المحتوى الرئيسى

كلمة «الطيب» بالشيشان تثير الجدل في السعودية.. وتشعل حربًا «صوفية - سلفية»

09/02 20:39

أثارت مشاركة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" بالعاصمة الشيشانية جروزني، عاصفة من الجدل في مصر والسعودية.

واستمر المؤتمر لثلاثة أيام ما بين 25 و27 أغسطس المنقضي، بحضور أكثر من 200 "عالم ومفتٍ" من مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية.

وقال الطيب خلال كلمته بالمؤتمر إن "أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية، على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد، ومن سار على نهجه من أئمة الهدى".

وأثار تجاهل الطيب لذكر "السلفية " غضبًا شديدًا على مستويات غير رسمية في السعودية، حيث اعتبر بعض الكتاب أن المؤتمر مجرد "مؤامرة إيرانية" تستهدف إخراج السعودية من إطار أهل السنة والجماعة. 

ومن جانبه، دعى الكاتب السعودي، محمد آل الشيخ، سلطات بلاده لرفع يدها عن دعم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قائلًا "مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر جروزني، الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة، يحتم علينا تغيير تعاملنا مع  مصر، فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.. كنا مع السيسي لأن الإخونج والسلفيين المتأخونين أعداء لنا وله، أما وقد أدار لنا ظهر المجن في جروزني وقابلنا بالنكران، فليواجه مصيره منفردًا".

كما قال آل الشيخ - في تغريدة له عبر موقع "تويتر" - إن المؤتمر "يستهدف المملكة بوضوح" متهمًا الاستخبارات الإيرانية والروسية بالوقوف خلفه "لإخراج المملكة من إطار أهل السنة والجماعة". 

وإزاء ردود الأفعال الناقدة للطيب، أصدر المركز الإعلامي للأزهر بيانًا رسميًا، قال فيه إن شيخه أكد خلال المؤتمر انطباق مفهوم "أهل السُّنة والجماعة" على كل من "الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث".

وأضاف المركز أن توصيف شيخ الأزهر لأهل السنة منقول عن العلامة "السفَّاريني" في قوله: "وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي"، وعن العلَّامة "مرتضى الزَّبيدي" في قوله: "والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية". 

الدعوة السلفية: الصوفيون زيفوا حديث شيخ الأزهر

من جهته، شن عصام حسانين، القيادي بتنظيم "الدعوة السلفية"، هجومًا حادًا على الصوفيين، متهمًا إياهم بتزييف كلمة شيخ الأزهر خلال مؤتمر الشيشان، مُدعين عدم ذكره للسلفيين، مؤكدًا أن الطيب ذكر "أهل الحديث"، وهو ما اعتبر حسانين أنه يتضمن إشارة لـ"العقيدة السلفية".

وأضاف حسانين - في تصريحات لـ"التحرير" - قائلًا إن "البيان الصادر عن مشيخة الأزهر أوضح أن الصوفية هم من بتروا كلمة شيخ الأزهر فى تعمد واضح وصريح، لتصدير صورة للعالم بأن السلفية ليسوا من أهل السنة، وهو ما أغضب بشدة المملكة العربية السعودية". 

واعتبر القيادي السلفي أن "محاولات الوقيعة التي يقوم بها الصوفية قد تؤدي إلى إحراج السيسي مع السعودية، وزرع الفرقة والانقسام بين البلدين، خاصةً أن العلاقات بين القاهرة والرياض تشهد تعاونًا مثمرًا في شتى المجالات، ومن بينها دحر الإرهاب".

وتابع بقوله "يتعين على المسئولين فى كل المؤسسات والتيارات الدينية العمل على نبذ الخلافات، وعدم الترويج لما يدعو للفرقة والانقسام، خاصةً في ظل ما تشهده المنطقة العربية والإسلامية من تحديات فى الداخل والخارج"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يخص العقيدة ما يجعله "بالغ الخطورة". 

الصوفية: السلفية خوارج هذا الزمان

وعلى الجانب الآخر، قال المهندس عبد الخالق الشبراوي، شيخ عموم الطريقة الشبراوية، إن الصوفية لم يتدخلوا لا من قريب أو من بعيد في الترويج إيجابًا أو سلبًا لكلمة شيخ الأزهر، معتبرًا أن "تجاهله للسلفية شيء طبيعي خاصةً أنهم خوارج هذا الزمان"، على حد تعبيره.

وأضاف - في تصريحات لـ"التحرير" - أن السلفية "هم أساس الإرهاب والفكر المتطرف، ليس فى مصر فقط بل فى شتى بلدان العالم الإسلامى، والمنهج الصوفى لا يُقارن على الإطلاق بالفكر السلفى المتطرف الإرهابى، مشايخ السلفية هم المسئولون في الأساس عن العنف والتطرف بالمنطقة". 

وأشاد الشبراوي بكلمة شيخ الأزهر، مؤكدًا أن "الفكر السلفى هو الذى خرجت من رحمه جميع التيارات الإرهابية والجماعات المتطرفة، التى تمارس العنف فى شتى بقاع الأرض، معتمدةً على فتاوى سلفية تبيح إراقة الدماء دون أي دليل شرعى، من أجل تنفيذ أجندات خاصة". 

ومن جانبه، أشاد القيادي الشيعي، الطاهر الهاشمي، بكلمة الدكتور أحمد الطيب، معتبرًا أن "تجاهله للفكر الوهابي يُعد رسالة للعالم الإسلامي وشتى بقاع الأرض، بأن الأزهر بدأ يخطو خطوات قوية نحو الاعتدال والوسطية، والتبروء من جميع التيارات والجماعات المتطرفة"، مشيرًا إلى أن "الموقف الذى اُتخذ من قبل علماء العالم الإسلامي في المؤتمر، يبرهن على أن الإسلام يسير في طريقه الوسطي، ويُظهر حقيقة الدين والشريعة السمحاء التى تدعو للمحبة والسلام، وليس للكراهية والعنف والتطرف"، على حد قوله.

في حين، أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن البيان الختامي لمؤتمر "جروزني" الذي عُقد برعاية روسيا الاتحادية - وريثة الاتحاد السوفيتي - التي ‏لها تاريخ في الماضي والحاضر في سفك الدماء ونشر الإلحاد في المسلمين وفي غيرهم بالحديد ‏والنار، حاول سرقة لقب "أهل السنة ‏والجماعة" من أهله، وأقصى بالكلية الاتجاه السلفي بكل أطيافه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل