المحتوى الرئيسى

مستشار الكونجرس الأمريكى لشؤون مكافحة الإرهاب: «الإخوان» أقنعت الغرب بأنها شريك في محاربة الإرهاب | المصري اليوم

08/29 22:19

قال مستشار الكونجرس الأمريكى لشؤون مكافحة الإرهاب، مايكل سميث، إن الجماعات الإرهابية استقت أفكارها المتطرفة من جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف فى حوار، عبر البريد الإلكترونى، مع «المصرى اليوم»، فى أول حوار مع جريدة مصرية، أن مؤسس الجماعة حسن البنا، لجأ لتوظيف الإرهاب لإقامة الخلافة، موضحا أن الجماعة نجحت فى إقناع الأكاديميين والمسؤولين فى الغرب بأنها شريك فى محاربة التنظيمات المتطرفة، وطالب واشنطن بوقف جميع أنشطة التمويل التى تديرها الجماعة فى الولايات المتحدة، وتطرق إلى مخاطر إلغاء اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وأكد أن حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورثت تركة ثقيلة فى سيناء فى محاربة الإرهاب، وقال إن معظم برامج مكافحة الإرهاب الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر- فشلت، ونوه إلى أنه يجب على الأزهر الشريف والسعودية اتخاذ خطوات جادة لمواجهة دعاية المتطرفين ، وإلى نص الحوار.

فى ضوء الهجمات الأخيرة المتتالية فى العالم، مثل نيس، ومطار أتاتورك، كيف ترى خريطة الإرهاب العالمى، ولماذا يستهدف مدنا غربية بعينها فى الآونة الأخيرة دون أخرى؟

- بالطبع ينافس «داعش» تنظيم «القاعدة» ليصبح القوة المهيمنة على حركة الجهاد العالمية. ولتوسيع قاعدة التأييد والدعم الموجه إليه يقوم «داعش» بضخ موارده فى التعبئة والحشد، لتحقيق هدفين: الأول، تنفيذ هجمات إرهابية بإرسال فرق عمليات لتنفيذ هجمات بعينها فى أوروبا. والثانى: التحريض على العنف فى الغرب أكثر مما فعل «القاعدة»، وكلا التنظيمين يعترف بأن إراقة دم مواطنى الغرب بمنزلة ورقة اعتماد لقدرتهما ونفوذهما، يستخدمانها فى جذب واستقطاب عناصر جديدة للتنظيم.

وبالنسبة لـ«داعش»، فإن إراقة دم مواطنين ينتمون للمجتمع الغربى تساعده على تجنيد عناصر من صفوف «القاعدة». وأعتقد أن أحد أهم الأسباب التى تدفع «داعش» لتوجيه هجمات فى مدن غربية، هو إظهار ضعف «القاعدة» والتأكيد على أنه صار خارج المنافسة مع «داعش»، ففى الماضى اعتاد زعيم «القاعدة» التهديد بأنه سيعاقب الغرب، وأن هذا العقاب يأتى على رأس أولويات التنظيم، أما «داعش»، فنجح فى إظهار قدرة أكبر على تنفيذ هذا الهدف، ولم يكتفِ بإطلاق المزاعم والتهديدات.

■ ما تقديرك لتصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية جون برينان فى شهادته أمام مجلس الشيوخ، بأن الولايات المتحدة والتحالف الدولى أخفقا فى الحد من قدرات «داعش»؟

- «داعش» و«القاعدة» هما التنظيمان الأساسيان فى مجموعة كبيرة من التنظيمات تندرج تحت مظلة «حركة الجهاد العالمى»، وينظم أجندة التنظيمين ويُسيرها المنهج الأيديولوجى المعروف باسم «السلفية الجهادية»، وتكشف تصريحات «برينان» عن أمر خطير، وهو قصور التحليل الاستراتيجى الأمريكى بشأن الجماعات السلفية الجهادية، التى تنضوى تحتها حركة الجهاد العالمى. ففى عام 2000، حذر مدير «سى آى إيه» الأسبق، جورج تنيت، صانعى السياسة الأمريكية من هذا الخطر، وكان ينظر حينها بعين الاعتبار إلى تنامى قدرات «القاعدة»، والتهديدات التى يفرضها على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. أما اليوم، فصارت قدرات ونفوذ «داعش» فى تنامٍ مستمر، خاصة فيما يتعلق بقدرته على توجيه الأفراد لمزيد من التشدد فى الغرب، بشكل أكبر من «القاعدة»، وتلك كلها أمور تلقى الضوء على قصور بأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

الواقع أن الغالبية العظمى من الروايات التى يستخدمها «داعش» لبناء قاعدة من الدعم والتأييد له، والحث على ممارسة العنف، هى الروايات نفسها التى عكف تنظيم القاعدة على استخدامها منذ 1988. علاوة على ذلك، فإن العديد من هذه الروايات حاكها الزعماء الفكريون لجماعة الإخوان المسلمين قبل تشكل «القاعدة» بعقود، ويكشف إخفاق الولايات المتحدة والأنظمة الحليفة لها فى الشرق الأوسط فى التصدى لتلك الروايات وتقويضها- عن مستويات صادمة من الضعف وقصور الرؤية والعجز من جانب بعض المسؤولين الأمريكيين المخول إليهم مهمة الدفاع عن مصالحنا ضد التنظيمات الإرهابية.

■ وأين تكمن مواطن القصور فى استراتيجيات الولايات المتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب؟

- فيما يتعلق بالتهديدات التى يمثلها «داعش»، فإن الإخفاق الأكبر فى استراتيجيات الولايات المتحدة يكمن فى إنكار الحجم الواقعى للتنظيم ونفوذه الإلكترونى، وإنكار سيطرته على الأراضى التى يحكم قبضته عليها، إذ هونت واشنطن وحلفاؤها من شأن التصريحات الخطيرة التى أطلقها التنظيم عن قوته، ومنها الاسم الذى تخيره التنظيم لنفسه، إذ إن معناه استعادة «الخلافة الإسلامية»، ومزاعم «داعش» المتعلقة باستعادة الخلافة تساعده فى التسريع من استقطاب الأفراد نحو الفكر الراديكالى المتطرف، وما يستتبعه من تعبيرات وإمارات التضامن الـ«عنيف» مع التنظيم، أو على الأحرى ما نسميه «الإرهاب».

وعلى قدر الخطورة نفسها نجد قصوراً آخر يكمن فى إنكار الولايات المتحدة المعاقل السيبيرية، والإلكترونية لـ«داعش»، والتى يتمكن التنظيم من خلالها من الاستقطاب والتجنيد بفاعلية وعدوانية، والتحريض على العنف ونشره على نطاق عالمى أكثر من أى تنظيم إرهابى شهده التاريخ.

ومن المفارقة أن منصات التواصل الاجتماعى التى أنتجتها الولايات المتحدة، منها «تويتر»- كانت من أكثر الوسائل المهمة والفعالة التى وظفها «داعش» فى تنفيذ أكثر عمليات بسط النفوذ الإلكترونى ديناميكية، وتفوق فى توظيف هذه الوسائل أكثر من أى تنظيم جهادى سلفى آخر، ولعل من المفارقة أيضاً استخدام «داعش» وسائل إلكترونية صنعتها الولايات المتحدة، رغم أنه (التنظيم) يضع الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول المستهدفة، بل استخدم «تويتر» لبناء شبكات دعم له داخل الولايات المتحدة، وليس داخل أوروبا وحدها.

■ فى رأيك، لماذا يرسل «داعش» أحياناً رسائل تحذيرية قبل تنفيذ الهجمات، مثلما حدث فى تفجير نيس؟

- اعتاد تنظيم «داعش، منذ 2014، نشر مقاطع فيديو لعملياته، وأصدر مطبوعات إعلامية منها مجلة دابق، وهذا الترويج الإعلامى يساعد داعش على خلق مطامح عملياتية بين الأفراد الذين يرمى التنظيم لاجتذابهم لصفوفه. كما أن بلوغ هذه المطامح، متمثلة فى شن هجمات إرهابية بالفعل على أوروبا، يعزز من رؤية التنظيم باعتباره الراعى الأقوى والأقدر لحركة الجهاد العالمية وأجندته. علاوة على ذلك، فإنه من خلال إعلام العالم بما يخطط له، ومن ثم تنفيذ ما يخططه، يتمكن داعش من تقليل وزعزعة ثقة المدنيين فى حكوماتنا التى تتفوق على الحكومات الأخرى فى استخدام التكنولوجيا وتوظيفها، كما تقلل من ثقة المدنيين فى قدرة الحكومات على تحقيق إدارة فعالة للمخاطر التى يفرضها تنظيم إرهابى مثل داعش، وهذا بدوره يزيد من قدرة التنظيم على إرهاب المدنيين والشعوب حول العالم.

■ هل ترى أن الإجراءات التى اتخذتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر، مثل تلك المتعلقة بالدخول إلى الولايات المتحدة والهجرة- كانت بلا فائدة، وكذا الحروب التى شنتها لأغراض تتعلق بنشر الأمن والسلام العالميين، على حد زعمها، كحال الحرب فى العراق وأفغانستان؟

- بالطبع معظم برامج مكافحة الإرهاب التى تبنتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر فشلت فى تحقيق النتائج المنشودة، نظراً لأن حكومات الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتحديداً السعودية، أبدت عدم استعدادها لدعم برامجنا العسكرية، وهو الدعم الذى كان من المفترض أن يأتى متمثلاً فى إطلاق حملة من الجهود العالمية الجادة لمكافحة روايات التطرف التى يروج لها تنظيمات مثل القاعدة، وداعش الآن.

وإذا أمكننا تجاهل التصورات الحالية لداعش باعتباره تنظيما قادرا وقوة فعلية موجودة بإنكار سيطرته على بعض المناطق، فسنظل تؤرقنا وتواجهنا مشكلة تزايد الأعداد المنضمة لصفوفه وكذلك زيادة عدد الأفراد الذين يتبنون فكر السلفية الجهادية، وستستمر حركة الجهاد العالمى فى الازدياد لو لم تتمكن القوى المؤثرة فى العالم الإسلامى (مثل السعودية وخادم الحرمين الشريفين)، ومؤسساته (مثل الجامع الأزهر فى مصر) من اتخاذ خطوات جادة للتصدى للروايات التى يروج لها داعش والقاعدة والتى تحرض على العنف.

ورغم أن التاريخ يقدم لنا رؤى واضحة بشأن ما يمكن انتظاره وتوقعه من هذه الحكومات والمؤسسات، فإننى أشك فى تحقق تلك التوقعات على المدى القريب، وفى الوقت نفسه، أعتقد أهمية الإشارة إلى حقيقة أن الدول التى يمكنها تقويض جماعات السلفية الجهادية، والتى يمكنها أن تمنعها من امتلاك القوة الناعمة التى توظفها فى تجنيد الأفراد والتحريض على العنف، هى الدول الأكثر عرضة للتهديدات والمخاطر التى تفرضها حركة الجهاد العالمى.

■ ألا ترى تناقضاً فى استراتيجيات الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب، فى الوقت الذى انشغلت فيه إلى حد الهوس بمساعى إيران النووية ومن قبلها امتلاك العراق أسلحة نووية، بينما لم تفضِ الحرب إلا إلى وصول أسلحة الجيشين الأمريكى والعراقى لداعش، ثم تصالحت مع إيران بعقد اتفاق نووى؟

- لقد فشلت الولايات المتحدة بلا شك، فى الحد من التهديدات الصادرة من الشرق الأوسط، كما أخفقت إدارة أوباما بشكل واضح فى الاعتراف بإمكانية انتعاش جماعات السلفية الجهادية، مثل القاعدة وداعش بعد موجات الربيع العربى. والواقع أنه حتى فى الاستراتيجية الوطنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب والتى أصدرها البيت الأبيض عام 2011، كتب أوباما: منذ مطلع 2011، تسبب التغيير الجذرى الذى اجتاح شمال أفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى مقتل أسامة بن لادن، فى تغيير طبيعة التهديدات والمخاطر الإرهابية، وخاصة فيما يتعلق بتراجع القاعدة وأيديولوجيته، ولكن تصريحات أوباما بعيدة تماماً عن الصحة، فخلال الفترة بين 2010 و2013، تضاعفت أعداد العناصر المنضمة لجماعات السلفية الجهادية.

وفيما يتعلق بإيران، فقد كان من الأهمية بمكان أن نمنعها من تطوير أسلحة نووية، لأن الشيعة المنتمين للطائفة الاثنى عشرية، والذين يحكمون قبضتهم على إيران- ليسوا أقل خطورة على الأمن العالمى من تنظيمات مثل القاعدة وداعش، ولكن استراتيجية أوباما الرامية لمنع النظام الإيرانى من تطوير ترسانة نووية قُدِر لها الفشل منذ بدايتها.

ووجود إيران تتمتع بقوة نووية كان سيجعلها أكثر ميلاً ونزوعاً لاستغلال ظاهرة الإرهاب كأداة لفرض سياسات خارجية بعينها. ولربما اكتسب فيلق القدس الإيرانى المزيد من الجرأة لنشر أسلحة نووية بدائية، وأن يقدم لحزب الله أو حتى القاعدة الوسائل اللازمة لتنفيذ هجمات نووية إرهابية.

■ ما رأيك فى لجوء إدارة أوباما لحروب الطائرات بدون طيار، وما تعليقك على ما ورد بالكتاب الصادر موخراً بعنوان مجمع الاغتيالات (The Assassination Complex) الذى يوثق سقوط العديد من الضحايا المدنيين فى تلك الحروب التى نفذتها الولايات المتحدة فى ليبيا والصومال وأفغانستان؟

- من الأهمية بمكان أسر قيادات التنظيمات الإرهابية أو قتلهم، وإن كان أسرهم أكثر فائدة ونجاعة من قتلهم، ولكن هذا الخيار ليس متاحا فى كل الأوقات، ومن سوء الحظ أن يستتبع ملاحقة الإرهاب سقوط أفراد لا ينتمون إليه، ولا أعنى بهذا تبرير وقوع تلك المآسى بسقوط ضحايا مدنيين، ولكن من المهم أن نفهم أن الإرهابيين المستهدفين من تلك الضربات الجوية مسؤولون عن سقوط ضحايا أكبر بكثير من هؤلاء الذين يسقطون خلال الغارات الأمريكية.

■ وماذا عن مشروع قرار تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فى الكونجرس، ولماذا لم يمرره حتى الآن؟

- معظم مواطنى الغرب هنا لا يدركون أن جماعات مثل القاعدة وداعش ركبوا موجة صنعها ومنحها قوة الحركة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، الذى أسس الجماعة منذ البداية لغرض محدد، وهو استعادة الخلافة الإسلامية، ولجأ إلى توظيف الإرهاب لبلوغ هذا الهدف وتنفيذ تلك الأجندة، غير أن معظم الأكاديميين فى الولايات المتحدة لا يجدون أى غضاضة فى قراءة أطروحات البنا ومؤلفاته، وما يركزون عليه هو كتابات سيد قطب، بل يروجون لفكرة أن كتابات قطب لا يمكن الاستناد إليها فى تعريف وتحديد أجندة الإخوان المسلمين اليوم، ولكنهم فى رأيى سيصابون بصدمة كبيرة حين يدركون أن كتابات سيد قطب ليست إلا إسهاباً لكتابات البنا، وأدبياته.

وعند هذا الحد نجح الإخوان فى إقناع الأكاديميين والمسؤولين المنتخبين أنهم شريك يمكن الاعتماد عليه فى محاربة تنظيمات مثل القاعدة وداعش، ولكن الحقائق لا تَخفَى، والنتائج تتحدث عن نفسها، وبعد عقود من محاولات الشراكة مع الإخوان المسلمين من أجل التصدى لنفوذ السلفية الجهادية، أتمنى الآن من صانعى السياسات فى واشنطن أن يعترفوا بأن الإخوان المسلمين ليست شريكا فى جهود محاربة الإرهاب، ولندرك المفارقة المتمثلة فى أن ثانى أكبر قيادى فى جماعة الإخوان المسلمين هو من القطبيين الحماسيين، ولكن معظم الأكاديميين فى الولايات المتحدة لا يعتقدون فى مسألة أن الفكر القطبى يمثل إحدى القوى الفكرية الأصيلة لدى الإخوان.

ورغم هذا فإننى لست على يقين من ضرورة تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، إذ إننى حقاً لم أحسم هذا الأمر بينى وبين نفسى. ولكننى أؤمن بأنه يتعين على الولايات المتحدة أن توقف أنشطة جمع التمويل التى تديرها الجماعة هنا فى الولايات المتحدة، إذ إن معظم تلك الأموال يستخدم فى تقويض حكومات الدول الحليفة لنا فى الشرق الأوسط، وأعتقد أن الإخوان عملت على تعزيز قدرات ونفوذ جماعات السلفية الجهادية التى تفرض بدورها تهديدات على أمن الولايات المتحدة، أكثر مما فعلت من أجل تقويض تلك الجماعات، والدليل على ذلك تصريحات لشخص مثل يوسف القرضاوى، الذى زعم أن دعم الجهاد فى سوريا أمر واجب، ألم يدرك القرضاوى حينها أن الشباب الذين سيسافرون إلى سوريا للحرب قد ينضمون لجماعات مثل القاعدة؟ وقبل سنوات، قال القرضاوى، الذى أنكر فى عدة مناسبات وجود عروض قدمها كبار قياديى الإخوان المسلمين للشباب فى هذا الشأن، إنه من المسموح للمقاتلين الأجانب دخول العراق لمحاربة قوات التحالف الذين يعملون على إعادة الاستقرار للعراق بعد صدام حسين، ألم يفكر القرضاوى وقتها فى احتمال انضمام هؤلاء المقاتلين لداعش؟!

إن من السهولة بمكان النظر إلى مؤسسى الإخوان المسلمين فى السودان واليمن، وهما حسن الترابى وعبدالمجيد الزندانى، وكلاهما من أبرز وأهم مؤيدى القاعدة، كما أن الجامعة التى أسسها الزندانى فى اليمن أصبحت واحدة من أهم مراكز تجنيد عناصر القاعدة، وقد تم السماح لأنور الوكيلى بإلقاء محاضرات هناك، ومن هنا لا يتعين على حكومات الغرب التعامل مع الإخوان باعتبارهم أصدقاء، ولننظر إلى عدد عناصر القاعدة الذين تم الإفراج عنهم وإخراجهم من السجون فى عهد محمد مرسى، وأحد هؤلاء الذين تم الإفراج عنهم رفاعى أحمد طه، الذى وقع على فتوى أسامة بن لادن عام 1998، التى أعلن فيها الحرب على الغرب، وقُتل أثناء لقائه ببعض أعضاء جماعة خراسان فى سوريا. وأيضا محمد شوقى الإسلامبولى الذى يعتقد مسؤولون أمريكيون أنه أحد أعضاء جماعة خراسان.

■ من تدعم من مرشحى الانتخابات الرئاسية، ولماذا؟

- فى الواقع لم أقدم أى تبرعات أو دعم لأى حملة انتخابية، ولكننى أخشى من أن يؤدى وصول هيلارى كلينتون للحكم إلى السماح لمسؤولين غير أكفاء بالصعود لتولى مناصب مهمة داخل مجتمع مكافحة الإرهاب، مثلما حدث خلال فترة حكم أوباما، واستمرار هؤلاء فى مناصبهم بعد وصول كلينتون للبيت الأبيض.

■ ما مدى شعبية ترامب لدى الكونجرس، وكيف ترى تصريحاته بشأن المسلمين وبناء جدار عازل؟

- أعتقد أن ترامب كان بحاجة لأن يكون أكثر تحديداً فى توضيح ما يرغب القيام به لمنع القاعدة وداعش من استغلال سياسات الهجرة، وأوافق على أن هناك الكثير مما يجب القيام به لمنع الإرهابيين من المناورة فى محيط الدول الغربية، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، كما أتفق معه فى حقيقة أنه يتعين علينا اتخاذ تدابير أفضل من أجل التصدى للتدفق غير الشرعى للأفراد، وتهريب المواد المحظورة مثل المخدرات، ولكننى لا أعتقد أن بناء جدار مثلما دعا ترامب سيحل المشكلة.

■ يرى بعض الخبراء أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ساهمت فى تعزيز الإرهاب بسيناء، إلى أى مدى تعتقد فى صحة هذا الرأى؟

- الواقع أن الجماعات الإرهابية ستستمر فى فعل أى شىء بمقدورها من أجل زعزعة استقرار بلدان مثل مصر، رغم أن داعش والقاعدة يشتركان فى هذا الهدف، فإن داعش يعمل بشكل أكبر من القاعدة لتحقيق هذا الهدف فى مصر، ولو ألغيت معاهدة السلام، فإن التهديدات التى تفرضها عناصر السلفية الجهادية فى مصر ستزيد بشكل أكبر.

■ كخبير مكافحة إرهاب، ما أفضل الحلول التى من شأنها منع داعش والجماعات الإرهابية من الانتشار، وما الاستراتيجيات الصحيحة للتعامل مع الإرهاب العالمى؟

- بالطبع منع عناصر «داعش» من التمتع بمقدرات إرهابية أرضية وإلكترونية يعد أهم خطوات التقليل من المخاطر التى يفرضها التنظيم، ولو منعنا «داعش» من السيطرة على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، فلن يمكنه أن يردد مزاعم استعادة «الخلافة»، كما أن منعه من استغلال التواصل الاجتماعى الإلكترونى التى يستخدمها لتعزيز القاعدة الداعمة له فى العالم أمر مهم، غير أنه يتعين على المؤسسات الإسلامية فى العالم بذل المزيد من الجهود لتقويض الجماعات الإرهابية، وتلك هى أهم الخطوات التى ينبغى اتخاذها من أجل التصدى للتهديدات التى يفرضها التنظيم. إذ إن الولايات المتحدة تضخ أموالًا ضخمة لبرامج «محاربة التطرف العنيف» دونما دعم ملموس من السعودية والمؤسسة المؤثرة، مثل الأزهر الشريف.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل