المحتوى الرئيسى

مؤتمر الشيشان حول هوية السنة تكريس للفتنة

09/02 10:52

هاجمت مجموعة كبيرة من الهيئات العلمية الإسلامية حول العالم، المؤتمر الذي عقد مؤخرًا في عاصمة الشيشان "غروزني"، تحت شعار "من هم أهل السنة والجماعة؟"، مؤكدةً أن الحاضرين بالمؤتمر لا يمثلون إلا أنفسهم وليس لهم علاقة بالأمة الإسلامية.

وضمت الهيئات العلمية الرافضة للمؤتمر، رابطة علماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المغرب العربي ورابطة علماء أهل السنة والهيئة العالمية للاحتساب والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح واتحاد علماء أفريقيا ورابطة علماء ودعاة شرق وجنون آسيا والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان ورابطة دعاة الكويت ودار الإفتاء الليبية وهيئة علماء ليبيا واتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية باليمن وهيئة علماء اليمن ورابطة ائمة ودعاة ألبانيا ومنتدى العلماء والأئمة في موريتانيا.

وسجلت الهيئات الغسلامية، عدد من الملاحظات على المؤتمر والمشاركين فيه، مشرةً إلى أنه لا يمكن فصل هذا المؤتمر عن سابقَيه اللذين عقدا بالقاهرة لذات الموضوع، وكان آخرهما الذي انعقد في يناير عام 2011م، وهو في هذا السياق حلقة في سلسلة ترمي إلى تفريق المسلمين واستلاب مفهوم أهل السنة والجماعة، ومحاصرة و استبعاد و تشويه علماء السنة المعاصرين، والتمكين للفرق المخالفة للسنة؛ كالرافضة من جهة، و قوى الخرافة و الضلال من جهة أخرى، وإثارة النزاعات المذهبية القديمة؛ وكذلك تسليم زمام القيادة السياسية للعلمانيين الذين يخدمون المشروع الاستعماري في المنطقة، حسب وصف البيان.

وقال البيان: إن اجتماع علماء مع مندوب روسيا الاتحادية في مؤتمر واحد من غير سماع نكير واحد أو تضمين البيان الختامي لاستنكار وشجب للاستهتار بدماء مسلمي سوريا لهو من الخيانة للأمة بأسرها، فكيف إذا كان من هؤلاء المؤتمرين من يؤيد فعل روسيا ويدعوها للمزيد؛ بحجة القضاء على الإرهاب المزعوم الذي لا يصطلي بنار الحرب عليه إلا أطفال سوريا والمستضعفون من أهلنا هناك، وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) [الأنفال:27].

وأضاف: أن علماء المسلمين الأجلاء ودعاتهم الأوفياء ليدينون هذا المؤتمر في أشخاص من حضروه وهم يعلمون أهدافه، ومن سكتوا بعد أن ظهر لهم عواره وعاره، وما سجل التاريخ أن أحداً من علماء المسلمين المعظَّمين -كالنووي أو ابن دقيق العيد أو ابن حجر رحمهم الله جميعا- قبلوا أن يكونوا مطية أعداء الدين أو خنجراً في خاصرة المسلمين، بموالاة سياسية أو توظيف لقضية مذهبية من قبل اليهود أو النصارى.

وتابعت الهيئات في بيانها: إن محكمات الشرع المطهر قاضية بوجوب الدعوة إلى اتحاد أهل القبلة في مواجهة التكالب والتمالؤ الأممي على المسلمين جميعًا؛ بوصفهم مسلمين لا بوصفهم سنة أو أشاعرة أو صوفية أو غير ذلك، فالفقه الراشد في ظروف الأمة اليوم أن تجتمع كل السواعد للدفع عن الإسلام وأهله في كل بقعة يراق فيها الدم المسلم؛ لا أن يشق الصف ويتنادى إلى الخذلان.

واستطرد: ومع أن هذا المؤتمر يُتشكك في أهدافه ومقاصده فإن التوفيق قد خان أصحابه في مقرراته كما خانهم في زمانه ومكانه، إذ إن قصر أهل السنة والجماعة على الأشاعرة والماتريدية أمر لا ينقضي منه العجب؛ فإن آخر الأئمة الأربعة وفاة هو إمام أهل السنة والجماعة بلا مدافع وهو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت :٢٤١هـ) وكانت وفاته قبل ولادة أيٍّ من أبي الحسن الأشعري و أبي منصور الماتريدي! فأين نذهب بأجيال المسلمين من لدن الصحابة إلى استقرار مذهب الأشعري رحمه الله تعالى؟!!، ومن كان على مذهب الأئمة الأربعة في الفقه فحري به أن يكون على معتقدهم في التوحيد والاعتقاد.

وأشار البيان على أن أهل السنة كما هو متقرر لدى أهل الإسلام قديما وحديثا هم الصحابة والتابعون وتابعوهم المتمسكون بالكتاب والسنة قولاً وعملاً واعتقاداً ومن سار على نهجهم  إلى يوم الدين، واعتبار أهل السنة هم أتباع المذاهب الفقهية الأربعة دون نظر لعقيدة هؤلاء هو قول في غاية البطلان ! إذ من هؤلاء معتزلة قدرية أو مرجئة جبرية! فالمذهب الفقهي لا يرتبط بالمذهب الاعتقادي أشعرياً كان أو ماتريدياً أو غير ذلك! و مثل هذا يقال في الفرق المسلكية كالصوفية.

وقال البيان، إن نبز أصحاب المنهج السلفي بالتطرف بعد إقصائهم من أهل السنة بالجملة، وقصر الحضور على من كان موافقا للمؤتمرين في منهجيتهم الشائهة يناقض ما يدَّعونه ويدعون إليه من التواصل والتراحم، أم إن هذا مصروف لأعداء الملة والدين فحسب؟!.

وأوضح البيان، أنه كان اللائق بمن يوضحون للأمة منهج أهل السنة ألا يقعوا في الثناء والدعاء والمداهنة لرجل يعلن أنه جندي من جنود بوتين، وأنه مستعد للتضحية بحياته من أجل بوتين، علاوة على ما يعتقده من خرافات ويقوم به من حرب على أهل الإسلام في بلده.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل