المحتوى الرئيسى

القصة الكاملة لأزمة لبن الأطفال

09/03 18:55

حالة من الغضب والاستياء العارم سادت بين المصريين الذين يعتمدون على ألبان الأطفال المدعمة في تغذية أولادهم، وبعد أن قرر الدكتور أحمد وزير الصحة، قصرها على نحو 1005منافذ على مستوى الجمهورية، في ظل احتكار جهة خاصة لتوريدها بقرار منه.

واستبعدت الشركة المصرية للأدوية القائمة على استيراد الألبان الخاصة بالأطفال منذ 20 عامًا لصالح جهات سيادية وشركة خاصة شركة تديرها شقيقة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الحالي.

وقدمت الشركة المصرية لتجارة الأدوية، إحدى شركات قطاع الأعمال المملوكة للدولة، استغاثة منذ عام لرئيس عبدالفتاح السيسي وطالبته بالتدخل، بعد سحب وزارة الصحة استيراد وتوزيع الألبان منها وإسناده إلى جهة سيادية، إضافة إلى سحبها توزيع بعض الأدوية وإسنادها إلى القطاع الخاص، مثل عقار "سوفالدي" لفيروس "سي.

وقالت الشركة، في استغاثة نُشرت في إحدى الصحف قبل عام: "لا نعلم أسباب ذلك، بالإضافة إلى الموضوع الهام والخطير الذي بسببه نستغيث بسيادتكم وهو (لبن الأطفال)"، موضحة أنه تم الإعلان عن مناقصة ألبان الأطفال وتم عمل الإجراءات إلا أنه ورد إلينا خطاب من وزارة الصحة مفاده إلغاء المناقصة بعد التشاور مع شركات القطاع الخاص.

وأضافت: "ورد إلى علمنا أنه سوف يتم إسناد استيراد الألبان عن طريق إحدى الجهات السيادية، وليس لدينا مانع ولكن الأخطر من ذلك أن يتم أيضًا العمل على إسناد عملية التوزيع على شركات القطاع الخاص، ولا ندري سببًا لذلك أن يتم سحب هذه الأدوية والحساسة والتي تخص أطفال مصر من شركة قطاع أعمال عام إلى شركات القطاع الخاص".

وأشارت الشركة إلى أنها مملوكة للدولة وتتبع وزارة الاستثمار ويعمل بها أكثر من خمسة آلاف عامل، وتؤول أرباحها إلى الدولة، قائلة إنه «في حالة إصرار وزارة الصحة على عديل المنظومة وطرحها بالتعامل عن طريق شركات القطاع الخاص، فإنه سوف يكون له أثر سلبي على أجور ودخول العاملين بالشركة المصرية".

 وذكرت الشركة المصرية أنها تعمل منذ أكثر من 20 عامًا في مجال استيراد ألبان الأطفال من خلال مناقصة عامة بالاشتراك مع وزارة الصحة وتحت إشرافها وطبقا لشروطها، وأن أغلبية الألبان توزع عن طريق مراكز الأمومة والطفولة.

 وأصدر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد محمد سمير بيانًا اليوم السبت، قال فيه إنه انطلاقًا من متابعة القوات المسلحة لكل ما يشغل الرأي العام المصري، ومن منطلق حرصها على توضيح الأمور وإزالة اللغط لدى المواطنين فيما يتعلق بقضية أزمة نقص لبن الأطفال ،لاحظت القوات المسلحة قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال باحتكار العبوات للمغالاة فى سعرها، ما تسبب فى زيادة المعاناة على المواطن البسيط.

وأوضح أن القوات المسلحة قامت انطلاقًا من دورها فى خدمة المجتمع المدنى، بالتنسيق مع وزارة الصحة، بالتعاقد على نفس عبوات الألبان، ليصل سعر العبوة للمواطن المصرى إلى (30) جنيهًا بدلًا من (60) جنيهًا، أى بنسبة تخفيض تصل إلى 50%، ومن ثم تقوم القوات المسلحة بضرب الاحتكار والجشع لدى التجار والشركات العاملة فى مجال عبوات الألبان من منطلق شعورها باحتياجات المواطن البسيط، أسوة بما تقوم به من توفير لكل السلع الأساسية من لحوم ودواجن وغيرها بمختلف منافذ البيع فى كل المحافظات بأسعار مخفضة.

وأوضح المتحدث العسكري أنه لا يوجد لدى القوات المسلحة أي عبوات مخزنة، وأنه سيتم استيراد أول دفعة من الألبان اعتبارًا من 15 / 9 / 2016 ليتم استلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر (30) جنيهًا للعبوة، ومن ثم تهيب القوات المسلحة المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الشائعات والحملة المغرضة التي شنتها شركات استيراد الألبان بهدف التأثير على الرأي العام، وعلى المواطن أن يدرك أن القوات المسلحة تبذل قصارى جهدها لتخفيف العبء عن المواطن البسيط.

وقال الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة، إنه منذ ما يقرب من 20عامًا تقوم الشركة المصرية بتوريد ألبان الأطفال المدعم من الخارج وتوزيعه على المواطنين وتضمن وصول الدعم لمستحقيه، لكن قرار الدكتور أحمد عماد وزير الصحة بإدخال القطاع الخاص في عملية استيراد الألبان وتوزيعها سبب أزمة كبيرة.

 وأضاف: "قوبل القرار وقتها بالرفض من نقابة صيادلة مصر وتقدمت الشركة المصرية للأدوية باستغاثة لرئيس الجمهورية لرفع الضرر الواقع عليها، لكن لم يستجيب أحد، بل أن الأمر تجاوز هذا الحد بصدور قرار من وزير الصحة بمنع الشركة المصرية  والصيدليات من توزيع ألبان الأطفال.

وأشار إلى أن الصيدليات كانت توزع الألبان المدعومة بشكل جزئي بعدما يتم توريده للوزارة بنحو 26جنيهًا ويتم دعمها ليصل إلى 17و18 جنيها كمرحلة أولى، إلا أن منع هذا الدعم للصيدليات تسبب في حرمان المواطنين من الحصول على علب اللبن من منافذ بيع في جميع أنحاء الجمهورية في النجوع والقرى والمدن من خلال ما يقرب من نحو 76 ألف صيدلية بجانب مراكز الأمومة والطفولة.

وأضاف نقيب الصيادلة لـ"المصريون" أن الشركة المصرية للأدوية كانت تقوم بتوزيع علب اللبن المدعمة بشكل كلي بنحو 10%  ومراكز الأمومة والطفولة مع المراكز الأخرى تقوم بتوزيع نحو 90% ومن ثم لا يوجد من يفقد الدعم أو يعرقل وصولة لمستحقيه.

وكشف أن الوزارة طرحت اللبن المدعوم بسعر18 جنيهًا في السوق بعد زيادة سعره إلى 26 جنيهًا دون الرجوع لمجلس النواب، مما يعني أنها لم تفيد المواطن بأي شي، كما أنها قللت حجم العبوة من 450جرامًا إلى 400جرام بنحو 12.5% من الحجم الأساسي، لافتًا إلى أنه كان من الممكن توزيع علب الألبان عبر منافذ الصيدليات بدون هامش ربح.

وقال إن قرارات الوزير اتسمت بالتعجل وعدم المسئولية، وتم اتخاذها في الغرف المكيفة، إذ أسندت الوزارة التوزيع لنحو 1005 منفذ على مستوى الجمهورية، لو تم تقسيمها على المحافظات سيكون نصيبها نحو 40 منفذ غير كافية لوصول الألبان لجميع الأسر ما يكبد الأسر عناء السفر لمسافات طويلة من النجوع والقرى إلى المدن للحصول على علب اللبن، ، مما يجعلهم يحصلون إجازات من العمل، بخلاف معاناة الزحام.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل