المحتوى الرئيسى

بان جيا يوان.. تاريخ الصين على الأرض

08/31 16:43

وتلك العربة الخشبية التي تقل الملكات من قصر لآخر حاضرة أيضا، وأمشاط العاج، أعواد البخور، جرات المياه، الخزائن السنديانية، الأثواب المزركشة، المراوح اليدوية، المصابيح الزيتية، حقائب القش، الأواني الحجرية، الفرمانات العسكرية؛ وكل ما لم تره عينك إلا في الأعمال والمسلسلات التاريخية، تجده ماثلا أمامك وفي متناول يدك بسوق بان جيا يوان.

"أهلا بك في الصين"، بهذه الجملة رحّب بي بائع صيني في عقده الأربعين، وهو يشير إلى امتداد السوق شرقا وغربا. كانت جملته رغم بساطتها دقيقة، كأن السوق صورة مصغرة عن الصين بمختلف أعراقها ومعتقداتها ولغاتها المنوعة، كل4ٌّ يعرض ما يخص قوميته ومنطقته.

ففي الركن الجنوبي كان باعة من قومية الأيغور يعرضون مخطوطات إسلامية قديمة تعود جذورها إلى طريق الحرير وبداية دخول الإسلام إلى الصين، وفي الركن الشرقي باعة من قومية الهان يعرضون ما وقع بين أيديهم من مقتنيات تعود إلى الحقب الملكية، وآخرون من قوميات أخرى يتفاوضون مع الزبائن على أسعار تحف ولوحات ومخطوطات لا يقدر بعضها بثمن.

وفي ركن خاص غلب عليه اللون الأحمر وصور الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، كان هناك العديد من المقتنيات المتعلقة بالثورة الثقافية التي شهدتها الصين قبل خمسين عاما: نسخ من الكتاب الأحمر وهو كتاب صغير يضم مقتطفات من أقوال ماو ويعتبر من رموز الثورة الثقافية، ولوحات كبيرة عليها أسماء الإقطاعيين الذين صودرت أراضيهم وممتلكاتهم إبان الثورة، بالإضافة إلى بعض الشعارات التي تمجد الشيوعية وتهتف بزمانها.

أما شياو بو، البائع من مقاطعة فوجيانغ الجنوبية، فقال إنه ضاق ذرعا بمقتنيات جده، وتساءل إلى متى يجب الاحتفاظ بها ولماذا عليه أن يفعل ذلك؟ معتبرا أن قيمة هذه المقتنيات فيما تدره عليه من أموال لقاء بيعها، وليس في بقائها داخل صندق خشبي.

نرشح لك

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل