المحتوى الرئيسى

صحافتنا وصحافة أوروبا والمهرجانات | المصري اليوم

09/03 00:27

تحدثنا فى مقال أمس الأول عن مبدأ تغطية مهرجان دولى للسينما فى جريدة يومية، وأن هذا هو الأصل فى التغطية طوال أيام المهرجان، ولذلك يكون لمندوبى الصحف اليومية بطاقة خاصة تختلف عن بطاقات مندوبى الصحف الأسبوعية أو المجلات الشهرية، بل تكون لهم عروض خاصة لهم وحدهم.

ولكن الوضع يختلف اختلافا كبيراً حسب البلاد التى ينتمى إليها مندوبو الصحف اليومية، فالصحف الألمانية أثناء مهرجان برلين والفرنسية أثناء مهرجان كان والإيطالية أثناء مهرجان فينسيا تلتزم بنشر مقالات نقدية لكل أفلام المسابقة، وأهم الأفلام التى تعرض فى الأقسام الأخرى، ولذلك يقوم بالتغطية عدد من النقاد، وليس ناقداً واحداً.

والسبب فى ذلك أن هناك العديد من الأفلام التى يكون عرضها التجارى فى بلد المهرجان أثناء انعقاده أو فى اليوم التالى لعرضها فيه، وبذلك تتوفر للفيلم دعاية مجانية خير من أى إعلانات، خاصة إذا كان النقد إيجابياً، بل أحياناً يعرض الفيلم فى أكثر من بلد فى نفس الوقت، وتنشر عنه مقالات النقد بواسطة مندوبى الصحف اليومية من اليابان إلى البرازيل، أما فى مصر والعالم العربى فيندر أن تعرض أفلام المهرجانات أثناء انعقادها، ولذلك تختلف تغطية الصحافة اليومية العربية.

يمكن تقسيم نقد الفنون، والتى تشمل فنون الأدب، إلى قسمين كبيرين: الأول نقد العمل فور صدوره، أو عرضه الأول، والثانى نقده بعد فترة زمنية تطول أو تقصر، أى بعد إتاحة وقت للتأمل والمراجعة ودراسة مختلف ردود الفعل، أو حتى إعادة اكتشاف العمل، ولا يكتمل تاريخ النقد إلا بالتكامل بين هذين القسمين، فلا بديل لأحدهما عن الآخر.

وحسب «سارتر»: النقد لقاء بين ثلاث حريات: حرية المبدع وحرية المتلقى وحرية الناقد، ولا تجتمع الحريات الثلاث إلا فور صدور العمل أو بعد عرضه الأول، والأطراف الثلاثة على قيد الحياة، فيستطيع المتلقى أن يتلقى الإبداع ويتلقى النقد، ويستطيع المبدع الحوار مع الناقد والمتلقى، ويتحقق ذلك فى نقد الأفلام التى تعرض فى المهرجانات، عندما تعرض تجارياً فى نفس الوقت، ولكنه لا يتحقق عندما يكتب الناقد العربى عن فيلم لا يعرض فى العالم العربى، الغرض من التغطية فى هذه الحالة يكون إطلاع القارئ على وجهة نظر الناقد فى أحدث وأهم الأفلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل