المحتوى الرئيسى

محمود الحديني.. فنان من الزمن الجميل

09/02 13:34

عصر «ناصر» هو الأمثل.. ونسيان إنجازات مبارك ظلم

فاتن حمامة فتحت لى الطريق.. والدراما «ترمومتر» لقياس نهضتنا

محمود الحدينى نموذج للفنان الجاد المترفع عن كل ما هو ساقط أو دون المستوى عشق المسرح فتجلى عشقه فى ملامحه وأدواره فاحترمه الجمهور، وكان يقوم بدور الأخ الأكبر لكل فنان من خلال مسئوليته الإدارية والفنية فى المسرح القومى أو البيت الفنى للمسرح.

فى هذا الحوار يكشف الحدينى عن الأزمة التى تعانيها الدراما التاريخية والدينية التى كان هو أحد أبطالها زمن إنتاجها، وعن واقع الدراما بشكل عام، وأزمة المسرح التى تتفاقم عاماً بعد عام.. كان هذا الحوار..

> كيف كانت بداية الحدينى مع مشوار الفن؟

- فى النصف الأول من الستينيات كنت أشارك فى عرض مسرحى على مسرح الجامعة وبالصدفة شاهدنى المخرج الكبير هنرى بركات وقال لى أريدك أن تأتى غداً بمكتبى فى عمارة الايموبيليا، وذهبت فى الموعد المحدد وفوجئت بوجود سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة التى استقبلتنى بترحاب شديد وأزالت عنى رهبة اللقاء، ربما كان هذا سبباً فى عدم خوفى من مواجهة أى نجم أو نجمة فى بداية حياتى، ورشحنى بركات لدور شقيق فاتن حمامة فى فيلم «الباب المفتوح» الأمر الذى فتح الطريق أمامى لعالم النجومية.

> لكنك لم تستمر فى السينما؟

- «حظى كدة» فشاركت فى بعض الأفلام بعد ذلك مثل «ثمن الحرية» و«أمير الدهاء» ولكن أصيبت السينما بنكسة كبيرة بعد نكسة 1967 فاتجهت للمسرح والدراما.

> المسلسلات الدينية والتاريخية تعتز بها؟

- بحمد الله شاركت فى بطولة عدد كبير جداً من المسلسلات الدينية التاريخية أذكر منها مسلسلات «المرسى أبوالعباس»، وهو أول مسلسل أشارك فيه، و«خيول النصر» و«القضاء فى الإسلام» و«الوعد الحق» و«بلاط الشهداء» و«محمد رسول الله». كانت هذه المسلسلات جزءاً أساسياً من دراما رمضان والدراما بشكل عام، وقفت أمام عمالقة التمثيل وتعاملت مع كبار المخرجين والمؤلفين، فلا أنسى أبداً العملاق حسين رياض ومحمود المليجى وأمينة الصاوى وأحمد طنطاوى، أنا حزين جداً لغياب هذا النوع من الدراما.

> وما مقترحاتك لعودة الدراما الدينية التاريخية؟

- إذا كنا نواجه أزمة مادية تحول دون إنتاج هذه الأعمال فلا سبيل لدينا سوى الإنتاج المشترك مع دول مثل السعودية والكويت والإمارات لإنتاج أعمال دينية وتاريخية، ولكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه فالأمر كارثى، للأسف الشديد الدراما فى السنوات الأخيرة شوهت المجتمع المصرى.

أنا كفنان ومواطن حزين جداً، إذ كنت شاهداً على عصر الدراما الجميل دراما ما زالت تعيش فى وجدان الناس، اسمح لى بالحديث عن نموذج من الدراما الاجتماعية الهادفة، فى عام 1977 شاركت فى بطولة مسلسل «هى والمستحيل» مع صفاء أبوالسعود والراحل مجدى وهبة وهذا المسلسل تناول قصة فتاة غير متعلمة تواجه التحدى وتقرر أن تتعلم وتحصل على أعلى الشهادات وتنجح فى ذلك.

وهذا المسلسل ترك أثراً عميقاً فى المجتمع المصرى وشجع عدداً كبيراً من الفتيات على التحدى والإصرار على النجاح.

> ما أكبر كارثة تواجه الإنتاج الدرامي؟ وما السبيل للخروج منها؟

- غياب دور جهات الإنتاج فى الدولة فتح الباب لشركات الإعلان للتحكم فى الدراما هذا فى حد ذاته كارثة أن تتحكم الجهات الإعلانية فى الدراما والذوق العام للجماهير، وهذا ما شاهدناه بوضوح فى رمضان الماضى، للأسف الشديد الأعمال الدينية ليست فى أجندة الشركات الإعلانية التى تلهث لتقديم أعمال جذابة على حساب القيم والأخلاق.

> ولكنك شاركت من قبل فى مسلسلات إنتاج القطاع الخاص وحققت نجاحاً كبيراً؟

- هذا ما حدث بالفعل ولكن فى زمن مختلف والمسلسلات وقتها كانت على أعلى مستوى فى جملتها وتفاصيلها، والدليل الدافع على هذا مسلسل «الشهد والدموع» الذى رفضه التليفزيون فى البداية وتم إنتاج المسلسل فى إحدى الدول العربية وهرول التليفزيون المصرى لإنتاج الجزء الثانى من المسلسل، ففى الماضى كانت القاعدة إنتاج أعمال جيدة راقية أما الآن المكسب المادى أصبح الهدف على حساب كل شىء حتى لو كانت القيم والأخلاق، ومفاجأة أخرى أسوقها هل تعلم أن التليفزيون رفض أيضاً مسلسل «الراية البيضاء» وتم إنتاج المسلسل فى الأردن الدراما كانت رسالة وليست سبوبة كما نرى حالياً.

> دور عمر فى مسلسل ليالى الحلمية لماذا لا يزال عالقاً فى وجدان الجمهور؟

- فى البداية لم يتصور الناس أننى سأجسد دوراً بهذا الحجم من الدونية والخسة والأنانية أعتقد أننى نجحت فى تجسيد هذه الشخصية، الناس كرهتنى بالفعل وأعتبر هذا قمة النجاح.

> أين أنت من الدراما الحالية؟

- لم شارك فى أى عمل درامى منذ أكثر من عامين وكان عملى الدرامى الأخير مسلسل «ست كوم»، وشاركت فى رمضان الماضى فى بطولة المسلسل الإذاعى «ما وراء النهر» مع محمود حميدة جسدت فيه دور فلاح يستشيره الأمير فى كل شىء وهو أقرب شخصية للأمير، أحداث المسلسل ما قبل ثورة 23 يوليو 1952.

> لماذا المسرح الذى توليت قيادته سنوات يعانى التردى والبطالة؟

- دعنا نعترف بأن الدنيا قد تغيرت فاهتمامات الناس الآن توجهت للدراما التليفزيونية والجيل الجديد منصرف عن المسرح، وكان من قبل شغوفاً به، ومسرح الدولة يتعرض للإهمال الشديد والتليفزيون لا يهتم بالعروض المسرحية حالياً، وقد عاصرت الزمن الجميل للمسرح وكنت شاهداً على العرض المسرحى «أهلاً يا بكوات» للأسف أصبح من الصعب الآن إنتاج أعمال على هذا المستوى، رغم محاولات مسرح الدولة فى مواجهة الأزمات التى عصفت بأبو الفنون عقوداً.

فعودة المسرح لمكانه الطبيعى تبدأ من اهتمام الإعلام بالمسرح ولكن للأسف الدراما التافهة أصبحت تتصدر المشهد.

> عاصرت العديد من الأنظمة السياسية ما أفضل عصر من وجهة نظرك؟

- بلا شك عصر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان بحق عصراً جميلاً رغم العديد من السلبيات، السادات حقق إنجازات، ولكن لم يستطع الوصول لمجد عبدالناصر.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل