المحتوى الرئيسى

تياغو ألكانتارا ـ انطلاقة جديدة مع المدرب أنشيلوتي

09/01 15:35

الموسم الكروي الحالي سيكون استثنائيا بالنسبة للاعب تياغو ألكانتارا في بايرن ميونيخ، حيث سيلعب لأول مرة منذ انتقاله للفريق البافاري في 2013، تحت إشراف مدرب آخر وليس تحت إشراف "معلمه" بيب غوارديولا. فقد ظل اسم تياغو دائما مرتبطا بالمدرب غوارديولا، الذي جلبه من فريق الشباب إلى الفريق الأول في برشلونة.

كما أنه شدد على ضرورة تعاقد بايرن ميونيخ مع لاعبه المفضل عندما تولى غوارديولا مهمة الإشراف على تدريب النادي البافاري قبل ثلاثة أعوام. لذلك كان يُنظر للطرفين على أنهما واحد لا يمكن فصلهما. وتوقع الكثيرون أيضا أن تياغو سينتقل مع غوارديولا إلى مانشستر سيتي.

لكن ذلك لم يحدث وبقي تياغو مع بايرن ميونيخ المرتبط معه بعقد حتى 2019. فهل سيشكل ذلك تحديا جديدا للدولي الإسباني لإبراز مؤهلاته أيضا مع مدربين آخرين وليس فقط مع غوارديولا الذي كان يُنظر إليه على أنه يخص تياغو بدعم خاص؟

علاقة مميزة كانت تجمع المدرب بيب غوارديولا واللاعب تياغو سواء مع برشلونة أو مع بايرن ميونيخ

في الحقيقة فإن العمل مع أنشيلوتي يعتبر بالنسبة لتياغو أو "مغناطيس الكرة" كما تلقبه الصحافة الألمانية، فرصة للتحرر من الارتباط الذي ظل يلاحقه بغوارديولا. وكان اللاعب نفسه يعبر عن امتعاضه من كثرة أسئلة الصحفيين حول مستقبله بعد رحيل غوارديولا عن تدريب بايرن ميونيخ. فاللاعب يريد أن يؤكد على أنه يستحق اللعب لبايرن ميونيخ سواء مع غوارديولا أو غيره.

وعن المدرب الجديد لبايرن ميونيخ، كارلو أنشيلوتي، قال تياغو في حوار مع موقع "goal.com" "لدينا مدرب سبق له أن فاز بجميع الألقاب سواء كلاعب أو مدرب. وتربطه علاقات رائعة مع اللاعبين. لذلك نحن شغوفون جدا بالمهام الجديدة مع أنشيلوتي".

ويبدو أن التحدي الآن سيكون أكبر أمام الدولي الإسباني، حيث أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بإخراج ما في جعبته من إمكانيات حتى يقنع كارلو أنشيلوتي، خصوصا وأن المدرب الإيطالي اطلع على الأداء الذي قدمه اللاعب خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ولاحظ التذبذب الذي ميز آداء تياغو مع بايرن، حيث خاض في ثلاثة مواسم 51 مباراة فقط في الدوري الألماني سجل فيها أربعة أهداف.

وعانى صانع ألعاب بايرن ميونيخ من لعنة الإصابات بكثرة في المواسم الماضية وهو ما جعله يغيب لأشهر طويلة عن اللعب. وعند تعافيه من الإصابة ظل تارة يشارك كأساسي وتارة أخرى يجلس في دكة البدلاء. وفي الموسم الماضي لعب تياغو مباريات أكثر، ولكن نادرا ما تألق بشكل لافت مثلما حصل أمام أرسنال في دوري أبطال أوروبا، حينما نال أفضل توقيت في المباراة.

كارلو أنشيلوتي، مدرب بايرن ميونيخ

بيد أن المؤشرات التي أظهرها الدولي الإسباني بداية هذا الموسم تؤكد على أنه عازم على تقديم مستوى أفضل من المواسم الماضية، حتى يكون في مستوى تطلعات المدرب أنشيلوتي وإدارة بايرن ميونيخ. فقد لعب تياغو بشكل جيد في افتتاح مباريات فريقه هذا الموسم أمام بريمن وتمكن من لمس الكرة 139 مرة وكانت جل تدخلاته وتمريراته موفقة.

"الفريق ظل دائما يدعمني. وهذا الجميل لا يمكن شكره بالعبارات فقط، وإنما أيضا بالأداء فوق أرضية الملعب". يؤكد تياغو، الذي يود الخروج من جلباب غوارديولا والتأكيد على أنه وصل إلى النضج، الذي يسمح له باللعب مع مختلف المدربين وبخطط تكتيكية مختلفة. وأمام النجم الإسباني الكثير من المباريات هذا الموسم لتأكيد ذلك، سواء مع بايرن ميونيخ أو مع المنتخب الإسباني.

الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.

الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.

ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.

وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.

ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.

ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.

ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.

وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل