المحتوى الرئيسى

ظاهرة الاحتراق الذاتي للإنسان بين الخرافة والعلم

08/31 14:52

على مدار الـ300 عامًا الماضية تم تسجيل أكثر من 200 حالة احتراق ذاتي لآدميين، وتتلخص خطورة هذه الظاهرة في أنها تؤدي إلى اشتعال جسم الإنسان أحد أطرافه فجأة وفي غياب أي مسبب منطقي لاندلاع النار، ويكون ذلك أثناء جلوس الشخص أو نومه، حيث يصبح في خلال لحظات كومة رماد دون حتى أن يجد القريبين منه متسعًا من الوقت لإنقاذه.

وأدى غموض أسباب هذه الظاهرة إلى حيرة كبيرة بين خبراء الجريمة الذين شكوا في الدافع الجنائي وراء حدوث مثل هذه الوقائع وكذلك بدأت الظنون تلعب برؤوس رجال مختلف الأديان والمعتقدات، وبطبيعة الحال حاول العلماء وجود تفسير يرضيهم ويفك شفرة هذا الغموض، وبالفعل توصلوا إلى عدة تفسيرات تفاوتت فيما بينها من حيث واقعيتها.

كانت المشروبات الكحولية هي أول ما ذهب إليه تفكير العلماء، حيث رجحوا أن يكون إسراف الشخص في شرب هذه المشروبات سريعة الاشتعال يؤدي إلى إضرام النار في جميع الجسد بمجرد وجود شرارة بسيطة، إلا أن التجارب التي أجريت على الحيوانات نفت هذه النظرية، كما ظن البعض أن تكون الدهون المفرطة هي السبب، لكن هذه النظرية لم تلبث أن نسفت عندما تكررت الظاهرة مع أشخاص نحفاء، ورغم الجهود المضنية التي بذلها العلماء إلا أنهم لم يتوصولوا إلى نتيجة مؤكدة في النهاية.

ولم تقلل الحوادث المتكررة لهذه الظاهرة من حيرة العلماء بل زادتها غموضًا، وكانت Hول حالة سجلت عام 1637، عندما تفحم جسد سيدة فرنسية تدعى نيكول ميليت واتهم زوجها بقتل زوجته، وكانت من المفرطات في تناول الكحول ما جعل تفكير العلماء يتجه إلى النظرية سالفة الذكر، وما زاد من قوة ترجيح هذه النظرية تكرار حادثة الاحتراق الذاتي لجسد سيدة أخرى تدعى جريس بيت وهي مدمنة كحوليات بلغت من العمر 60 عامًا، والتي بعد أن تحول جسدها لرماد لم يعثر على آثار اللهب على ملابسها، ما زاد من غموض سر الظاهرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل