المحتوى الرئيسى

نورت.. يا قطن النيل «٢-٢» | المصري اليوم

08/29 21:56

نشرنا أمس الجزء الأول من المقال حول محصول القطن، وصناعة الغزل والنسيج، حيث استطاعت هذه الصناعة أن تستوعب ثلث عمالة مصر!! وتفرعت عنها صناعات وأنشطة متعددة.. منها مصانع عصر بذرة القطن لإنتاج زيت الطعام «الفرنساوى»، ولذلك لم نكن نستورد زيوتاً للطعام، بينما نحن الآن نستورد 95٪ مما نستخدم من زيوت.. أما بقايا العصير.. فقد حولناها إلى أفضل علف للحيوان، ونطلق عليه اسم «الكُسب»، وهو علف غنى بالبروتين والزيوت!!

وقامت أساطيل نقل نهرى وبحرى ضخمة لنقل القطن إلى المحالج ثم إلى المصانع، ونقل الزيت والكسب.. بل النقل الخارجى، إذ نجحت مصر فى تصدير نسبة كبيرة من الغزل إلى العالم.. بعد أن كنا نصدره على شكل قطن خام، أى قطن شعر.. وحتى حطب شجيرات القطن فكرنا فى استخدامها فيما يعرف باسم الخشب الحبيبى لإنتاج الموبيليا، بل أقمنا محال لبيع منتجات هذه المصانع فيما عرف باسم «شركة بيع المصنوعات المصرية»، لنواجه انتشار سيطرة الأجانب على محال التجزئة الشهيرة.

ولكى نستكمل المنظومة، كان الرجل متكامل التفكير، فأنشأ شركة مصر للطيران.. ثم مصر للتأمين على الحياة، بل مصر للتمثيل والسينما لإنشاء الأفلام وفتح دور السينما.. بل المسارح، وفى مقدمتها: المسرح القومى.

■ ■ كل ذلك أقمناه على «منتج زراعى واحد»، ترى ماذا نعرف الآن عن مصير هذا القطن، الذى أهملناه وانخفضت المساحة المزروعة بالقطن من مليون و300 ألف فدان إلى 300 ألف فدان فقط، أى أهملنا مليون فدان بالكامل؟! وهذا من أسرار تخلفنا. وأصبحنا دولة مستوردة للقطن - متوسط وقصير التيلة.. وأهملنا تصدير القطن طويل التيلة، أى نستورد الآن قطن البيما الأمريكى والقطن الهندى والباكستانى.. وخسرنا - غير القطن - أهم مصدر لإنتاج زيت الطعام!! وبالتالى حدث الخلل فى الميزان التجارى.

■ ■ وكنا نصدر البصل طازجاً ومجففاً وبودرة.. الآن ما هو مصير البصل.. وكذلك، تخيلوا أننا نستورد عبوات «الكاتشاب» الذى يغرم به كل الشباب.. ومازلنا نستورد صلصة طماطم من إيطاليا وإسبانيا والصين، رغم أننا من أكبر منتجى الطماطم فى العالم..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل