إهدار 60 مليون جنيه في المنطقة الصناعية بنجع حمادي

أقامت الدولة منطقتين صناعيتين بقنا، الأولى هى المنطقة الصناعية بكلاحين قفط، الصادر لها قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2017 لسنة 1994، المعدل بقرار 4308 لسنة 1998، وتقع على طريق قفط - القصير عند الكيلو 7 وتبعد عن مدينة قنا 27 كم ومطار الأقصر 45 كم ومدينة سفاجا 240 كم والثانية هى المنطقة الصناعية فى «هو» جنوب مدينة نجع حمادى، والصادر قرار بإنشائها من رئيس الجمهورية رقم 158 لسنة 2001 لكنها مازالت معطلة حتى الآن.

يقول المهندس أيمن حبشى رئيس جمعية مستثمرى وصناع نجع حمادى إنه رغم وجود البيئة المهيأة مثل الأرض المسطحة والتربة الرملية إلا أن المستثمرين فى المنطقتين الصناعيتين فى «قفط» و«هو» تواجههما عدة معوقات منها غلق تخصيص الأراضى أمام المستثمرين فى المنطقتين منذ مايو من العام الماضى، ووجود أكثر من مائة طلب تخصيص أراض فى قائمة الانتظار للمستثمرين من محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان.

ويضيف «حبشى» أن المستثمرين يواجهون معوقات أخرى فى إجراءات إنهاء التراخيص حيث يضطر صاحب المصنع إلى السفر إلى أسيوط لاستخراج السجل التجارى والسجل الصناعى والبطاقة الضريبية من محافظة الأقصر فضلًا عن عدم وجود مندوب من وزارة البيئة فى المحافظة لاستخراج التراخيص الخاصة بالبيئة، ويضطر المستثمرون إلى الانتظار شهرًا لحين قدوم مندوب وزارة البيئة من القاهرة.

ويشير رئيس جمعية مستثمرى وصناع نجع حمادى إلى أن إجراءات الاقتراض من البنوك تعوق عملية الاستثمارن مبينًا أن مديرى الاتئمان بالبنوك يفضلون إقراض المشروعات المتناهية الصغر والتى تتراوح مبالغ الإقراض فيها من 5 آلاف جنيه إلى 500 ألف جنيه، وذلك لسهولة وجود ضمان نقدى متمثلا فى موظفى الحكومة وتحويل رواتبهم إلى البنك فى حين يواجه أصحاب المشروعات الصغيرة تعقيدات فى الاقتراض لعدم موافقة إدارات البنوك على وجود ضمانات لدى المستثمر سوى مصنعه.

وعن مشاكل المنطقة الصناعية بنجع حمادى يورد المهندس إسماعيل عبدالحميد، مالك مصنع بلاستيك بالمنطقة، إنه رغم وجود بنية أساسية فى المنطقة متمثلة فى شبكة مياه وصرف صناعى وكهرباء وشبكة طرق غير أن بها خللًا، موضحًا أن المياه شديدة الملوحة مع وقوع انفجارات متكررة فى خطوط المياه لعدم مطابقتها للمواصفات ويوجد نمو 450 عمود إنارة دون كشافات أو أسلاك ما يجعل المنطقة مظلمة تماما ليلا فضلا عن تهالك شبكة الطرق.

ويكشف مصدر لـ«الوفد» رفض ذكر اسمه أن المنطقة الصناعية بنجع حمادى، تم تأسيسها فى سنة 1995 وبدأ العمل فيها منذ 1998، وتم إنشاء شبكة مياه وحفر 12 بئرا جوفية فى منطقة «حاجر الجبل» المتاخمة للمنطقة وتكلفت الشبكة 60 مليون جنيه فى ذلك الوقت ليتم اكتشاف أن مياه تلك الآبار شديدة الملوحة وغير صالحة للاستخدام وأن الانفجارات المتكررة لخطوط المياه دعت عبدالحميد الهجان محافظ قنا إلى تشكيل لجنة من كلية الهندسة بجامعة جنوب الوادى، فى مايو الماضى، لمعاينة الخلل والوصول إلى حلول لهذه الأزمة وأن المصانع القليلة التى تعمل بالمنطقة أو التى تحت الإنشاء تقوم بجلب «فناطيس المياه» من قرية «بركة» المجاورة، لافتًا إلى أن مصانع الحلويات والمشروبات الغازية بعضها متوقف والآخر يجلب المياه من خارج المنطقة الصناعية.

ويضيف المصدر أن شبكتى الإنارة والطرق بهما خلل كبير حيث لا توجد كشافات أو أسلاك فى عدد 485 أعمدة بالمنطقة المقامة على مساحة 500 فدان، ما يجعل المنطقة فى ظلام دامس ليلا وأن المحافظة سددت مبلغ 5 ملايين جنيه كتوريد مهمات كهرباء للشركة القابضة للكهرباء بقنا منذ 7 سنوات ورغم ذلك فهى تحاسب بأسعار اليوم وأن المحافظ قرر إحالة الأمر للشئون القانونية للتحقيق، وكذلك الطرق المقامة منذ 16 عاما حيث تلف الأسفلت فيها بسبب قدمه وحسب مصادر أخرى فإن وزارة الداخلية رفضت تسلم نقطة الشرطة بمنطقة نجع حمادى الصناعية، التى تكلف إنشاؤها مليونى جنيه لوجود عيوب فى الإنشاءات فضلًا عن انهيار جزء من المبنى الإدارى الخاص بإدارة المنطقة.