المحتوى الرئيسى

هل تتجاهل الدولة تراث عبدالناصر وتحول منزله بالإسكندرية إلى مكتبة؟

09/01 17:18

الرئيسيه » ثقافة و تراث » أثار و أماكن » هل تتجاهل الدولة تراث عبدالناصر وتحول منزله بالإسكندرية إلى مكتبة؟

28 شارع القنواتي في حي باكوس شرقي الإسكندرية، تقع فيلا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التي ولد فيها عام 1918 وسط أسرته، وبعد التطوير الذي دام لنحو 4 سنوات متواصلة لتحويل المنزل إلي متحف يعرض مقتنيات عبدالناصر، انتهى به الأمر إلى مكتبة عامة، لا تحتوي على أي شيء من تاريخه.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

الرئيس الراحل عاش في هذا المنزل مع أسرته بحكم عمل والده في مصلحة البريد بالإسكندرية، الذي كان دائم التنقل بين محافظات مصر لظروف عمله.

في الحي الذي كان يعيش فيه عبدالناصر تنقلت “ولاد البلد”، وهو عبارة عن طريقين، الأول طريق باكوس العمومي والثاني الذي يجاور منزل الرئيس الراحل، وهو طريق السوق، بحالته السيئة وغياب النظافة والتكدس المروري، وانتشار العربات الكارو، رغم شهرة الحي بالنظافة خلال فترة الأربعينيات.

هذا هو الحي الشعبي الذي قضي فيه الراحل جمال عبد الناصر فترة تعليمه الابتدائية والإعدادية، وهو الحي الذي يعج بأبناء الطبقتين المتوسطة وتحت المتوسطة.

“رائحته تفوح في كل مكان، لقد كان الرئيس ا الأكثر شعبية في العالم” هكذا يقول منصور الغوراني، واحد من أقدم سكان شارع القنواتي، واصفًا عبدالناصر بأنه أثر علي كل مصري، وأن مصر لم تأت برئيس مثله، إذ كان يحسب ألف حساب للفقير قبل الغني، وكان يراعي الفقراء.

يتابع الغوراني أنا رجل بلغت من العمر أرذله وعاصرت  الرئيس عبدالناصر، وكنت أراه هو وأسرته في هذا المنزل، وبعد أن أصبح رئيسًا كان يأتي علي فترات متفاوتة.

ويوافقه الرأي فتحى خطاب، أحد سكان المنطقة، قائلًا إن كثيرين وهو منهم حزنوا على ضياع معالم منزل الرئيس الراحل وتحويله إلى مكتبة ونقل مقتنياته

منزل الزعيم بـ3 آلاف جنيه

“بعد حصول جمال عبدالناصر على الابتدائية أُغلق منزل والده، ثم بيع لأسرة “الصاوي” بمبلغ 3 آلاف جنيه آنذاك، وظل المنزل ملك هذه الأسرة، إلى أن قرر الرئيس الراحل أنور السادات تحويل هذا المنزل إلى متحف ليضم مقتنيات عبدالناصر.

السادات اعتبر البيت مكانًا مهمًا، لأنه يحمل ذكريات طفولة عبدالناصر، بحسب علي خميس، الباحث الأثري، مضيفًا أن المحافظة قررت شرائه بمبلغ 30 ألف جنيه، بهدف تحويله إلى متحف.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

يقول خميس في عام 2000 فوجئنا بوضع لافتة كتب عليها “وزارة الثقافة، قطاع الفنون التشكيلية، مشروع مكتبة جمال عبدالناصر” وذهب اسم المتحف أدراج الرياح، وتحول المشروع إلى مجرد مكتبة.

ظل المكان موطنًا للإهمال، إلى أن عادت فكرة التطوير مجددًا عام 2015، وإلى الآن لم يعلن موعد افتتاحه.

الدكتور محمد عبد القادر، الخبير الأثري بوزارة الآثار بالإسكندرية، يقول إن وزارة الثقافة أصدرت قبل تسع سنوات، في عهد الوزير فاروق حسني، قرارا بتحويل منزل الرئيس جمال عبدالناصر إلى متحف، يضم مقتنياته الخاصة أثناء طفولته وإقامته مع أسرته في هذا المنزل.

ويضيف عبدالقادر أن المشروع تحول في النهاية إلى “حبر على ورق”، فمع مرور الوقت أهملت عملية إنشاء المتحف، ورفض المجلس الأعلى للآثار تبني المشروع بسبب عدم ملاءمة العقار والمكان لإنشاء متحف، وضاعت الفكرة.

ويرى عبدالقادر أن فكرة المتحف أفضل بكثير من إنشاء مكتبة، مثلها مثل آلاف المكتبات والقصور الثقافية في مصر.

أما الدكتور مسعد زغلول، أستاذ التاريخ بجامعة الاسكندرية، فيرى أن الدولة تهدر قيمة تراثها ورجال صنعوا التاريخ، متسائلا: كيف توضع مقتنيات الرئيس الراحل وأسرته في مخزن تابع لوزارة الثقافة بمنطقة محرم بك وسط الفئران والأتربة، التي تدمر ما تبقي من تاريخ هذا الرجل، الذي أثر في العالم.

ويضيف زغلول على الدولة تصحيح تلك الفعلة، التي لن يغفلها التاريخ، بعد إهمال مقتنياته، التى كانت تحتاج أن توضع في متحف يحمل اسم الزعيم الراحل، طبقًا لما كان يراه الرئيس الراحل أنور السادات، صاحب الفكرة.

زغلول تساءل كيف لدولة أن تتخلى عن هذا التاريخ والمقتنيات القيمة وتطمس ملامح منزل عبدالناصر القديمة، وتكتفي بمكتبة لا تحمل أي شيء من تاريخه.

بينما تقول الدكتورة نيفين الكيلانى، رئيس صندوق التنمية الثقافية، إنه يجرى حاليا التشطيبات النهائية لمنزل عبدالناصر، ليعلن بعد ذلك موعد افتتاح مكتبة الزعيم ووالده، مشيرة إلى أن تكلفة ترميم المنزل تكلفت نحو مليون و350 ألف جنيه مصري.

وتشير إلي أنه المكتبة تضم حجرة سمعية وبصرية وحجرة كمبيوتر ومسرح وصالة مكتبة الزعيم وصالة مكتبة والده، كما أن الصندوق من المقرر أن ينظم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية بداخل المكتبة، التي انشئت على مساحة المنزل، البالغة 380 مترا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل