المحتوى الرئيسى

قمر وقرد وذبابة

09/01 22:03

الخرافة هى فكرة تعتمد على تخيلات تبتعد عن المنطق والعلم، وفى أى «شبه الدولة» تنتشر الخرافات والتخريفات، فيصبح كتاب «الكباريت فى إخراج العفاريت» أكثر انتشاراً من نظريات التطور والنسبية والانفجار العظيم. وتريح شعوب تلك البلدان نفسها بأن تدعى أنها أفضل من الجميع (ثقافة «أنتم الأعلون»، دون عمل)، وأن الكل يتآمر عليها (إيش ياخد الريح من البلاط!). وأن الحل يكمن دائماً فى الماضى السحيق وليس فى المستقبل القريب. وتشارك تلك البلدان البشرية بالثرثرة والنميمة تاركة العمل لغيرها لتتطفل هى عليه. وإذا كانت القراءة سلاحاً مهماً، فهى فى حالة تلك الشعوب سلاح فاسد سيقتلها بالأزمات القلبية حين تفهم الحقائق الغائبة عنها.

ستُصدم تلك الشعوب إذا علمت، بواسطة بحث بسيط، أن أى ذبابة مسكينة لا تحمل فى أحد جناحيها داء وفى الآخر دواء، وأنه إذا سقطت ذبابة فى شرابك وأنت قررت أن تغمسها فيه ثم تُكمل التلذذ به، فأنت إنسان مقرف وقع ضحية كتب تراثية غير مدققة جعلت من الألسن مكاناً للدين العظيم بدلاً من القلوب والعقول. كما أن ألمانيا لم تجر أية أبحاث لاستخراج أسرار القرآن العلمية، وليس هناك أى مكان سرى تم وضع هذه الأسرار فيه. أما وكالة ناسا فلها الله مما نفعله بها، فالكرة الأرضية لن تُظلم ليومين فى أى شهر (أصل هذا الخبر من موقع للنكات)، كما أن الوكالة لا تخبئ عنا أية وقائع مثل أن القمر قد انشق ذات يوم، فهذا لم يحدث حرفياً بكل بساطة. وليس هناك أية نظريات معتبرة تقول إن الإنسان كان يوماً ما عملاقاً طوله ستون قدماً، أنا لا أعرف شيئاً بهذه المواصفات غير ثلاجات التخزين كبيرة الحجم، أما البشر فكانوا أقل من ذلك بكثير، بالإضافة إلى أنه علمياً لا دليل على أن إنساناً ما قد عاش لقرون طويلة. صدمة أكبر ستأتى من معرفة أن كل الأكلاشيهات المحفوظة هى فى الواقع تخاريف، فـ«جان بول سارتر» لم يقل إن (الجحيم هو الآخر) ويصمت، ولكنه قال: (الجحيم هو الآخر الذى يُقيم نفسه القاضى والجلاد على تصرفاتى). وبالتالى فأفراد شعوبنا هم أنفسهم جحيم بعضهم بعضاً. و«داروين» لم يقل أبداً إن (الإنسان أصله قرد)! ولكنه وضع نظرية يقول أحد أجزائها إن (الإنسان انحدر من كائنات أقل رقياً تشبه القردة العليا)، وهذا لا يجعل منه قرداً. أما كارل ماركس فلم يقل إن «الدين أفيون الشعوب» بغرض الاستهزاء، بل قال إن «الدين هو تنهيدة المضطهد، وقلب عالم بلا قلب، وروح ظروف اجتماعية بلا روح، إنه أفيون الشعب». وبالتالى فالدين عند «ماركس» هو أمل المضطدين فى العالم الاستعمارى. ونلاحظ أن الأفيون فى عصره كان يُستخدم للتخدير وتخفيف آلام المرضى. فضلاً عن أنه قال إنه أفيون «الشعب» وليس «الشعوب»، لأنه قصد بكلمته الشعب الألمانى فحسب، ولكن تم الاختزال والتعميم لضرب الفكر الماركسى كله من بوابة الدين. وهو الباب السحرى لرفض أو قبول أى شىء لدى شعوب شبه الدول.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل