المحتوى الرئيسى

رضا بودراع يكتب: أسئلة إلى قائد الأركان في الجزائر «قايد صالح» | ساسة بوست

08/31 18:16

منذ 1 دقيقة، 31 أغسطس,2016

الجزائر في أيدي «آمنة» يقصد «أمينة».

لا أتكلم عن الأيدي الآمنة التي حققت ريعًا خياليًا في العشرينيات الحمراء والسوداء، ثم العجاف.

لا أتكلم عن الأيدي الآمنة الملطخة بالدماء، التي نجتها المغالطة البوتفليقية من محاكم جرائم الحرب الدولية، ولم يقدم  الجيش لحد الآن اعتذارًا رسميًا للشعب الجزائري.

لا أتكلم عن الأيدي الآمنة التي تتمتع بالجنسيات والجوازات الفرنسية الأمريكية الكندية.

لا أتكلم عن الأيدي الآمنة التي تتخذ من مقدرات جيش الشعب الجزائري قوة حامية لعروشهم.

وإنما سأتكلم عن الأيدي الأمينة التي كان يقصدها جنرال من جنرالات الدم قائد الأركان «قايد صالح» في مساءلة واقعية لقيادة الجيش، وليس للجيش.

فقد أفصح بما لا يترك مجالًا للتأويل أن الجزائر تحت حكم «الطائفة العسكرية»، «ولا أقصد جيش شعب الجزائر». واضح أن المشكلة السياسية في الجزائر لازالت قائمة، وليس هناك حكومة منتخبة قوية تستطيع إدارة البلد. هل يعزي ذلك الشعب الجزائري في رئيس مقعد خمس سنوات كاملة، لم يخاطب فيها الشعب، ولم يشارك في أية فعالية خارجية، إنما أدخل الجزائر في عزلة دولية كاملة، إلا ما يكون تابعًا للدبلوماسية الفرنسية، أو تلك الزيارة الممسوخة لـ«عبد القادر مساهل» للسفاح «بشار الأسد». هل يكفي طمأنة الشعب بكلمات، والجزائر في حلقة النار؟ ثم من هي الأيدي الأمينة التي يقصدها؟ ما هو دورها؟ عسكرية أم مدنية؟ أين تكونت؟ كيف يعرف الشعب مدى ولائها وإخلاصها للجزائر؟ ومن سيحدد معيار الأمانة؟ ومن سيقيمها ويحاسبها؟ وما هو المشروع الذي تقدمه للأمة الجزائرية؟ وما هو جدوله الزمني؟

نعم الجيش أولاد الشعب، لكن منهم ثلة قتلة، تسببوا في قتل ربع مليون جزائري، وخونة باعوا البلد، ورهنوا الثورات ونهبوا كثيرًا، ومازالوا في الجيش، بل تمت ترقيتهم جنرالات وعمداء؟

وماذا عن عملية تطهيرالجيش؟ وما هو أثرها في الحياة السياسية، والسياسة الدولية؟ لماذا لا نرى تغيرًا جوهريًا، كما نراه في عملية تطهير الجيش في تركيا؟ بل نرى العكس مزيدًا من التبعية، مزيدًا من الالتصاق بأجندات خارجية في السياسة الدولية، وتسيير القطاعات الاستراتيجية في البلد؟

وقال يعمل على تحقيق المعجزات

أين هي هذه المعجزات في الصناعة الحربية، لحد الآن، وبالرغم من الوفرة المالية، ووفرة العقول الجزائرية، لا نملك صناعة حربية، طيران ومدفعية وصواريخ استراتيجية وتقنية فضائية وتشويشية؛ مما جعلنا منصة عسكرية لفرنسا وأمريكا، والأدهى من ذلك أنها ضد دول جارة وشقيقة؟

أين مشروع الطيارات بدون طيار، التي تفوق سرعة الصوت المبرم في 2008، بين الجامعة الجزائرية، وجنوب إفريقيا، لماذا استبدل بطلعات جوية تقوم عليها  CIA الأمريكية تكلفة الطلعة الواحدة 50 ألف دولار، وأُجريت 3500 طلعة، دون أن يكون في العقد حصرية، أو على الأقل تقاسم المعلومات؟

أين مشروع «الأمن السيبري» للشرطة الجزائرية، «الأمن على النت»، ولماذا أعطي لإيران أن تعبث بأمننا القومي، وتأخذ كل البيانات الحساسة واللازمة لاختراقنا؟

أين قيادة الجيش من اتفاقية التعاون مع فرنسا للدفاع الاستراتيجي المشترك المبرمة في 2008، والمصدق عليها في 2014، والتي تقنن استعمال الجيش الجزائري خارج التراب الوطني وداخله؛ لحماية الأمن القومي الفرنسي، سواء كان التهديد داخليا أو خارجيا؟

أين قيادة الجيش من فتح المجال الجوي الجزائري للطائرات الحربية الفرنسية، وبدون طيار الأمريكية؛  لضرب دول جارة وشقيقة؟

أين قيادة الجيش، ودوره التاريخي في حماية وصيانة الحدود من خارج الحدود الجزائرية، بدلًا من التقوقع وانتظار الضربة أو حماية الأعداء،  ليبيا مثال.

أين قيادة الجيش من رفع الجاهزية القتالية للعنصر المقاتل في الحروب غير التقليدية؟

كيف سيتغلب الجيش على محدودية المخزون الاحتياطي لمختلف الذخائر الحربية؛ إذا فرضت علينا حرب في حصار يطول أكثر من 6 أشهر؟ أين الصناعة الاستراتيجية؟

هل اقتناء أسلحة متطورة، وشراء تقنية (رقمية) لها جدوى عسكرية، ضد من باعك إياها أو من يملك أحدث منها؟

أين هو مشروع تأهيل الشعب المقاتل؛ إذا تهاوت القوة العسكرية النظامية في معارك غير متكافئة، وتحضيرها للدفاع عن بلده ومقوماته؟

لقد أثبتت لنا الثورات العربية، وعلى رأسها الثورة الجزائرية ضد فرنسا، أن شعبًا مجاهدًا أقوى وأجلد وأجدى من جيش نظامي.

و قال.. فرض النفس أمام العولمة

كيف سيفرض الجيش الجزائري نفسه أمام العولمة، بدون مشروع سياسي ينافس مشاريع تطرح على مستوى تكتلات وأحلاف بين أمم مختلفة تقاطعت مصالحها؟ أين مشروع الأمة الجزائرية التي يعبر بها نحو مكانتها المطلوبة والقوى الدولية تموج موجًا، وتمور مورًا؛ باحثة عن توازنات دولية يستقر علها نظام دولي جديد؟

كنت أتمنى لو تكتب القيادة العسكرية في جريدة رسمية معنى السيادة؛ حتى يحاسبهم الشعب عليها، أو على الأقل نفهم ما يقصدون؛ فالأجواء منتهكة، والحدود ليست إلا على شعوب الأمة الواحدة، والثروات منهوبة.

وإن كان مفهوم السيادة يؤدي بالضرورة أن يشعر الإنسان الجزائري أنه سيد فاسألوا أي جزائري: هل يشعر أنه سيد في بلد،ه بل في بيته؟

لقد رأينا احترام الشعب في خطابات رؤساء الحكومة، «أويحيى، وسلال» ورئيس نقابة العمال «سعدي» كيف يسبون الجزائريين على  المباشر.

فأويحيى يتغنى باستئصاله، ومهامه القذرة، ويقول: الشعب مثل الرقاصة، مثل تطبل يرقص. سلال وسعدي  وكلماتهما المقززة أستحي من ذكرها.

وجنرالات الدم «نزار، وتوفيق» الأصدقاء الأعداء لرئيس الأركان «القايد صالح»،  عندما قالوا عن الشعب الذي أبدى اختيارًا سياسيًا لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في التسعينات: كم عددهم؟ مليون، 2، 3! نقتل ربهم كلهم.

أي احترام يقصد رئيس الأركان قايد صالح؟

ثم عن وحدة الشعب الجزائري

من يحاول صناعة كتلة شعبية عدوة للهوية الجزائرية بتلك الحرب المحمومة على أهم مرتكز لهوية الشعب الجزائري، بعد الدين، واللغة العربية، لصناعة مسخ «فرانكوفولي» (ولست ضد الطبقة الناطقة بالإفرنجية )؟

من يحاول تسويق أن اللغة العربية غريمة للغة «الأمازيغية»، وليس للغة «الفرنسية» المعوّقة (بالفتح ) والمعوّقة (بالكسر)، ومن يستكت ويتغاضى عن ذلك؟

من السبب في العجز الفاضح في التسوية النهائية للصراع الفارغ بين أهالي «غرداية» من العرب و«الإباضيين الأمازيغ» طيلة كل هذه السنين؟

ثم من المسؤول أن تخرج أصوات تزور الدولة اليهودية، وتطالب بالانفصال جهارًا نهارًا، ولا متابعات، في حين نحاسب عن كل كلمة نقولها لصالح الجزائر والأمة الجزائرية؟

كنت أتمنى أن تكون تلكم الأيادي آمنة من نقمة الله، ثم من غضب الشعب، وأمينة على الأمة الجزائرية، وعلى مشروعها الوجودي الغائب.ِ

أخيرًا: وصيتي لرئيس الأركان قايد صالح، أنت متورط كغيرك من بعض قيادة الجيش في قتل عدد كبير من الشعب الجزائري، فتب إلى الله؛ فمهما أنقذتك المصالحة الوطنية من المحاكم الدولية، فأين المفر من الوقفة بين يدي الله، وقد بلغت من الكبر عتيًا؟

أنت الآن أقوى شخصية عسكرية، فتدارك نفسك، واكسب رضا الله، ثم رضا الشعب، بتسليم مقاليد البلد لأبناء الشعب الجزائري، الذين يعرفهم، ويعرف كفاءتهم، وإخلاصهم لدينهم ولأمتهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل