمنية في ليبيا للقبض عليهم.

وذكر، أنه يعرف أسماء هؤلاء، وذلك من خلال مصريين كانوا مختطفين على أيديهم وعرفوا أسماء بعضًا منهم، وهم "عبد العظيم وعرفه وخالد وأبو الفتوح"، وهناك آخرون لا يعرف أحدًا عنهم شيئًا. 

جمعة صبرة سعيد، 49 عامًا، أحد أبناء محافظة قنا، والذي تم اختطافه بعد سفره إلى ليبيا، بحثًا عن مصدر دخل يعينه على الإنفاق على أهل بيته، الذي يزيد عدد أفراده على 11 شخصًا، وتم تحريره عقب دفع أسرته فدية قدرها 4 آلاف دولار.

وقال صبرة لـ"التحرير"، إن "مصريين كانوا يعذبونا في ليبيا بيكهربونا وكوونا بالنار"، بعد أن خطفته إحدى العصابات الليبية بمحافظة مصراتة، في شهر رمضان الماضي، مطالبين بفدية مالية 4 آلاف دولار لإطلاق سراحه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل