مجلة "الهلال" تُوثق شيطنة الصحافة البريطانية لعرابي تمهيدًا لغزو مصر

في مطلع عامها الخامس والعشرين بعد المائة، تحتفل مجلة «الهلال» في عدد سبتمبر 2016 بالثورة العرابية، بإلقاء مزيد من الأضواء على سياق تاريخي أثمر الفكر النضالي لعرابي وصحبه.

بالفيديو.. التهنئة برحلة الشوق والحب وزيارة بيت الله الحرام "سنة"

بالفيديو.. بتعليمات المدير.. عمال بـ"ملابسهم الداخلية" يجبرون سيدة ارتدت البوركينى على الخروج من حمام السباحة

شاهد رد فعله بالفيديو.. حاكم دبي يدخل دائرة حكومية ولم يجد الموظفين

يكتب عبد العزيز جمال الدين عن مقدمات ثورة جناحاها الفكر (الطهطاوي والنديم ومحمد عبده) والجيش، منذ بدأ "الضباط المصريون اجتماعاتهم السرية عام 1876، يمثلون جوهريا هذا الزاد المصري الجديد، الذي صعد في بنية الدولة والجيش، من أبناء الفلاحين، مترافقا ومتزامنا مع موجتين عارمتين جديدتين، موجة سياسية صاعدة، شكّلت الحركة الدستورية والحزبية، وموجة ثقافية منحت الاثنتين معا زخما فكريا جديدا".

وترصد شذى يحيى دور المدفعية الصحفية البريطانية في التمهيد لغزو مصر عام 1882، حيث بدأت عملية شيطنة أحمد عرابي لدى الرأي العام البريطاني والغربي باعتباره "ديكتاتور العصر في مصر"، وهي صفة ستطلقها الصحف في تلك البلاد على عبد الناصر تمهيدا لإسقاطه في 1967.

أما سعد القرش، رئيس التحرير، فيكتب عن الفجوات الحضارية في وعي الشخصية المصرية منذ تعرض البلاد للغزو الإغريقي عام 332 قبل الميلاد، وكيف منع أهل البلاد من حمل السلاح، واقتصر دور مصر على إمداد عاصمة الاحتلال ـ التي تتغير من الشرق إلى الغرب إلى الشمال ـ بالغلال والضرائب والصناع والفنانين المهرة ورثة الحضارة، وصارت مصر ميراثا يسطو عليه الأقوى من سلالة الاستعماريين التي لم تقطعها إلا ثورة 1952. وفي ذكرى مرور 100 على انطلاق الثورة العربية يكتب محمد القصبي عن خديعة توماس إدوارد لورنس بإيهام العرب بتأسيس الدولة العربية الكبرى، ولم يكونوا على دراية بما يخطط لهم في الخفاء. فإذا كان الهدف الأول للتحالف الثلاثي "بريطانيا – فرنسا – روسيا" توجيه ضربة موجعة للأتراك حلفاء ألمانيا إلا أن هذا الهدف سرعان ما تطور ليصبح تقويض الدولة العثمانية. وتوزيع الميراث في المشرق العربي على الدول الثلاث.

في العدد الجديد يفتح د.عماد أبو غازي صندوق الذكريات، كاشفا عن خبيئة، هي مشروع فتحي رضوان لإحياء "الحزب الوطني" الذي أسسه مصطفى كامل عام 1907. قدم رضوان مشروعه في ندوة علمية في أغسطس 1974، للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لميلاد مصطفى كامل (14 أغسطس 1874 ـ 10 فبراير 1908)، في القاعة الرئيسية بالجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع والإحصاء، وهو مشروع قابل للتدبر الآن.

وفي هذا العدد يتساءل إيهاب غريب: كيف حدد الأوروبيون خط الزمان لحضارة مصر القديمة (الفرعونية)؟ ويكتب لؤي عبد الإله دراسة عنوانها "دوستويفسكي عرّافا: المختلون ينطلقون من أرضية الإلحاد والإيمان أيضا"، قائلا إنه ليس هناك روائي نجح في استخدام أبطاله كتجسيدات حية للأفكار مثل دوستويفسكي، لقدرته على تحرير رواياته من الوقوع في مطبّ النمذجة التي تحول الأبطال إلى أبواق محضة لأفكار متعددة. بالعكس من ذلك بنى دوستويفسكي شخصياته على أساس الأسئلة التي تدور في أذهانهم والتي تحدد في الأخير مصائرهم. هذه الأسئلة التي يختبرها أبطال دوستويفسكي هي أسئلة العصر نفسها. أما ممدوح فراج النابي فيكتب عن "لقاتل المجهول في الأدب" الأجنبي والعربي على السواء، أما شرقاوي حافظ فيكتب عن نيفيل شوت الروائي البريطاني الذي لا يعرفه القارئ العربي.