المحتوى الرئيسى

ليلى خان: نادين نسيب نجيم موهوبة وسنتعاون معاً

09/02 23:06

إلى جانب ظاهرة عمالة الأطفال المنتشرة في الهند، فرض عليها حي الفقراء في مومباي فكرة فيلمها «ستة أكواب شاي». أما سرقة المياه في الأردن فأثارت فضولها واستمعت الى شهادات بعض المواطنين وتابعت التدابير التي اتخذتها الحكومة الأردنية للحد من هذه الظاهرة.

عاشت المنتجة والمخرجة البريطانية-الباكستانية ليلى خان فترة طويلة في الأردن، مما دفعها للتوغل في عمق هذا البلد وتسليط الضوء على مشكلة يعانيها أسوةً ببعض الدول العربية المجاورة.

زارت ليلى لبنان أخيراً، وخلال زيارتها عرضت فيلميها «ستة أكواب شاي» و«سرقة المياه في الأردن»، فحظيت بتقدير الصحافة ونالت إعجاب المشاهدين، كما التقت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، وتحدثت عن فكرة تعاونهما في فيلم طويل. ليلى خان في هذا الحوار...

- من هي ليلى خان؟

أنا منتجة ومخرجة بريطانية-باكستانية، تخصصت في دراسة الرسوم المتحركة في كلية King’s في لندن، ثم تدربت في شركة Warner Bros وعملت لاحقاً كمساعدة انتاج في The Prisoner of Azkaban وHarry Potter. بعدها أسست شركة إنتاج حملت اسم Brainworks Picture Company. عرضت فيلم 6 Cup Chai في مهرجان «كان» ضمن زاوية الأفلام القصيرة لعام 2014 وفزت بجائزة Venus de Badalona عن أخلاق الأفلام للدورة الأربعين لـFILMETS Badalona Film Festival في إسبانيا. كما أعددت فيلماً وثائقياً قصيراً عن سرقة المياه في الأردن.

- ما هي الرسالة التي يحملها فيلم «ستة أكواب شاي»؟ ولماذا الرقم ستة بالتحديد؟

أهدف من خلال هذا الفيلم الى نشر رسالة تطالب بحق كل أطفال العالم في التعلم. في الهند مثلاً، إيصال الشاي إلى المحلات يكون من خلال قفص، أو صندوق كالذي ظهر مع الطفل في الفيلم، وهذا الصندوق يستوعب 6 أكواب، ولذلك أطلقت على الفيلم اسم «6 أكواب شاي».

- شهدت نسبة العمالة عند الأطفال ارتفاعاً في العالم العربي، ولا سيما بعد اندلاع الأزمة السورية، لماذا اخترت الهند تحديداً؟ وماذا عن ظاهرة عمالة الأطفال فيها؟

ستتفاجئين عندما أؤكد لك أن الفيلم كان قراراً عفوياً ولم أخطط له أبداً. لم أكن أنوي تصوير فيلم عن عمالة الأطفال، ولا سيما في الهند. كنت في الهند، وزرت حياً للفقراء يُدعى Dharavi، وهو المكان نفسه الذي صور فيه فيلم Slumdog Millionaire. شعرت بأن المكان حرّك فيّ شيئاً، وكان مصدر إلهام فوري. فاتخذت قراراً بتصوير فيلم هناك، وأمضيت أسابيع عدة في الحي تحدثت خلالها إلى الناس للتعرف على عاداتهم التي يمارسونها في هذا الجزء من المدينة والتي يقولون عنها بأنها بقية تاريخ.

اختيار موقع التصوير كان ضرورياً، مثله مثل أي شخصية في الفيلم، وقد حمّسني كثيراً لتصوير الأحداث. ظاهرة عمالة الأطفال منتشرة بكثرة في الهند، ومعظم هؤلاء الأطفال جاؤوا من القرى إلى المدينة بهدف مساعدة عائلاتهم الفقيرة. وللأسف، التعليم ليس متاحاً لهم.

- سلطت الضوء على التفاصيل، خطوات الطفل وحركة يديه... ما الذي تريدين قوله من خلال هذه التفاصيل؟

الطفل هو محور الفيلم، والقصة تدور حوله، وهو المحرك الرئيسي لها. أردت أن أصور الفيلم بطريقة فنية، من دون أن أكشف مباشرةً عن الفتى لجعله أكثر إثارة للاهتمام لدى المشاهد.

- في «ستة أكواب شاي»، لم نلحظ أياً من مظاهر التكنولوجيا الحديثة، وأردت أن تبرزي تعطش الفتى الى العلم. إلا أنه ظهر أيضاً كسارق عندما احتفظ بمقلمة أحد التلاميذ الذي كان يبحث عنها. فهل تعتقدين أن من يسعى وراء العلم يمكن أن يكون سارقاً؟

بالطبع لا، ولكن مشهد السرقة في الفيلم كان فقط لإبراز ميول الفتى الى التعلم. لم يكن يعلم عن المقلمة شيئاً، لكن جذبه شكلها فقرر الاحتفاظ بها، وأعتقد أن أي طفل سيفعل مثله. «مكتشفون وحفظة»... من أشهر الأقوال المأثورة. ويمكننا القول إن المقلمة ترمز الى العلم.

- لماذا ركض الفتى حين سمع صوت الآذان؟

في بداية الفيلم، وقبل أن يخرج الفتى لإيصال أكواب الشاي، طلب منه صاحب المقهى ألاّ يتأخر في العودة، ولكن عندما سمع صوت الآذان أدرك أنه تأخر فسارع بالعودة إلى المقهى.

- هل واجهت صعوبات مع الفتى بطل الفيلم؟

أعتقد أنني كنت محظوظة بعدما وجدت فتى يقف بكل ثقة أمام الكاميرا. التقيته في إحدى ورش العمل التي تعلّم الأولاد كيفية تعزيز الثقة بالنفس. كان طبيعياً جداً خلال أدائه، علماً أنه لم يتلقّ أي تدريبات على التمثيل.

درّبته قليلاً على الحوار قبل التصوير، من حيث لغة الجسد والأداء وفقاً لتصوري الخاص. وبالتالي رأيتم النتيجة من خلال الشاشة. العقبة الوحيدة التي واجهتها خلال التصوير، كانت شعور الفتى بالتعب أحياناً، ولا سيما أننا نصور في حي للفقراء، فهو كالمتاهة، ويتطلب الكثير من المشي والركض في الأزقة، لذا كان لا بد لنا من أن نأخذ قسطاً من الراحة.

كما واجهت معه غضب الأطفال، وكان عليّ أن أُحسن التعامل معه وأعالج الأمر. وفي ما عدا ذلك، كان العمل معه ممتعاً، فهو سريع البديهة بحيث فهم تماماً ما أردت منه أن يقدمه في كل لقطة ومشهد، كما أرغب في التعاون معه مجدداً.

- «سرقة المياه في الأردن» كان مشروعك الثاني، لماذا اخترت الأردن؟

عشت في الأردن فترة طويلة، وسمعت العديد من القصص عن سرقة المياه. دفعني الفضول للتعرف أكثر على هذه الظاهرة وكيف تتم عملية السرقة. بالإضافة إلى ذلك، فالمياه بشكل عام هي مصدر للحياة والعديد من دول العالم تواجه شحاً في المياه.

- ماذا عن الصعوبات التي واجهتك أثناء إجرائك المقابلات مع سارقي المياه في الأدرن؟

كنت محظوظة بأن لدي صديقاً أردنياً يعمل في الصحافة، وساعدني وسهّل لي إجراء المقابلات مع هؤلاء السارقين.

- هل وجدت تعاوناً من الحكومة الأردنية؟

بالفعل، ساعدنا وزير المياه والري في إنجاز الفيلم، كما سمحوا لنا بالاطلاع على أرشيف الوزراة.

- أدركنا من خلال الفيلم أن الحكومة حاولت الحد من ظاهرة سرقة المياه، لكنها لم تتوصل الى حلول نهائية!

هناك خطط لتحلية مياه البحر في خليج العقبة، ومشروع لمد خط أنابيب من البحر الأحمر إلى البحر الميت، لتزويد المملكة الأردنية بالمياه العذبة، لكنه حل موقت وليس نهائياً. وكما تعلمين، فإن المنطقة تعاني شحاً في المياه.

- كم استغرق إنجاز الفيلمين من الوقت؟

أنجزت فيلم «6 أكواب شاي» في ثلاثة أسابيع. أما فيلم «سرقة المياه في الأردن» فاستغرق تصويره سنتين، إذ أمضيت سنة كاملة في الأبحاث والتواصل مع الجهات المعنية قبل بدء التصوير.

- ماذا عن ردود فعل الجمهور الأردني؟

لم يُعرض الفيلم في الأردن بعد، ولكن مركز Columbia Global في عمان سيعرضه خلال هذا العام، لم نحدد موعداً بعد.

- كيف كانت زيارتك إلى لبنان؟ وتعليقات الإعلام والجمهور على فيلم 6 Cup Chai ؟

كانت زيارة مثمرة، أعرب خلالها الجمهور عن إعجابه بفيلم «ستة أكواب شاي»، كما أنهم أحبوا أداء الفتى بطل الفيلم.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل