المحتوى الرئيسى

“غياضة”.. عزبة أسيوطية تنقطع عنها المياه منذ أربعة أشهر

09/01 18:04

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » “غياضة”.. عزبة أسيوطية تنقطع عنها المياه منذ أربعة أشهر

جراكن مياه فوق ظهور الدواب… أطفال فى سن الزهور يتزاحمون على سبيل مياه أسمنتى متهالك على بداية قطعة أرض زراعية… ورجل قادم من بعيد على ظهر حماره الأبيض يصرخ بأعلى الصوت “الشكوى لربنا اللى فوق وحسبنا الله ونعم الوكيل”، إنها عزبة غياضة إحدى العزب التابعة لقرية المعابدة بمركز أبنوب، ويشكو أهلها الانقطاع التام للمياه منذ أربعة أشهر متصلة،..”الأسايطة” تجولت بين ردهات شكاوى الأهالى لترصد أنين شكواهم فى التقرير التالى:

بينما نقف أمام قطعة الأرض التى تخرج منها مياه الرى الارتوازية التى يشرب منها الأهالى إذ برجل فى الثلاثينات يرمقنا ونحن نلتقط الصور، فتتعالى صيحات على عبدالحكيم، لايعمل، قائلا: “الشكوى لربنا اللى فوق”، نحن فى مأساة ولا أحد يشعر بنا  “ملقيينش بلعة ميه”، وحينما نسأل يقولون لا توجد فلوس فى الدولة “هو إحنا مش تبع الدولة؟”.

ويضيف: الحل الوحيد اللجوء للطلمبات الحبشية وهى ملوثة وتسحب المياه من دورات المياه بالمنازل، وحتى مياه الرى التى نشربها غير صحية، وتوجهت للوحدة المحلية أربع مرات طلبوا منى الذهاب لمدير المحطة فذهبت ولم أجده وقال لى الموظفون المرشح يعمل.

وفجأة أشار على بيديه ناحية الأطفال قائلا: “العيال دى ممكن تتخطف ومحدش بيسأل علينا”، منهيًا حديثه بجملة واحدة وجهها إلينا: “دوروا على اللى ملهومش حد غير ربنا”.

وفى تجمع للأهالى بدأ على عبدالله، مقيم شعائر، حديثه قائلا: من حوالى ستة أشهر بدأت المياه فى الانقطاع رويدا رويدا ثم اتقطعت بشكل نهائى، وفى شهر رمضان كنا نحمل الجراكن ونذهب لملء المياه من مياه الرى من تحت الجبل من سبيل يبعد عنا مسافة كيلو متر. وانقطاع المياه باغتنا فى فصل الصيف فى قمة الاحتياج للمياه، إضافة إلى أنه جاء فى فترة امتحانات الثانوية العامة وأبسط شيئ رغبة الطالب فى مواجهة الحر بالاستحمام ليستعد للمذاكرة ولكن لا توجد مياه مما أثر على حالتهم النفسية بعض الشيئ.

ويتابع: لأننا صرنا نستخدم المياه الجوفية بدأت تظهر أمراض الكلى وأولها الحصاوى وأول من اشتكى منها هم أطفالنا، ولجأنا لرئيس الوحدة المحلية ولرئيس المركز والمدينة ولم ينجدنا أحد، ويقول: “بنام بهم الميه ونصحى بهم الميه” ، وأبسط حقوق الإنسان فى الحياة أن يشرب ولكن لأسف صار هذا الحق كابوس.

ويلتقط صلاح عبدالحكيم، مزارع، أنفاس الحديث الشاكية من “على” ليقول: حدثت عملية صيانة للمرشح منذ قرابة خمسة أشهر ومن وقتها بدأت المياه فى الانقطاع بالتدريج وقبلها كانت المياه قوية جدا وتصل للطابق الثالث، ولكن عقب الانقطاع التدريجى انقطعت بشكل تام، وفى رمضان “كنا بنترجاهم يشغلوا الميه ونقولهم عشان خاطر الصيام والصلاة” ولكن لم يستجب أحد حتى اليوم، وخاطبنا رئيس الوحدة المحلية وقال الشركة قابضة “متخصنيش”، وتقدمنا بشكاوى لرئاسة المجلس والمدينة ولم يعيرنا أحد اهتماما.

ويصف: نحن كفلاحين كنا الفئة الوحيدة التى لم تقم باعتصامات ولا إضرابات “هو ده جزاتنا يزقونا ميه مليانى حصاوى؟  ده احنا اللى شايلين البلد على كتافنا”، والمشكلة أن مياه الطلمبات ملوثة وبجوار دورات المياه فنلجأ لتخزين المياه “لو بصيتوا للميه المخزنة فى البيت كأننا فى الصومال، أدواتنا الكهربائية باظت.. ليه كده طيب؟؟؟”

ويوضح عبدالحكيم أن تلك الأماكن التى بها مصدر المياه الجوفية أماكن خطرة لأنها فى الزراعات وتحت الجبل، ويقول: صغارنا هم من يذهبون لملء الجراكن وهم بعرضة للخطف أو افتراسهم من قبل الحيوانات المفترسة فالطريق موحش وغير آمن، إضافة إلى أنها منطقة ثأر وأى عابر عرضة للإصابة برصاصة طائشة.

ويأتى ياسر عباس، مقيم شعائر، ليقول: من حوالى أربعة أشهر فوجئنا بانقطاع تام للمياه، وحينما سألنا قالوا يوجد إحلال وتجديد للمرشح، فسألنا وما المدة التى سيستغرقها الإحلال قالوا شهرين وقالوا لدينا بديل وهو عملية الآبار الجوفية ومرشح الطوابية وسنعوض النقص ولكن فوجئنا بانقطاع تام وهناك بئر واحد فقط يغذى 60 ألف نسمة فلا يصل إلينا لأن عملية المياه كان بها خمس آبار وكلما تعطل أحدهم “ركنوه” حتى صارت العملية تعمل على بئر واحد فقط. كل شيئ متوقف وحتى الصلاة لا نجد مكان للوضوء فنخزن المياه فى البراميل فى المساجد.

ويضيف: عقب انتهاء صيانة المرشح فرحنا جدا على أمل أن المياه ستعود ولكنها لم تعد وفى عملية الإحلال والتجديد أتوا بمواسير صينى لا تقوى على ضخ المياه وغير مطابقة للمواصفات القياسية، وتحدثنا مع أعضاء مجلس الشعب لتقوية الكهرباء وأنهينا مشكلة الكهرباء ولكن لم تعد المياه، وفى النهاية نرى المحصل يأتى لتحصيل الفواتير! أى فواتير تلك ونحن لا نجد مياه منذ أربعة أشهر؟ ولهذا امتنعت العزبة عن سداد الفواتير ومنعنا أى محصل من الدخول للتحصيل.

وحينما تحدثنا مع رئيس الوحدة المحلية قام بدوره بمخاطبة رئيس شركة المياه فقالوا نريد بديل فخصص رئيس الوحدة المكان وأرسل خطاب التخصيص للشركة للبدء فى دق البئر ولكن لم يتم الوفاء بالوعد.

وفى آخر وعد قالوا هناك 200متر أول الخط مواسير أسبوستوس تهالكت مع الزمن وسنغيرها “وبقالنا على الحال ده شهرين مفيش حاجة حصلت”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل