المحتوى الرئيسى

خليفة الخليفة.. بعد مقتل الناطق باسم ‏داعش هل أعد التنظيم قائمة بالبدلاء؟.. ومن هو البحريني المرشح للمنصب؟

09/01 16:26

ماذا يفعل تنظيمً داعش لو قتل الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي؟ سؤال بات يطرح بعد اغتيال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لقيادات التنظيم وآخرهم وفاة كبير مسؤولي الدعاية والاستراتيجية بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو محمد العدناني.

تُبرز وفاة العدناني، خلال إحدى الضربات الجوية الأميركية شمالي سوريا الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2016 التحدي الحالي الذي يواجهه التنظيم لإيجاد البديل الذي سيحل محل أحد أهم أعضائها المؤسسين.

ويؤكد الهجوم الذي نفذته إحدى الطائرات العسكرية أيضاً مدى التقدم الذي حققته قوات العمليات الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على مدار عامين من النزاع باستخدام المعلومات التي يوفرها العملاء على الأرض وأجهزة الاستشعار بالسماء من أجل استهداف أكبر عدد من قادة تنظيم داعش، حي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

قتل التحالف بقيادة الولايات المتحدة نحو 120 من كبار مسؤولي تنظيم داعش، بما في ذلك نحو 10 من كبار قادة التنظيم، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الأميركية.

ويذكر مسؤولون أميركيون وإخصائيو مكافحة الإرهاب أن تنظيم داعش أثبت مرونة ملحوظة، مشيرين إلى أن التنظيم يمتلك خططاً لإيجاد بديل لقائده الأعلى أبو بكر البغدادي حال مقتله.

وذكر وليام مكانتس من مؤسسة بروكينغز ومؤلف كتاب "نهاية تنظيم الدولة الإسلامية" قائلاً: "هناك مقعد بدلاء".

ومن الأرجح أن يلتقي البغدادي خلال الأيام القادمة مع مجلس مستشاريه في الرقة، عاصمة التنظيم في سوريا، لاختيار بديلاً للعدناني، البالغ من العمر 39 عاماً والذي كان من المقرر أن يصبح خليفة البغدادي.

ومن بين المرشحين الرئيسيين لخلافة العدناني يأتي تركي البينالي البالغ من العمر 31 عاماً وأحد كبار رجال الدين بتنظيم داعش، والذي تم تعيينه مفتياً للجماعة، بحسب ما ذكره كول بانزل، طالب الدكتوراه بجامعة برنستون الذي يجري أبحاثاً حول عمل البينالي.

ويعد البينالي -وهو مواطن بحريني- شخصاً عبقرياً تلقى العلم على أيدي بعض كبار القادة في مجال الجهاد الإسلامي، بما في ذلك أبو محمد المقدسي، الذي يعتبر أحد أصحاب أيديولوجيات القاعدة الأكثر نفوذاً.

وذكر بانزل، الذي كتب تقرير مؤسسة بروكينغز حول أيديولوجية تنظيم داعش "إنه أكثر أهمية من مجرد كونه متحدثاً وخطيباً موهوباً للغاية".

يُذكر أن البينالي قد سافر في أوائل 2013 للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا، حيث بدأ بإصدار بعض المقالات الدينية للتنظيم، التي وضعت أسس العمل المستقبلي للتنظيم.

وفي 30 أبريل/نيسان 2014، قام بنشر مقال يرى أنه ليس هناك حاجة إلى تحقيق السيطرة الكاملة على الإقليم قبل إعلان الخلافة الإسلامية.

وذكر بانزل أن البعض كانوا يرون أن مفهوم السيطرة الإقليمية يعتبر شرطاً رئيسياً لإقامة الخلافة؛ وأفسح مقال البينالي المجال أمام إعلان الخلافة بعد بضعة شهور خلال صيف 2014.

وأضاف بانزل أنه كان يتشكك في أن البينالي كان يترأس إدارة البحث والفتوى بتنظيم داعش، التي أصدرت كتيبات توضح مشروعية اغتصاب النساء اليزيديات.

وذكر مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن البينالي ربما سافر مؤخراً إلى ليبيا لمساعدة تنظيم داعش على دعم موقفه هناك.

وذكر ليث الخوري، مدير شركة فلاشبوينت الاستخبارية التجارية في نيويورك التي تتعقب المتمردين والمخاطر السبرانية، أنه بالرغم من تنافس البينالي على أحد الأدوار القيادية، إلا أنه قد تم تهميشه خلال الشهور الأخيرة.

وأضاف الخوري أنه في تلك الحالة، يمكن أن يكون المرشح الآخر هو أبو لقمان المعروف أيضاً باسم موسى الشواخ، الذي أصبح أول والي أو حاكم بالرقة وتزعم استراتيجية تنظيم داعش في حلب عام 2015.

وذكر الخوري أن لقمان يتلاءم مع صفات الشخص الذي يثق به التنظيم كمتحدث رسمي باسمه. فقد سجنته الحكومة السورية قبل الثورة وهو حاصل على مؤهل في القانون.

ويُذكر أن لقمان قد أعلن أنه لقي حتفه عدة مرات، إحداها جراء ضربة جوية وأخرى طعناً على يد أحد المقاتلين الليبيين الذي لم ترق له معاملة لقمان للمقاتلين الأجانب. ولم يتم تأكيد نبأ وفاته رسمياً.

ومن المؤكد أن الشخص الذي سيحل محل العدناني سوف يعمل عن كثب مع البغدادي، زعيم تنظيم داعش.

ويلتقي البغدادي بصفة دورية مع أمراء الأقاليم بمقره بالرقة.

ولضمان سلامته، يقوم السائقون بإحضار كل أمير وسحب هاتفه الخلوي وأي أجهزة إلكترونية أخرى معه لتجنب كشف الاستخبارات الأميركية عن موقعه عن طريق خاصية التتبع، بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون.

اللافت أن الجيش الروسي قد أعلن يوم الأربعاء 31 أغسطس/آب 2016، أن طائراته قد نفذت ضربة جوية في سوريا أودت بحياة نحو 40 مقاتلا من تنظيم الدولة الإسلامية من بينهم العدناني.

وكان الإعلان الروسي بمثابة تحد مباشر للبنتاغون، الذي زعم قبل يوم واحد أن إحدى طائراته المقاتلة قد قتلت أحد كبار القادة بداعش.

وانكر مسؤولو البنتاغون المزاعم الروسية ولكنها لم تؤكد تقارير وكالة الأنباء الرسمية لتنظيم داعش مقتل العدناني.

وواجهت روسيا انتقادات من الغرب حول أن تدخلها العسكري في سوريا يستهدف دعم الرئيس بشار الأسد، وليس محاربة الإرهاب كما يزعم الكريملين.

ويعد هذا هو الإعلان الأول لروسيا حول مقتل أحد كبار الشخصيات بالتنظيم.

وقد عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار منذ أكثر من عامين لمن يستطيع قتل العدناني.

ومن غير الواضح كيف قامت الولايات المتحدة بتحديد موقع العدناني وتتبعه؛ ومع ذلك، فإذا تأكدت وفاته، سوف يسلط ذلك الضوء على قدرة الوكالات الأميركية على جمع وتنسيق المعلومات من خلال الغارات التي تم شنها على تنظيم داعش.

ويتم تنفيذ مثل تلك الغارات من خلال الحصول على معلومات من خلال الهواتف الخلوية والأقراص الصلبة للحواسب وغيرها من المعلومات التي ترتبط بشبكة العملاء والجواسيس من أجل ممارسة الضغوط على قادة التنظيم.

وربما أن تلك الضغوط وراء تواجد العدناني بإقليم شمال سوريا، حيث تمت إصابة سيارته بالقذائف الصاروخية ليلة الثلاثاء.

وأصبحت مدينة الباب، حيث أصيب العدناني، واحدة من أهم مراكز قيادة تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة؛ ويرجع ذلك بصفة جزئية إلى كونها أكبر مركز تجمع سكني متاخم للحدود التركية وخاضع لسيطرة التنظيم، حيث يستطيع مقاتلو داعش التخفي وسط من تبقى من سكان المدينة.

تم تدمير مدينة الباب على مدار السنين، وحوصر سكانها بين الحكم الوحشي لتنظيم داعش والضربات الجوية التي تشنها الحكومة السورية.

وتعد المدينة بمثابة أكبر معقل لداعش في محافظة حلب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل