المحتوى الرئيسى

مؤيدون ومعارضون عبر مواقع التواصل لتدخل الجيش لحل أزمة ألبان الأطفال

09/03 16:39

” عايزين لبن، مش هنمشى، فين وزير الصحة، أطفالنا بتموت، .. ” وغيرها من الهاتفات التي استيقظ عليها الشعب المصري صباح أول أمس الخميس، في أزمة جديدة تلحق بأصغر فئة في هذا الشعب وهم الأطفال الرضع .

الأزمة بدأت من مارس هذا العام، حيث شهدت الصيدليات الخاصة والحكومية نقص شديد في الألبان المدعومة، حيث تقدم النائب علاء والى، عضو مجلس النواب، بسؤال عاجل موجه لوزير الصحة “أحمد عماد الدين”، حول الأسباب التى أدت إلى عدم توافر لبن الأطفال “المدعوم” فى جميع صيدليات مصر البالغ عددها 60 ألف صيدلية، الأمر الذى يؤدى إلى كارثة تهدد حياة الأطفال متسائلا “هل هى بالفعل مافيا الدواء التى تهدد هذه الصناعة ووراءها أصحاب النفوذ وأطباء صدر ضدهم قرار شطب من النقابة ويتحكمون حتى الآن في المنتج كما يشاع فى بعض القنوات التليفزيونية؟ وما هى الإجراءات السريعة التى تتخذها الحكومة لتوفير هذا المنتج الذى تغيب أكثر من شهر”.

وفي أبريل، أعلن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، بدء ميكنة عملية صرف ألبان الأطفال الصناعية “شبيهة لبن الأم” لـ12% من الأطفال حديثى الولادة سنويا، من خلال إصدار كروت ذكية لصرفها لأكثر من 350 ألف طفل.

ومع بداية شهر أغسطس، أعلن الوزير، توزيع الألبان الصناعية للأطفال، من خلال وحدات الرعاية الصحية بجميع محافظات مصر، وليس بالصيدليات، بداية من سبتمبر القادم، لمواجهة أزمة نقصها.

وأضاف، فى حواره مع الإعلامي خيرى رمضان، أن الوزارة أنشأت هيئة لتدريب الأطباء، خاصة أن الجامعة لا تستطيع تطبيق التدريب، لافتاً إلى ان الهيئة بنظامها كان موجود منذ عام 2008 لكن بدون ميزانية، وتم مخاطبة مجلس الوزراء وتم تخصيص المبالغ لها، وحصلنا على ذلك بالفعل، وتم الإتصال بعدة دول لسفر الأطباء للخارج.

ومع بداية الشهر الحالى، تجمهر عدد كبير من الأهالي أمام معهد ناصر، حاملين أطفالهم ، احتجاجًا على رفع أسعار اللبن المدعم، ورفض الشركة المصرية لتجارة الأدوية صرفه؛ مما أدى إلى شلل مروري تام بكورنيش النيل.

بعد تفاقم الأزمة، أعلن وزير الصحة عن ضخ القوات المسلحة لـ 30 مليون عبوة من لبن الأطفال بسعر 30 جنيهًا للعبوة الواحدة بدلا من 60، بعدما تم إخلاء مركز آغا خان التابع للشركة المصرية لتجارة الأدوية بسبب تهريبه ألبان الأطفال إلى محال الحلويات، حسبما زعم الوزير.‎‎

كما قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب: «إن اللجنة اتفقت في آخر اجتماع لها، يوم الثلاثاء الماضي، على إسناد حل المشكلة وتوفير ألبان الأطفال للقوات المسلحة عبر توفير العملة الصعبة والدولارات لحل المشكلة مع المستوردين، أو الاستيراد عن طريق القوات المسلحة مباشرة، إضافة إلى إنشاء القوات المسلحة لمصانع حربية للأدوية وألبان الأطفال».‎

اشتعلت بدورها مواقع التواصل الجتماعي ما بين مؤيد ومعارض لتدخل المؤسسة العسكرية في حل أزمة لبن الأطفال، فمنهم من رأي تدخلهم حل عظيم وأمثل لفكرة الاحتكار، فيما انتقد آخرون تدخل القوات المسلحة في ذلك اﻷمر .

الفنانة نشوى مصطفى علقت من خلال حسابها الشخصي على “فيس بوك”، قائلة ” : “ياأيها المشككين، ياللى عينيكم عميت عن كل حاجة كويسة بتحصل، يااللي مع نظرية المؤامرة لو فيها حاجة خير لمصر، وضد نظرية المؤامرة لو من قوى الشر اللي هدفها الوحيد تركيع مصر، كل خمس دقايق تهروا فى حدوتة جديدة، من الآخر ومهما تعملوا انتوا واللي وراكم الجيش المصرى بالنسبة لشعب مصر خط أحمر ماتحاولوش ” .

وتابعت “العبوا فى أى حتة تانية، إلا جيش مصر.. شعب مصر كل بيت فيه مجند أو ظابط أو شهيد، ببساطة شعب مصر هو جيش مصر وفروا مجهودكم وطاقتكم لألعاب ألطف ” .

واختتمت، ” الخلاصة فيه علب لبن للأطفال الرضع العلبة تمنها تلاتين جنيه الحكومة وفرتها بعدماكانت بثمانين لو لقيتها الحمد لله”.

مصراوي أحد المغردين على تويتر علق قائلا ” دمتم لمصر و دامت مصر لنا وفقكم الله لخدمة بلدنا و منحكم الصبر و الحكمة ” .

بينما رأت الجهة المعارضة أنه لا يليق بحجم وكيان المؤسسة العسكرية في التدخل في هذه الأزمة، متسائلين من أين أتت بكل هذه الكميات من الألبان، لماذا تتدخل المؤسسة العسكرية في جميع شؤن حياة المواطن المصري، بداية من منافذ لبيع السلع الغذائية بأسعار منخفضة، إلى منافذ لبيع الدواخن وأخيرا للحوم مع دخول العيد .

كما ذكر أحد النشطاء نقلا عن صحيفة “دي ﭬيلت” Die Welt الألمانية، أن الجيش المصري يمتلك مئات من الفنادق والمستشفيات ومصانع التعليب والنوادي والمخابز، إضافة إلى عشرات الآلاف من العاملين فيما لا يقل عن 26 مصنعا تقوم بتصنيع سلع استهلاكية للمصريين مثل الثلاجات والتلفزيونات والحواسيب، فضلاً عن تصنيع عربات القطار الجديدة للسكك الحديد، وكذا سيارات الإطفاء، كما يعمل على توفير محطات حرق النفايات ومياه الصرف الصحي إذا تطلب الأمر.‎

الفنان عمرو واكد، تساءل عن الجهات التي حصلت منها القوات المسلحة على 30 مليون علبة لبن للأطفال لضخها بالصيدليات.

وقال في تدوينة عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”: “الناس اللي قاعدة بتتريق على الجيش إنه ضخ ٣٠ مليون علبة لبن أطفال، بدل ما تتريقوا اسألوا جابوهم منين بالسرعة دي؟ هل من السوق المحلي؟ ولا من الخارج؟”.‎

وتابع: “ولو من الخارج إزاي وصلوا بالسرعة الوهمية دي؟ ولو من السوق المحلي يبقى مش عارف أقول إيه؟ أسئلة ينقصها الجواب”.

الكاتب الصحفي “وائل قنديل” عبّر الكاتب عن غضبه بسبب تجويع أطفال مصر بارتفاع سعر اللبن المدعم، وذلك من خلال حسابه الشخصي عبر موقع “تويتر”، قائلاً: “يسقط تجار اللبن المدعم”

كما تصدرت الكثير من الهاشتاجات قائمة ” تريند ” تويتر التي تضم أكثر الموضوعات أهمية وتداولا من قبل النشطاء، راصدة آلاف التعليقات على هذا الموضوع والكثير من الكوميكات الساخرة من تدخل المؤسسة العسكرية لحل الأزمة .

محمد سيف الدوله، باحث متخصص في الشأن القومى العربي من خلال هاشتاج #لبن_الأطفال تساءل ” هل يتفضل السادة فى نادى باريس و #صندوق_النقد_الدولى بالسماح للسيسى وحكومته بدعم #لبن_الاطفال ” .

لترد بعدها المؤسسة العسكرية ببيان ردا على هذه الاتهامات

أصدر العميد محمد سمير، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة المصرية، بياناً اليوم السبت، قال فيه إنه انطلاقا من متابعة القوات المسلحة لكل ما يشغل الرأى العام المصرى، ومن منطلق حرصها على توضيح الأمور وإزالة اللغط لدى المواطنين فيما يتعلق بقضية “أزمة نقص لبن الأطفال” لزم التنويه على الأتى:

- لاحظت القوات المسلحة قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال باحتكار العبوات للمغالاة فى سعرها، ما تسبب فى زيادة المعاناة على المواطن البسيط.

- قامت القوات المسلحة انطلاقا من دورها فى خدمة المجتمع المدنى، بالتنسيق مع وزارة الصحة، بالتعاقد على نفس عبوات الألبان، ليصل سعر العبوة للمواطن المصرى إلى (30) جنيهاً بدلاً من (60) جنيهاً، أى بنسبة تخفيض تصل إلى (50%).

- القوات المسلحة تقوم بضرب الاحتكار الجشع لدى التجار والشركات العاملة فى مجال عبوات الألبان من منطلق شعورها باحتياجات المواطن البسيط أسوة بما تقوم به من توفير لكافة السلع الأساسية من لحوم ودواجن وغيرها بمختلف منافذ البيع فى كافة المحافظات بأسعار مخفضة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل