المحتوى الرئيسى

إسرائيل وسود أمريكا | المصري اليوم

08/31 01:28

جدل واسع بخصوص إسرائيل شهده شهر أغسطس داخل الولايات المتحدة فور أن أعلنت إحدى منظمات حركة «حياة السود مهمة» برنامجها. والحركة هى تلك التى تشكلت عشية سلسلة من وقائع قتل الشرطة لعشرات السود التى سجلتها للمرة الأولى كاميرات المحمول بالصوت والصورة. والجدل بخصوص إسرائيل مفارقة جديرة بالتأمل. فسطران فقط عن إسرائيل فى إحدى فقرات البرنامج، أثارا الجدل، بينما ساد الصمت المدوى إزاء سبع صفحات كاملة تناولت السياسة الخارجية الأمريكية فى العالم كله!

وكانت نقطة البداية فى الجدل هى إدانة مجموعة من المنظمات اليهودية الأمريكية لما ورد فى السطرين. فالبرنامج الذى نشر بعنوان «رؤية لحياة السود: مطالبة بسياسات من أجل العدل والقوة والحرية للسود»، يقول نصا إن «الولايات المتحدة تبرر حربها العالمية على الإرهاب وتدعمها عبر التحالف مع إسرائيل. وهى فى ذلك متواطئة مع الإبادة الجماعية الجارية للشعب الفلسطينى... إسرائيل دولة فصل عنصرى لديها أكثر من 50 قانونا تشرع للتمييز ضد الشعب الفلسطينى». وقد تركزت إدانة المنظمات اليهودية الأمريكية على استخدام تعبيرى «الإبادة الجماعية» والأبارتيد، أى «الفصل العنصرى». لكن تلك كانت فقط نقطة البداية فى هذا الجدل الذى لم ينته بعد. صحيح أن بعض السود أدان تلك العبارات أيضا، إلا أن تلك الإدانات كشفت عن جانب بالغ الأهمية فى العلاقة الحالية بين السود واليهود فى الولايات المتحدة. فالمعروف للكافة أن يهود أمريكا كانوا فى طليعة القوى والجماعات التى تضامنت بقوة مع حركة الحقوق المدنية للسود فى الستينيات. وكان الكثير من اليهود فى مقدمة من ضحوا بحياتهم من أجل نجاح الحركة، والكثيرون منهم قادوا الاحتجاجات مع مارتن لوثر كنج. لكن التوتر فى العلاقة كان كامنا منذ ذلك الوقت وكان فى جوهره نابعا من داخل الحركة نفسها، حيث لعب بعض اليهود دورا قياديا ليس فقط فى الحركة وإنما فى كبريات المنظمات السوداء مما اعتبره السود وقتها دورا «أبويا» شبيها بما يفعله باقى البيض إزاءهم. لكن القضية الفلسطينية صارت أيضا أحد محاور التوتر بين الطرفين. فالسود منذ البداية اعتبروا كفاحهم مرتبطا بكفاحات أخرى حول العالم وكثير منهم وجد أوجه تشابه كبيرة بين معاناتهم ومعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. وظلت العلاقة بين السود واليهود فى صعود وهبوط بسبب تلك القضية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل