المحتوى الرئيسى

قبرص: جولة التراخيص الثالثة تستقطب شركات نفط كبرى

09/01 21:24

استقطبت قبرص شركات نفطية كبرى فى جولة التراخيص الثالثة، ومن المتوقع الإعلان عن أسماء الشركات الفائزة قبل نهاية السنة. يأتى هذا الاهتمام بالاستكشاف فى المياه القبرصية على خلفية اكتشاف حقل «زهر» فى المياه المصرية فى (أغسطس) 2015. ويعتبر «زهر» أكبر حقل غازى اكتُشف حتى الآن فى مياه شرق المتوسط (نحو 25 ــ 30 تريليون قدم مكعبة). والمهم فى «زهر» ليس حجمه الكبير، لكن أيضا الطبقة الجيولوجية التى تم الاكتشاف فيها، (كاربونيت روك فورمايشن)، وهو أول اكتشاف فى هذه الطبقة الجيولوجية فى شرق المتوسط، والتى لم تعرها الشركات الاهتمام الكافى سابقا. لكن أدى اكتشاف «زهر» إلى لفت نظر الشركات النفطية إلى إمكان امتداد هذه الطبقة إلى المياه المجاورة. ويذكر أن «زهر» يقع كليا فى المنطقة الاقتصادية الخالصة المصرية، على بعد خمسة أميال تقريبا من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

قدمت شركات النفط عروضا للاستكشاف فى المياه القبرصية الجنوبية المحاذية للمياه المصرية. لاهتمام شركات كبرى بالمياه القبرصية دلالاته. لقد مرت قبرص بوضع صعب خلال جولات التراخيص الأولى والثانية. فلم يكن هناك طبعا أى اكتشاف سابق قبل الجولة الأولى. وصاحبت هذه الجولة تهديدات تركية ضد عمل الشركات النفطية فى المياه القبرصية.

كما لاقت قبرص صعوبة عند طرح جولة التراخيص الثانية. إذ عانت فى حينه أزمة مالية ضخمة أدت إلى إفلاس بعض كبار مصارفها، ما أثر فى إمكاناتها فى تشييد البنى التحتية اللازمة كى تصبح مركزا إقليميا لتصدير غاز شرق المتوسط، كما كان يخطط فى حينه. وفاز كونسورتيوم لشركة «اينى» مع «كوغاس» الكورية فى هذه الجولة، إضافة إلى «توتال». لكن نتائج الاستكشاف والتنقيب لهاتين الشركتين لم تكن مشجعة.

وفى جولة التراخيص الثالثة، طرحت قبرص ثلاث قطع بحرية فى المياه الجنوبية. وتشجعت الشركات على المشاركة فى المناقصة على ضوء اكتشاف حقل «زهر». لكن برزت تحديات أخرى، فقد طرحت المناقصة خلال فترة انهيار أسعار النفط والغاز، أى فى فترة قلصت الشركات النفطية استثماراتها فى حقول جديدة فى مختلف أنحاء العالم، كما قلصت نفقاتها. وبالفعل، سجلت أسعار الغاز معدلات متدنية فى حينه. فقد انخفض سعر الغاز المسال من 8 إلى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية فى أسواق الشرق الأوسط، إضافة إلى وجود نحو 5000 قطعة مطروحة للاستكشاف عالميا، وفقا لوزير الطاقة القبرصى يورغوس لاكوتريبس، ما يشكل منافسة قوية أمام القبارصة. والسبب فى هذا العدد الضخم من القطع المطروحة للاستكشاف، تأجيل الشركات النفطية الاستثمار فى حقول جديدة خلال السنتين الماضيتين.

تترقب صناعة الغاز القبرصية نتائج الاستكشاف والحفر من جانب الشركات التى سيتم اختيارها فى جولة التراخيص الثالثة. إذ إن اكتشاف حقل «أفرودايت» يعتبر كافيا للاستهلاك المحلى، لكن الكمية المتبقية للتصدير ستكون ضئيلة. وهذا يعنى تحمّل تكاليف باهظة لتصدير الكمية المتبقية، كما سيعنى ضرورة تعاون قبرص مع مشروع إقليمى للتصدير، من أجل خفض النفقات والتعاون فى التسويق. أما فى حال تحقيق اكتشاف أو أكثر فى الجولة الثالثة، فهذا سيوفر خيارات أكثر للتصدير ومع شركاء متعددين، إذا اقتضى الأمر.

تدل الاكتشافات الغازية فى شرق المتوسط حتى الآن، على التجربة المعروفة فى الاكتشافات. فمن الضرورى الانتظار سنوات بل عقودا للحصول على خريطة جيولوجية وافية لبلد ما. ومن ثم، يتبع طرح المناقصات، الواحدة تلو الأخرى. وبعدها تأتى مرحلة الاستكشاف والتنقيب ثم، عند الاكتشاف، تطوير الحقول. وهذه الخطوات جميعها تتطلب وقتا طويلا ونفقات باهظة، بخاصة فى المياه العميقة، كما هو الوضع فى مياه شرق المتوسط. وتختلف المفاوضات مع الشركات على ضوء نتائج الاكتشافات، حيث يتحسن موقف الدولة المنتجة فى التفاوض خلال الجولات اللاحقة على ضوء عدد الاكتشافات وحجمها.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل