المحتوى الرئيسى

مصنع الحديد والصلب بحلوان.. مقطوعة موسيقية عزفها عبد الناصر ودمرها مبارك | المصري اليوم

09/01 21:56

«بالنسبة لمصنع الحديد والصلب احنا وضعنا الحجر الأساسى سنة 1955 وحتى 1958، كانت الظروف صعبة، تضييق وحصار اقتصادى ومحاولات للعزل، ولكن نحمد ربنا أنه رغم هذا استطاع القائمون على العمل افتتاح المصنع في التاريخ المحدد له رغم العدوان الثلاثى، ورغم الحصار»، هكذا تحدث الرئيس جمال عبدالناصر، إلى الشعب المصري خلال حفل افتتاح مصنع الحديد والصلب بحلوان. الرجل كان يتحدث عن إنجاز حقيقي كان بداية لإنجازات أخرى وليس آخر المطاف.

كان مصنع الحديد والصلب بأسوان، هو بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالناصر، نحو التصنيع وخاصة الصناعات الثقيلة والاستراتيجية. كان المصنع إلى جانب منتجاته، حلقة وصل بين صناعات متعددة كانت الدولة المصرية تسعى لإنشائها في ذلك التوقيت، إلى جانب استغلال مناجم الحديد والعمل بكافة الأعمال المتعلقة بصناعة الحديد والصلب، بحسب مرسوم تأسيس الشركة، الذي أصدره الرئيس عبدالناصر في يونيو 1954، لتكون أول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في الوطن العربي.

كان المصنع مقطوعة وطنية تعزفها كافة مؤسسات الدولة التي توحدت من أجل تحقيق الحلم بإنشائه، فتم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء لتصل إلى حلوان، وخطوط أخرى لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان، وتم التعاقد مع شركة ألمانية لتزويد المصنع بالخبرة المطلوبة والمساعدة في تأسيسه، واعتمد في مرحلته الأولى على الخبرة الألمانية، بتركيب فرنيين ألمانيين لصهر الحديد، في 1957، لحقهما فرنين آخرين عندما تم إدخال التكنولوجيا الروسية في 1973، و1979، وهم الأفران الأربعة التي يعتمد عليها المصنع حتى الآن، دون أي تطوير.

يصف المنسق العام لدرا الخدمات النقابية والعمالية بحلوان، والقيادي العمالي السابق بشركة الحديد والصلب، كمال عباس، مجمع الحديد والصلب بحلوان، بـ«المشروع الحلم»، أو الذي كان كذلك، لما يشكله مع مشاريع أخرى مثل مجمع الألومنيوم في نجع حمادي، من مشاريع قادرة على بناء دولة صناعية حديثة، ويضيف «عباس»: «حتى السبعينيات كان المصنع الوحيد بالشرق الأوسط، حتى تعرض لما تعرض له من تدمير ممنهج، في عهد مبارك، حيث واجه إهمالًا كبيرًا في الإدارة، وعدم ضخ استثمارات جديدة، وكذلك الامتناع عن التطوير، والتوقف تمامًا عن التدريب.

وتعد شركة الحديد والصلب المصرية بحلوان، وهي شركة ذات بعد استراتيجي، الوحيدة التي تنفرد بإنتاج الحديد الزهر من الخامات المحلية المأخوذة من خام مناجم الواحات البحرية، إلى أن تحوله إلى منتج نهائي قادر على المنافسة في الأسواق العالمية، وتعتمد تكنولوجيا التصنيع في الشركة على استخلاص الحديد من خاماته الأولية من خلال عدة مراحل، الأولى: استخراج الخامات، من مناجم الواحات البحرية، والحجر الجيري والدولوميت من محاجر الأدبية بالسويس.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل