المحتوى الرئيسى

جوليا بطرس... شمس حقّ لا تغيب

08/29 21:37

لها من العظمة دروسٌ ما قاربها فنانٌ، لها من الموهبة سرّ ما فكّ رموزه أحد، لها من العزّة مجدٌ هادرٌ ولها من الجمال رقي ما أعطي لأحد. هذه هي فنانة الملايين ونجمة الثمانية آلاف شخصٍ الذين شكلوا تظاهرة جماهيرية في أضخم المهرجانات الصيفية على واجهة ضبيه البحرية.

هو الموعد نفسه كلّ عامين، لقاءٌ يخلّد ذكراها تاريخياً. وفي كلّ مرّة، تحمل معها جعبة من الرومانسية والعنفوان لتنشرها في أرجاء المسرح. جوليا بطرس صاحبة القضية الثورية، سيدة الاحساس أطلت ضمن حفلٍ غنائيّ متكاملٍ بمواصفاتٍ عالمية، برفقة 160 عازفا من Philharmonic orchestra of armenia، بقيادة المايسترو هاروت فازليان، اضافة الى الكورال المؤلف من 40 شخصا، لتنضمّ فرقة Taiko drummers اليابانية الى الساحة مع أغنية "أحبائي" التي هزّت المدارج، فتحوّل الحدث حالة استثنائية ترك بصمة تكفي للسنتين المقبلتين.

أكثر من 18 أغنية تفاوتت بين الحبّ والأغاني الوطنية، عرفت كيف تخترق القلوب بصوتها الجبار، فدقّت رومانسية وصدحت ثورية. جوليا بطرس التي عادة ما تكتفي بأعمالها لتغمز على أفكار تخالجها، أرادت هذه المرّة أن تكسر القاعدة، فتنوّعت كلماتها بين ردّ الجميل لزوجها "وينك يا الياس"، والتنويه بإبداع شقيقها "توأم روحها" زياد، مستغلة الظرف لتقديم "كاتمة أسرارها" صوفي بطرس الى جمهورٍ تفاجأ بالصوت "الملائكي" الذي تحمله شقيقة جوليا. ولأنّه شاء القدر أن يتزامن تاريخ حفلها مع عيد ميلاد ابنها، أرادت أن تعكس ما تحتضنه من حنانٍ وحبّ له، فتشاركت مع جمهورها معايدته على طريقة "سنة حلوة يا سامر".

أمّا الشقّ الآخر من حديثها فلم يخلُ من الاستنكار لكلّ شكلٍ من أشكال العنف والدمار، فسجّلت صرخة للعدالة في وجه الظلم "أنا مين".

على مدى ساعتين رددت جوليا أغاني لتشبع جمهورها المتعطش للفنّ الأصيل، ولكلّ تفصيلٍ منها. جمهورٌ اشتعل حماسة فانقطعت أنفاسه مع أغنية "أنا بتنفس حرية" لتبقى "شمس الحق".

وككلّ مرّة، حين تنسدل الستار على حفلٍ بطلته جوليا بطرس، ينتقل المسرح من حيثما كانت الى مجتمعٍ يقول فيها الكثير الكثير.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل