“عاموس 6”.. "الفضاء الإسرائيلي" يسقط في الوحل

في الساعة 16:30بتوقيت إسرائيل ، هز انفجار هائل موقع  كنيدى للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” فى قاعدة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا.عندما انفجر صاروخ  "فالكون9 ” التابع لشركة  “SpaceX" الأمريكية خلال محاولة لإطلاق القمر الإسرائيلي "عاموس6”.

الانفجار الذي جرى توثيقه بالصوت والصورة وصفته وسائل الإعلام العبرية بأعنف ضربة تتلقاها إسرائيل في مجال الفضاء، ما حدا بوكالة الفضاء الإسرائيلية إلى الإعلان عن جلسة طارئة دعا لها وزير العلوم "اوفير أكونيس" الأحد 4 سبتمبر لتقدير الموقف، والوقوف على أسباب "الكارثة".

موقع "ديبكا" الإسرائيلي اعتبر أن تدمير القمر الصناعي المخصص للاتصالات الفضائية تسبب في خسائر اقتصادية فادحة وإضرار بالغ بسمعة صناعة الفضاء الإسرائيلية.

وأضاف الموقع أن اختيار صاروخ "فالكون9” التابع للشركة الأمريكية لإطلاق القمر الإسرائيلي يأتي على خلفية التكلفة المنخفضة نسبيا لعملية الإطلاق في ضوء إمكانية استخدام الصاروخ في عمليات إطلاق متعددة، فضلا عن أن مالك الشركة هو الإسرائيلي "إيلون ماسك".

القمر الإسرائيلي "عاموس 6” تم تصنيعه على يد شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية لصالح شركة "فضاء" الإسرائيلية واستمر العمل فيه لقرابة 5 أعوام على يد 100 خبير وفني، وقدرت كلفته بنحو 200 مليون دولار.

ويصل وزن القمر إلى 5 طن ونص وكان من المفترض أن يستقر بعد 11 يوما من إطلاقه عند 4 درجات غربا ليقدم من هناك خدمة الاتصالات، بما في ذلك لشركة فيسبوك في إطار مشروع nternet.org الذي يهدف إلى تغطية الاتصاات في المناطق النائية لإفريقيا.

وخصص عاموس 6 لنقل بيانات واسعة النطاق " Wide Band” بسرعة عالية وفي نطاق تردد من 26.5 جيجا هيرتز إلى 40 جيجاهيرتز.

قالت صحيفة "هآرتس" إن خسارة "عاموس 6” تأتي في وقت قاتل بالنسبة لصناعة الفضاء الإسرائيلية، إذ كان من المفترض أن يحل محل قمر الاتصالات "عاموس2” المتهالك، وأن يدور في مدار "عاموس5” الذي أطلق من كازاخستان وفُقد الاتصال به في نوفمبر العام الماضي، بعد أقل من 4 سنوات على دخوله الخدمة.

واعتبرت أن الفراغ الذي نشأ الآن يضع علامات استفهام كبيرة حول صفقة فضائية عملاقة وقعت بين شركة "فضاء" الإسرائيلية وشركة "بيج يانغ شينغ" الصينية ( Beijing Xinwei Technology) التي ربطت إتمام الصفقة التي تبلغ قيمتها 285 مليون دولار بنجاح إطلاق "عاموس6” وانتظامه في مداره.

كذلك فإن عدم الالتزام بشروط العقد مع الصينيين يلزم الشركة الإسرائيلية بدفع ما نسبته 15% من قيمة الصفقة حال عدم الوفاء بها وهو ما ينطبق على هذه الحالة.

وتراجعت أسهم الشركة بنحو 9% مع ورود أنباء أولية عن الانفجار وتدمير القمر الصناعي. وأبدى رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية البروفيسور “إسحاق بن يسرائيل” قلقه من العواقب التكنولوجية للانفجار على صناعة الأقمار الإسرائيلية وتطويرها، وقال إن بناء أقمار ومشاريع فضائية جديدة يمكن أن يتوقف على مدى 3 سنوات قادمة.

ولدى إسرائيل نحو 10 أقمار تجسس لأهداف عسكرية منها من ينتمي لعائلة "أوفيك" التي أطلقت أول أقمارها19 سبتمبر 1988، أو لعائلة EROS، والتي أطلقت قمرها الأول في ديسمبر 2000 من قاعدة روسية في سيبريا.

كذلك لدى إسرائيل عدد من أقمار الاتصالات الفضائية من عائلة "عاموس"، حيث أطلقت في مايو 1996 الصاروخ "عاموس 1" وهو الأول في عائلة أقمار الاتصالات الإسرائيلية، وتم إطلاقه من قاعدة الفضاء الأوروبية كورو في غوريانا الفرنسية.