المحتوى الرئيسى

7 أسباب جعلت الخروف يسكن ذاكرة الصعيد

09/03 21:18

يحتل الخروف مساحة عريضة فى ذاكرة الصعيد وموروثاته، فهو البديل فى طقس القودة فى المصالحات الثأرية لمرتكب جريمة الثأر حيث يقدم القاتل ذبيحة لأهل القتيل تكفيرًا عن فعلته وهى تقبل فى الغالب، وهو أيضا الهدية الثمينة القيمة التى يهادى بها الصعايدة بعضهم البعض فى المناسبات المختلفة فحتى وقت قصير كان الخروف هو الوليمة الأساسية فى حفلات الختان عند المسلمين والأقباط.

ويولى الصعايدة عناية بالغة بالخروف منذ لحظات ميلاده وحتى ذبحه فبعد أن حتى وإن كان صاحبه غير محترف فى ذلك المجال، فثقافة رعى الخراف تبدو شائعة تقريبا فى كل المناطق بالصعيد، و يبدأ الاهتمام بالخروف منذ ولادته حيث يحرص المربى على غسله كل ثلاثة أيام فى فصل الصيف وكل 15 يومًا فى الشتاء باستخدام لإزالة العوالق التى تعلق بفروته الخشنة من حشرات وأتربة، ويعتقد أن ذلك يمنحه مزيدًا من الصحة التى تنعكس على وزنه وكمية اللحم المكتنزة فيه،  وبعد مرور فترة على ولادته يجلب له صاحبه شخص متخصص فى القرى حيث يقوم باستئصال أعضائه التناسلية كى يكون الخروف مستعدا للعلف وتقوية لجسده، والعملية التى يقوم بها الخصاء تمنع من أن تجعل الخروف ذو رائحة نتنة عالم وتجعل لحمه طيب، حيث يجمع مربو الأغنام أن استئصال بعض الأعضاء التناسلية من الخروف توفيرا لطاقته التى قد يهدرها فى التكاثر،

وهى عملية تحتاج إلى دقة بالغة أثناء اجرائها وهو يفسر الأجر المرتفع الذى يحصل عليه ذلك المتخصص مقارنة باجر من يقوم بحلاقة الفروة.

تبدو العناية الفائقة بذلك الحيوان ذو العيون الناعسة الذى ينادى بصوته المميز دوما على رفيق يؤنس وحدته حتى يتم ذبحه، مبررة خاصة أن كل جزء منه يتم الاستفادة منه بعد ذبحه، فحتى دماء الخروف وقرونه كرس لها المعتقد الشعبى فائدة هامة وهى إبعاد الحسد واتقاء شر العيون الحاسدة، حيث يغمس الرجل كفة يده فى الدماء ليطبعها على اى شيء يريد تحصينه من شر الحسد على شكل الخمسة والخميسة وأكثرها شيوعا الاكفف التى نراها مطبوعة على السيارات الجديدة حيث يذبح صاحبها خروفًا ويرسم بدمائه تلك العلامة المميزة لتكسر من حدة نظرات الجيران وتؤمن السيارة من المخاطر،  أما قرنى الخروف فلهم نفس الفائدة وان كان مكانهما على الواجهات العلوية للمنازل بعد ربطهما جيدا وهما أيضا بمثابة حماية من الأرواح الشريرة التى قد تمر من أمام المنزل.

أما باقى أجزاء الخروف ومنها لحمه فانه فى المناسبات العادية لايتم تقسيمه مثلما الحال فى ذبائح الأضحى بل يوهب جزءا للفقراء حسب تقدير صاحبه وتستخدم فروته فى فرش مداخل المنادر " المضيفة " فى قرى الصعيدى حيث يقاس مدى ثراء أصحاب المندرة بعدد الفروات التى تفترش الأرض،  اجر الجزار عن ذبح الخروف الواحد تتراوح مابين 150 إلى 200 جنيه وقد يحصل على نصيب قليل من لحمه ـ نصف كيلو ـ  حسب تقدير صاحب الذبيحة وتبدأ عملية الذبح بإحضار الخروف إلى مكان متسع ومجهز لاستقبال الدماء، ويتم ربط  الأرجل ويقوم الجزار بتلاوة البسملة ويهم بفصل الرأس ويتركه لدقائق حتى تتصفى دماءه ليقوم بعدها بعملية السلخ والتقطيع ويوزع صاحبه لحمه مثلما يقره الشرع وأول ما يتم حجزه فى الخروف هو «اللية» حيث يعتبرها العجائز مقوى جنسى سريع المفعول كما تشير الموروثات الشعبية أنها تقى من مرض «عرق النسا» سواء عند الرجال والنساء.

ويفضل الصعايدة شراء الخراف الصعيدية ويجلبونها من محافظة أسيوط وهى عديمة القرون مقوسة الأنف ذات رقبة طويلة نسبيا سوداء أو بنية وصوفها خشن وذات ذيل اسطوانى شحمى ويستخدم صوفها فى صناعة الكليم والبطاطين ويرونها الأفضل من بين الأنواع الأخرى.

ومن هذه الأنواع «الأوسيمي»  نسبة إلى قرية أوسيم وهى بيضاء اللون ذات رأس بنى الذى يمتد إلى الرقبة ومقدم الصدر، و«الرحماني» نسبة إلى قرية الرحمانية بالبحيرة وهى بنية اللون وقد توجد بها بعض البقع البيضاء ويميزها الذيل الكبير البيضاوى 'اللية' المكتز بالشحم وينتهى بعقدة نحيفة ملتوية ويميزها فى الذكور الرأس الكبير المقوس الأنف وتحمل قرونا كبيرة هلالية الشكل تلتف حول الأذن،  و"البرقي" وتعرف أيضا باسم «الدرناوي» أو الأغنام الصحراوية من أصل ليبى نسبة لمدينة برقة وتنتشر على طول الساحل الشمالى الغربى بمصر وهى متوسطة الحجم وبيضاء اللون ولون رأسها أسود أحيانا وذكورها ذات قرون ويغطى الأرجل وأسفل البطن شعر قصير؛ و«الفلاحى» ويعرف بالبلدى أو الشرقاوى حجم صغير و"الصنباوي" وهى مجموعة غير متجانسة من الأغنام تنتشر فى محافظات الصعيد من أسيوط حتى أسوان وليست لها صفات محددة, أسعار  الخراف تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام المقبلة حيث عيد الأضحى المبارك.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل