المحتوى الرئيسى

أنا سواريز (6) - "لست عنصريا يا إيفرا.. أنت لم تفهم معنى Negro"

08/29 15:46

نيجرو.. هل استخدمت كلمة Negro في نقاش بالإسبانية مع باتريس إيفرا في 15 أكتوبر 2011 بمواجهة ليفربول ومانشستر يونايتد؟ الإجابة هي نعم.

هل كلمة تحمل كلمة Negro في الإسبانية نفس معناها في الإنجليزية؟ لا.. بكل تأكيد لا.

هكذا يفسر سواريز واقعة اتهامه بالعنصرية في الكتاب الذي أصدره نجم برشلونة عن حكايته.

يمرر ويصنع ويسجل الأهداف، هذا ليس كل شئ، فهو يصنع الحدث أيضا. إنه العضاض.. لويس سواريز.. المهاجم الأفضل في العالم كما يصنفه البعض، لديه من حكاياته أسرارا أخرى يرويها بنفسه.

في تلك السلسلة، سيستعرض لكم FilGoal.com أهم ما ورد بكتاب لويس سواريز.

كل ما يلي يرد على لسان نجم أوروجواي:

ارتعبت حينما أدركت اتهامي بالعنصرية. لا زلت أشعر بالحزن والغضب من التفكير في أن هذه البقعة ستظل عالقة بمسيرتي للأبد.

أدركت أن هناك مشكلة حينما اقترب داميان كومولي مني عقب المباراة وسألني إذا ما كان شيء ما حدث بيني وإيفرا. في البداية لم أتمكن من تذكر شيء محدد. كنت دخلت في نقاش.. حسنا عدة نقاشات معه أثناء المباراة، وحينها قال لي كومولي: "إنهم يشتكون من كلمات عنصرية".

ما حدث أن إيفرا ذهب نحوي أثناء ضربة ركنية ليسألني لماذا ركلته؟ أعتقد أنه من النفاق حينما يقدم مدافع لا يتوقف عن ركلك طوال المباراة على الشكوى من تعرضه لركلة. في تلك اللحظة استخدمت كلمة Negro.

تلك الكلمة ليست مثل Nigger في الإنجليزية. لم أستخدم هذه الكلمة مطلقا. Negro في الإسبانية تعني أسمر أو اللون الأسود طالما لم تكن مصحوبة في الأساس بسباب. من الممكن أن تستخدم تلك الكلمة للحديث عن شخص أسمر أو أسود الشعر.

زوجتي تناديني في بعض الأحيان بهذه الكلمة وجدتي اعتادت على مناداتي بـ Negrito (أسمراني).

يوجد الكثير من اللاعبين في أمريكا اللاتينية الذين يحملون لقب El Negro مثل الأسطورة أوبدوليو فاريلا قائد أوروجواي في مونديال 1950. عادة ما تستخدم هذه الكلمة بشكل ودي.

النقطة الأهم أنه هو ما قلته بالفعل بعد سؤال إيفرا. حينها أجبته سؤاله بسؤال وقلت "لماذا يا Negro؟" لم أقل أبدا "لأنك زنجي"، ولكن لم يكن أحد لديه وقت لهذه الدروس اللغوية حينما تعرضت للإدانة بالعنصرية.

صحيح أن إيفرا غير اتهامه لاحقا، ولكنه قبلها قال أنني استخدمت كلمة "nigger" (زنجي) خمس مرات. الحقيقة أنني قلت كلمة Negro مرة واحدة وداخل الإطار الذي شرحته دون أي عنصرية.

أخبرت كومولي بما حدث وهو أبلغ كيني دالجليش وأخبر الثنائي الحكم وهذه هي نسخة الأحداث التي وصلت للمحكمة. لماذا لم أذهب لغرفة الحكم بعد المباراة؟ لأن أحدا لم يخبرني بأن أفعل هذا. بعيدا عن كل هذا كانت هناك 25 كاميرا لمراقبة المباراة وثلاثة متخصصين في قراءة الشفاه ولم يعثر أي منهم على ما اتهموني به.

لا يتحدث إيفرا أيضا الإسبانية بشكل جيد وحينما جاء لي قرر بدء النقاش بهذه اللغة وقال حرفيا: "لماذا أنت تضرب أنا؟". إذا لم تكن قادرا على الحديث بالإسبانية فلا يجب عليك اتهام أحد بأنه سبك بهذه اللغة!

خلال الأيام التالية أدركت مدى خطورة الأمر وقررت عدم النطق بكلمة إضافية. ربما كنت لأقول الكثير من الأشياء.. ربما كان يجب أن أقول الكثير من الأشياء، ولكن النادي طلب مني الصمت وكنت أظن أنه من الأفضل ألا تعلق وأنت مستاء.

لم يستخدم أي مدافع بعد هذه الواقعة سواء كان أسمر أم أبيض هذه الواقعة ضدي. لم يكن هناك أي استفزازات، بل أن اللاعبين السمر كانوا يأتون لتبادل القمصان معي بعد المباريات. هذا الأمر أسعدني كثيرا، ولكن كنت أعي أنه لا يجب على أن أبدو قلقا للغاية لنزع تهمة العنصرية عني.

أوقفوني في النهاية لمدة ثماني مباريات ولكن الأسوأ من هذا أنه وسموني بصفة العنصرية طوال حياتي". من الممكن أن تدعوني "العضاض" أو "صاحب الفم الكبير" أو "الغطاس". توجد أدلة على هذا، ولكن وصفي بالعنصرية أمر مؤلم جدا.

بعد إعلان العقوبة كتبت خطابا مفتوحا وتحدثت فيه عن الأمر ولكن لم أعتذر أبدا لإيفرا لأنني كنت أعتبر أنني لم أتعرض له بأي إساءة. إذا ما كانت هناك فرصة ما للمصالحة بيننا، فإنها مرت بالفعل في مواجهة مانشستر يونايتد التالية في فبراير 2012. سألتني زوجتي قبل المباراة "هل ستحييه؟" وأجبتها "نعم ليس لدي مشكلة في هذا".

أثناء التحية بين لاعبي الفريقين مد ايفرا يده للجميع ولكنه خفضها حينما اقتربت. حيا جوردان هيندرسون الذي كان أمامي ثم أنزل يده وأبعدها عني.

كانت يدي ممدودة على نفس المستوى ولكنه خفض يده. قلت لنفسي "حسنا. إنه لا يرغب في هذا" وأكملت سيري. بمجرد مروري بدأ الـ"شو" بجذبي من ذراعي والاحتجاج كما لو كنت لم أقم بتحيته. نظر نحو السير أليكس فيرجسون ليرى إذا ما كان والده الحبيب يشاهده. كانت خدعة وسقطت ضحيتها.

لم يكن برندان رودرجرز صاحب اسم كبير ولم أعرف الكثير عنه ولكن سوانزي سيتي كان فريق يتميز بطريقته الجذابة في اللعب. كان مختلفا خاصة وأنه فريق حديث الصعود. واحدة من أخر مباريات موسم 2011-2012 كانت أمام سوانزي. قابلت برندان في الممر بعد المباراة وقال لي بالإسبانية: "أنت لاعب ممتاز. تهانينا". أتذكر أنني حينها قلت لنفسي "مدرب سوانزي يتحدث الإسبانية؟ يا له من أمر شيق".

كانت أول محادثة بيننا عقب تعيينه قصيرة ولكنه كان يرغب في الحديث بخصوص شائعات انتقالي ليوفنتوس. حينها كان مر موسم ونصف على تواجد في الدوري الإنجليزي ولم أكن أفكر في الرحيل، لذا أخبرته بأنني مستمر مع ليفربول.

حدثني برندان بالإسبانية وقال لي إن أمنحه وقتا وأنني سأحب كيف سيلعب ليفربول معه: تحريك الكرة نحو الأمام على الأرض وليس في الهواء والاستحواذ وتقديم كرة قدم هجومية. حدثني بالتفصيل لاحقا عما يرغب في القيام به وحينها أدركت أن كل شيء سيصبح مختلفا.

كانت فلسفته باختصار كالتالي: لديك خط دفاع رباعي يلعب قلباه خارج المنطقة وحارس يجيد اللعب بقدميه (حينها كان بيبي رينا)، فيما أن أحد لاعبي الوسط يمكنه التراجع بحثا على الكرة، أما إذا ما كان مراقبا فزميله سيفعل هذه المهمة.

إذا ما كان لديك 30 مترا من بداية مكان تواجد الحارس وحتى منتصف الملعب وإذا ما كان اللاعبون يجيدون التعامل مع الكرة فإن الخصم سيضغط عليك كأقصى حد برجلين. لن يتقدم أحد أخر.

إذا ما كنت ممرا جيدا وتتمركز بالصورة المناسبة فستكون عملية افتكاك الكرة منك شبه مستحيلة. لماذا؟ لأنك تتمتع بأفضلية عددية ودائما ما ستجد خطا مفتوحا لتمرير الكرة، ما يسمح لك بالتقدم في الملعب.

مع سقوط لاعب وسط في الفراغ الذي يخلقه قلبا الدفاع وعند فتح اللعب يتحول الحارس إلى لاعب إضافي في الملعب. بهذه الطريقة يمكنك تحريك الكرة نحو الأمام. استمعت إليه وأقنعني. الأمر بدا بسيطا للغاية ولكن لم يشرحه لي أحدا قبل ذلك بهذه البساطة.

قلت لنفسي: "هو محق.. من المستحيل في مساحة 30 مترا ومع اللاعبين الذين يمتلكهم ليفربول ومهارة رينا في اللعب بقدميه أن يتمكن أحد من انتزاع الكرة منا، إلا إذا ما ارتكبنا أخطاء بالطبع".

خلال الأيام التالية كانت هذه قاعدة عملنا مع برندان. كان هذا هو حجر الأساس في إنشاء أسلوب جديد، ورغم أن النتائج في البداية لم تكن مقنعة، إلا أننا كنا نلعب بصورة أفضل وهذا الأمر زاد من حماسي.

كانت فلسفة برندان تعتمد على اللعب الهادىء والحفاظ على الاستحواذ ومحاولة استعادته عبر الضغط، وليس اللعب بسرعة وذعر مثل الموسم السابق، بل البحث عن المساحات في الوقت المناسب.

كان الأسلوب الجديد يخدمني بشكل جيد. فحينما تلعب في إنجلترا حيث تجد كل المدافعين ضخام الجثة فإن الكرات الطولية ليست جيدة بالنسبة لي، ولكن الكرة السريعة الممررة من أي طرف في الملعب تجاهي كانت ملائمة للغاية.

كنت أحتاج لأن تظل الكرة على الأرض وبرندان كان يدرك هذا وعمل معي على تطوير وتحسين تحركاتي لعزل المدافعين. هذا الأسلوب لم يكن مناسبا لأندي كارول لهذا بحث لنفسه عن حل ورحل نحو وست هام. كان المدرب أمينا معه وهذا دائما شيء جيد. إذا لم تكن تنوي استخدام لاعب ما فمن الأفضل أن تخبره.

برندان أظهر أيضا بعض المرونة حيث كان يقوم ببعض التغييرات وفقا لهوية الخصم. إذا ما كان المنافس يلعب بمهاجم واحد في الأمام فكان المدرب يلعب بثلاثة مدافعين ويستخدم الرابع لزيادة سعة وعمق الهجوم.

كنت أشعر بالحماس بسبب تغيير الأسلوب فيما كان القلق يسيطر على البعض، ولا أقول أنهم كان لديهم هذا الشعور بسبب قصة الأظرف الثلاثة. لمن لا يعرفها فهي حدثت خلال فترة الإعداد حيث عرض علينا رودرجرز ثلاثة أظرف وقال إن داخلها أسماء ثلاثة لاعبين سيخذلون الفريق طوال الموسم.

أضاف حينها أن واجب كل منا ألا يظهر اسم أي منا داخلها وأنه في نهاية الموسم سيفتح الأظرف وسنرى الأسماء الموجودة بداخلها. لم يسبق وأن شاهدت أي مدرب يقوم بهذا الأمر. بكل تأكيد تحدث اللاعبون عما فعله بعد ذلك.

لم نعرف أبدا ما الذي كان مكتوبا في هذه الأظرف. ولكن أعتقد بل وأنا متأكد من أن هذه الأظرف كانت فارغة وأن ما فعله كان أحد طرق تحفيزنا.

كان العمل مع رودجرز في البداية رائعا ولكن النتائج لم تكن كذلك. خسرنا أول مباراة أمام وست بروم بثلاثية نظيف وبعدها لم نفز في أي مباراة من أول خمس مواجهات وأخرها الخسارة من مانشستر يونايتد بهدفين لواحد في أنفيلد.

في بعض الأحيان يلعب الحظ دوره ولكنه لم يقف بجانبنا بالمرة. هذه هي اللحظات التي يقع فيها الإيمان بالأسلوب الجديد تحت الاختبار. كانت لدي قناعة بأنه على المدى الطويل ستسير الأمور بشكل جيد. الأسلوب الجديد وكل هذا العمل الشاق والتحليل في فترة الإعداد سيأتي مردوده.

واجهنا بعدها نورويتش وفزنا بخمسة أهداف لاثنين في كارو رود وسجلت هدفين. كانت هذه المباراة بمثابة نقطة تحول بالنسبة لنا ودليل على أننا نتحسن. صحيح أننا بعدها فزنا بمباراة من أصل خمس ولكننا لم نخسر. تعادلنا مع تشيلسي بهدف لمثله وايفرتون بهدفين لمثلهما.

كانت الأمور تتحسن وكنا نشعر أن شيء ما ينقصنا. القائمة كانت قصيرة وأي إصابة كانت ستضع الفريق في خطر، لذا حينما تعاقدوا في يناير مع دانييل ستوريدج وفيليبي كوتينيو كنا في قمة السعادة.

اندهشت من أول مرة تحدثت فيها مع ستوريدج في ميلوود لأنه قال لي "معا يمكننا القيام بشيء كبير". من الطبيعي أن يشعر اللاعبون بأن الصفقات الجديدة تأتي لتنافسهم وأنا لست مختلفا وأظن أن دانييل كذلك أيضا.

الدفع بنا معا كان يعني إدخال تغييرات ولم أكن واثقا بخصوص هذا الأمر منذ البداية. سألني برندان إذا ما كان بإمكاني لعب بعض المباريات على اليمين أو اليسار بل وكصانع ألعاب. أعتقد أنني لعبت مرات أكثر كصانع ألعاب، والسبب وراء هذا بصورة أساسية كان لكي نلعب نحن الاثنان معا.

حينما سألني برندان قلت لنفسي "ولكن انتظر. أنا المهاجم الصريح". رودرجرز كان ذكيا في تقديم عرضه وفكرته حيث قال "لويس نحتاج لمهاجم أخر لكي لا نعتمد عليك أنت فقط وأيضا لخلق المزيد من المساحات لك". قبلت هذه النظرية طالما أنها ستساعدني أنا والفريق.

في البداية كان يلعب دانييل في القلب وأنا على أي من الطرفين ولكن أنا لا يمكنني اللعب كجناح. لا زلت أميل نحو اللعب في قلب الهجوم. يمكنني لعب مباراتين أو ثلاثة كجناح ولكن في الرابعة سأشعر بالاستياء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل