المحتوى الرئيسى

بالتدخل التركي .. أنقرة تضع لبنة المنطقة الآمنة في سوريا

08/30 21:27

بعد أن تجاهلها الغرب سنوات طوال، عاد الحديث عن المنطقة الآمنة التي طالبت بها تركيا منذ قرابة الأربع سنوات كحل لأزمة اللاجئين في سوريا ولحمايتها من إقامة دويلة كردية على حدودها.

عودة الحديث كان أمرا طبيعيا بعد اجتياح القوات التركية مدينة جرابلس السورية على الحدود والسيطرة عليها بعون قرابة الـ1500 من الجيش السوري الحر والتحكم في 40 كيلو متر مربع.

المنطقة الآمنة التي دعت لها تركيا من قبل تمتد من جرابلس إلى إعزاز حيث تواجد الأكراد بعرض 110 كيلو متر وعمق 65 لتوفير ملاذ آمن للمدنيين، وإعادة اللاجئين المشردين لديها بدلا من الفرار لتركيا ومنها إلى البحار على أمل بلوغ شواطئ أوروبا والعيش بشكل غير شرعي إن لم يدركهم الغرق.

ويتوقع مراقبون أن تصل القوات التركية حتى مدينة إعزاز التي كانت تقصفها جويا حتى ما قبل توقيع الهدنة بين روسيا وأمريكا في 27 فبراير الماضي نظرا لسيطرة قوات الحماية الكردية عليها.

وكشفت وزارة الدفاع التركية توجيه قواتها أكثر من 100 قذيفة مدفعية إلى مواقع للإرهابيين في محيط مدينة جرابلس بشمال سوريا، حسبما نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية، وصرح الجيش التركي أن قواته نفذت نحو 60 هجوما بالمدفعية في محيط مدينة جرابلس شمال سوريا خلال الـ24 ساعة المنصرمة وأصابت عشرين هدفا.

وأعلنت أمريكا أن القوات الكردية في شمال سوريا انسحبت "بالكامل" إلى شرق الفرات وحذر البنتاغون من أن التحرك التركي جنوب جرابلس يزيد من تعقيد الوضع.

 وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمضي قدما في العملية العسكرية لإنهاء تهديد داعش والوحدات الكردية على أمن تركيا.

كرم سعد المتخصص في الشؤون التركية رأى أن تركيا بتدخلها تفرض منطقة آمنة بالفعل ولكن ليست بالقوة، فهي بحس ما يقول حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية إذ جاء التدخل بعد يوم من زيارة جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي.

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أن تركيا ستفرض منطقة آمنة على الأرض ولكن دون الإعلان عنها صراحة خاصة بعد نجاحها مع قوى المعارضة السورية في السيطرة على جرابلس وأكثر من 30 قرية على الحدود ما بين جرابلس وحلب.

المنطقة الآمنة كما يضيف كرم ستكون بعرض 100 كيلو وعمق 45، مفيدا بأن أمريكا صامتة على تقدم القوات التركية ولكنها اشترطت ألا يصل القتال لشرق نهر الفرات، إذ أنها دعت الأكراد للعودة عليه بعدما أدركت خطئها عندما سمحت لهم بالوصول لغرب الفرات في مقدمة لتأسيس كونفدرالية لهم.

ولفت إلى أن هدف أنقرة القضاء على حلم الأكراد بربط شرق الفرات بغربه الذي يعتبر نواة لدويلة لهم، معتبرا أن المنطقة الآمنة ستمكن تركيا من صيد عدة عصافير بحجر واحد، أولها إنهاء المساعي الكردية، وحل مشكلة اللاجئين التي أنهكت الاقتصاد التركي وكسب رضاء أوروبا التي تعاني من هذه الأزمة لذلك تسكت على التدخل التركي في سوريا.

وذكر سعد أن أمريكا تعلم ضعف الورقة الكردية لذلك لم تتمسك بها بقوة في مقابل الحفاظ على علاقتها بتركيا.

ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إن تركيا استطاعت نستطيع إلى حد بعيد إحداث تحول في مسار الحراك العسكري شمال سوريا.

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن تركيا شكلت حاجزا غرب الفرات  يقطع الطريق أمام أحلام تشكيل إقليم كردي في سوريا يفرض بقوة السلاح .

وفيما يخص تشكيل منطقة آمنة شمال سوريا في منطقة ريف حلب يعتقد بكور أن الأمر مبالغ فيه وهو ما لا يمكن لتركيا فرضة لأن الموضوع أكبر بكثير.

وواصل:" مخطئ من يعتقد أن مجرد دخول بضع الدبابات أو تحرير منطقة ما سيتيح تشكيل منطقة آمنة فببساطة المنطقة الآمنة تحتاج لفرض حظر طيران ومنع استهدافها بقذائف المدفعية أو الصواريخ وتحتاج إدارة سياسية واجتماعية" .

ورأى أن تركيا لا تستطع تأسيس هذه المنطقة دون التعاون مع أمريكا وموافقة روسيا التي نشرت صواريخ "إس 400" في سوريا، منوها إلى أن مسؤولين أمريكيين أعلنوا رفض بلادهم  إقامة هذه المنطقة.

ودلل على هذا بضغط أمريكا على تركيا لإجبارها على توقيع هدنة مع ما سماها "العصابات الكردية".

من جانب آخر رأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج سمعان، أن المنطقة الآمنة باتت أمراً واقعاً، ولا حاجة إلى إعلان قيامها رسمياً.

واعتبر الكاتب اللبناني في مقاله بالحياة اللندنية أن الرئيس أردوغان، تأخر طويلاً في وقف أخطائه وتصحيح مسار سياساته، لكنه عرف في النهاية كيف يمكنه هو أيضاً أن يبدل المشهد الاستراتيجي في الإقليم وسورية خصوصاً، ويعود لاعباً لا يمكن القفز فوق مصالح بلاده ودورها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل