المحتوى الرئيسى

دي ميستورا ينتقد إخلاء مدن سورية محاصرة ويعد مبادرة سياسية

09/01 23:18

أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس (الأول من أيلول/ سبتمبر 2016) عن انتقاده لـ "استراتيجية" إخلاء المدن المحاصرة في سوريا على غرار داريا في ريف دمشق، معلنا في الوقت نفسه عن إعداد "مبادرة سياسية" يعتزم طرحها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعلن دي ميستورا للصحافيين في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية إلى سوريا في جنيف: "أشاطركم مخاوفكم إزاء حقيقة أنه بعد داريا، هناك مخاطر بحصول أكثر من داريا ويمكن أن تكون هذه استراتيجية أحد الأطراف حاليا". وأضاف: "هل ينبغي أن نتجاهل واقع أن هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر ومعضمية الشام؟"، مذكرا بأن نحو 75 ألف شخص يعيشون في حي الوعر في حمص، في حين أن داريا تعد بضعة آلاف.

وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس عن إعداد "مبادرة سياسية" يعتزم طرحها خلال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر، فيما لا تزال المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة متعثرة. وقال دي ميستورا أمام وسائل إعلام في جنيف "نحن بصدد إعداد مبادرة سياسية ستكون مهمة، وبرأينا ستساعد الجمعية العامة على النظر بشكل أوضح إلى المشاكل السورية". لكنه رفض أن يقدم في الوقت الحالي أي تفصيل حيال المبادرة، مشيرا إلى أنه سيتم تفصيلها في الأسبوع الذي يسبق انعقاد الجمعية العامة السنوية. ولفت دي ميستورا إلى أن نيوزيلندا، التي ترأس مجلس الأمن حاليا، حددت الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر موعدا لعقد اجتماع على مستوى رفيع بشأن سوريا.

من جهتها، نددت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية في بيان باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها "تؤدي إلى تطهير سياسي وإثني". وقال منسق الهيئة رياض حجاب إن "النظام السوري، المدعوم من حلفائه الروس والإيرانيين، يواصل بلا هوادة خطة خبيثة ترمي إلى تنظيم تحولات ديموغرافية كبيرة على صعيد سوريا". وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس إن محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس كبار تهدف إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في سوريا من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع.

وفي مفاوضات منفصلة قال يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية إن الأمل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة منتظمة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال سوريا للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء الحالات التي تستلزم رعاية طبية.

عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.

قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.

رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.

الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.

داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.

في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.

هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.

كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".

كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.

الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟

الكاتب: ماريانه كاراكولاك / ملهم الملائكة

وقال دي ميستورا إن مسؤولين عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا استأنفوا المحادثات في جنيف أمس الأربعاء لإعطاء "قوة دفع جديدة وشديدة لوقف الأعمال القتالية". وتأتي محادثاتهم في أعقاب اجتماع طويل بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اللذين فشلا في التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي.

وأضاف دي ميستورا للصحفيين في جنيف: "المباحثات الجارية حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا على مستوى رفيع للغاية وعلى مستوى العمليات تتجاوز بدرجة كبيرة هدنة الثماني والأربعين ساعة في حلب". وقال إيغلاند إن الضغوط من جانب دول من بينها إيران والسعودية وتركيا هي فقط التي تستطيع أن تفتح الباب أمام المزيد من تسليم المساعدات الإنسانية. وأضاف: "من الضروري جدا أن نتوصل إلى اتفاق. جرى إبلاغنا اليوم أن هناك الآن أربعة آلاف حصة غذاء متبقية تكفي لعشرين ألف شخص وسكان شرق حلب ربع مليون."

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل