المحتوى الرئيسى

بتجنيد الأطفال.. المليشيات العراقية على خطى داعش

08/30 17:58

مع تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في العراق برزت ظاهرة تجنيد الأطفال على يد تنظيم "داعش"، الذي اتضح أنه لم يكن وحده فقط يدفع الأطفال للمشاركة  في المواجهات العسكرية، حيث كشفت مؤخرا منظمات حقوقية قيام ميليشيات عراقية بتجنيد أطفال من مخيمات النازحين لاستخدامهم في معركة الموصل وهو ما اعتبره حقوقيون أن تلك المليشيات لا تقل خطورة عن تنظيم الدولة.

ويستخدم تنظيم داعش الإرهابي الأطفال كدروع بشرية وجنود في معاركهم في كل الدول الذي يتواجد بها التنظيم، وظهر أطفال داعش خلال عمليات تنفيذ عمليات إعدام لمعارضي التنظيم، كما شارك آخرون في عمليات انتحارية ومن بينهم الطفل الذي فجر نفسه في مدينة غازي عنتاب التركي الأسبوع الماضي.

ونقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش"  الحقوقية عن شهادات من شهود عيان وأقارب قولهم، إن اثنتين من الميليشيات في إقليم كردستان قامتا بتجنيد أطفال من مخيم ديبكة جنوبي أربيل، وجرى اقتيادهم إلى بلدة قرب الموصل، على بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

ويأوي مخيم ديبكة الذي يقع على بعد 40 كيلومترا جنوب أربيل، أكثر من 35 ألف نازح حاليا فروا من القتال بين القوات الحكومية وداعش.

وأدت هجمات داعش إلى نزوح كثير من المدنيين الموجودين الآن في المخيمات من مناطق في مديرية مخمور بالعراق، التي حكمتها داعش بوحشية لمدة 21 شهرا، منذ 2014. استعادت القوات العراقية المنطقة في مارس 2016.

وقال أحد شهود العيان إن ابنه يقاتل جنبا إلى جنب مع قوى الأمن الداخلي، لمدة "أسبوع واحد ثم يعود للراحة في المنزل لمدة أسبوع واحد،  وتُدفع الرواتب من بغداد، لافتا إلى أن الفرد يتقاضى (357 دولارا أمريكيا) شهريا.

وبحسب المنظمة قال عامل إغاثة، رصد تطورات مخطط عملية الموصل، إن نقل المجندين من المخيمات كان جزءا من خطة الميليشيات لتعزيز قواتها بالقرب من خط المواجهة، مع موافقة واضحة من الحكومة العراقية.

ويأتي هذا التطور في ظل الأنباء التي تتحدث عن اقتراب موعد معركة استعادة الموصل من داعش.

وتعد الموصل آخر منطقة حضرية يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق، وذلك بعد أن مني بخسائر كبيرة في الأشهر الأخيرة، خاصة في محافظة الأنبار.

ويحظر "البروتوكول الاختياري" للأمم المتحدة بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، الذي صادق عليه العراق عام 2008، على الجيوش الوطنية والجماعات المسلحة غير الحكومية تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18.

ويرى مراقبون أن تطور استخدام الأطفال من تنظيم إرهابي مثل داعش إلى ميليشيات تابعة للسلطات العراقية يشكل خطرا لا يقل عن خطر داعش، نظرا لمضى هذه المليشيات على خطى داعش وانتهاكاته.

بدوره قال الباحث السياسي العراقي،أحمد الملاح، إن تجنيد الأطفال انتهاك خطير ومع هذا معلن من قبل الملشيات وداعش على نفس الوتيرة.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الزج بالأطفال في صراع مسلح يذكر بحروب القارة الإفريقية ولم يتوقع في يوم من الأيام أن تصمت الحكومة على تجنيد الأطفال العراقين والزج بهم في صراع مسلح دون نزاعات مواثيق الدينية والدولية.

وأوضح أن التأثيرات التي ستترتب على دفع الأطفال للعمل المسلح ستخلق قنابل مؤقتة في المجتمع العراقي قد تنفجر في المستقبل دون سابق إنذار.

وطالب الملاح منظمات حقوق الطفل أن ترفع صوتها لأجل أطفال العراق الذين يستغلون من قبل داعش والمليشيات متابعا:" وهذا يجعلنا نخاف على مستقبل بلد أطفاله يحملون السلاح".

وأكد أنه في حال عدم وجود وقفة جادة مع هذا الحدث قد يضيع المستقبل ويزداد الوضع سوداوية بزيادة عمليات تجنيد الأطفال في العراق بين داعش والملشيات.

وأكدت سمية الألفي الناشطة في مجال حقوق الطفل، إن استخدام الأطفال في الحروب مجرم دولياً، نظراً لخطورة ما يمكن أن تتعرض لها الأطفال من أضرار جسدية ونفسية كبيرة، لافتة إلى أن هذه المليشيات التي تجند الأطفال وتدعى محاربة داعش هى تسير على خطى التنظيم الإرهابي.  

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل