المحتوى الرئيسى

هل تغرق تركيا في مستنقع الحرب السورية؟

08/30 17:48

قال محللون إن الهجوم الذي تشنه تركيا في شمال سوريا منذ أسبوع قد يتحول إلى نزاع طويل يزيد من التوتر مع واشنطن، في حال واصلت أنقرة عملياتها ضد المقاتلين الأكراد المدعومين أمريكيا.

وتهدف تركيا بعمليتها غير المسبوقة إلى تطهير المناطق الحدودية من تنظيم داعش، ووحدات حماية الشعب الكردي المعادية كذلك للتنظيم الإرهابي، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

ولكن منذ أن أرسلت تركيا دباباتها لمساعدة المسلحين السوريين العرب والتركمان للقضاء على داعش وإخراجه من بلدة جرابلس الأسبوع الماضي، تركز الهجوم التركي على القوات التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية.

وأعلن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش، الاثنين، أن أحد أبرز أهداف عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا هو منع إقامة ممر كردي يمتد على طول الحدود السورية والعراقية.

إلا أن إقامة منطقة عازلة بين المناطق التي يسير عليها الأكراد في شمال شرق وشمال غرب سوريا والدفاع عنها يمكن أن يشكل فخا للقوات التركية عبر الحدود، حسب إيكان أردمير من مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، ومقرها واشنطن.

وحذر أردمير من أنه "في النهاية يمكن أن تتحول سوريا إلى امتداد جغرافي للقتال الطويل بين تركيا وحزب العمال الكردستاني والمستمر منذ 1984".

وقالت تركيا إنها ستواصل استهداف "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل الأكراد غالبيتها وتدعمها واشنطن مباشرة، حتى تتراجع إلى شرق نهر الفرات، فبعد أن طهر الجيش التركي 400 كيلومتر مربع من "العناصر الإرهابية"، ألمحت الحكومة التركية إلى أنها يمكن أن تتقدم جنوبا باتجاه بلدة منبج، التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من قبضة داعش في 12 أغسطس/آب.

ورأى أرون شتاين من مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمجلس الأطلسي، أن مثل هذه الخطوة التي ستجعل القوات التركية تدخل مسافة تزيد عن 30 كيلومترا داخل سوريا ستشكل خطرًا عليها.

وخسرت تركيا أول الضحايا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي عندما قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرين بصاروخ مضاد للدبابات، لتعلن السلطات في أنقرة غداة ذلك أنها قتلت 25 "إرهابيا" في شمال سوريا.

وقال شتاين إن "كل ما فعلوه حتى الآن كان سهلا ومع ذلك خسروا جنديا"، مشيرا إلى أن إرادة الأتراك في القتال للوصول إلى منبج، ستكبدهم المزيد من الخسائر، واصفا الدبابات التركية من طراز "إم-60" المشاركة في القتال بأنها "دبابات متحف" أي قديمة يمكن أن تتضرر بسهولة بالألغام المزروعة على الطرق.

حتى الآن أبقت تركيا على العملية صغيرة؛ حيث لم تنشر سوى عشرات الدبابات ومئات الجنود إلى جانب قوة أكبر من مسلحي المعارضة السورية، لكن مع سيطرتها على مزيد من الأراضي فقد تضطر إلى زيادة وجودها ومساعدة المسلحين على الاحتفاظ بالمكاسب المحققة.

وقال سنان أولغين، الدبلوماسي التركي السابق الذي يرأس مؤسسة "إيدام" التركية في إسطنبول، إن "ما لا تريده تركيا هو أن تسقط المنطقة مرة أخرى بأيدي داعش أو السوريين الأكراد".

وأضاف أولغين أنه يتوقع أن يقيم الجيش التركي "رأس جسر" حول جرابلس، للانطلاق منه لمواصلة الهجوم أو التقدم أو التراجع للقيام بضربات جراحية.

إلا أن المزيد من الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي ستزيد من التوتر بين أنقرة وحليفتها في الحلف الأطلسي واشنطن، التي احتجت أمس الاثنين على الاشتباكات، بعد أن كانت قد دعمت العملية التركية في البداية.

وكذلك المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي ذكر في تقرير أنه "من الصعب معرفة كيف يمكن تفادي خروج الأمر عن السيطرة، فبالنسبة للأكراد فإن النزاع بأكمله هدفه إقامة شبه دولة على أراضيهم داخل سوريا، أما بالنسبة لتركيا فإن الهدف هو منع حدوث ذلك".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل