المحتوى الرئيسى

سيد قطب.. شهيد ما كتب تعيس الحب

08/29 13:21

"لن أعتذر عن العمل مع الله"، "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة".. الأولى قالها لعبدالناصر، والثانية اعتاد استخدامها بكتبه، إنه المفكر الإسلامي "سيد قطب" شهيد المفسرين كما لقبوه.

أُعدم سيد قطب وسط مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين صدر ضدهم حكم الإعدام بعد اتهامهم بقلب نظام الحكم في فجر مثل هذا اليوم منذ ما يقرب من خمسين عامًا.

الكاتب والأديب والمنظر إسلامي والعضو السابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين، ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط، بها تلقى تعليمه وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين بالقاهرة، ونال شهادتها والتحق بدار العلوم، وعمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين، وشهد عهده بالوزارة خلافات عدة مع العاملين نظرًا لميوله الإسلامية ليقدم استقالته فيما بعد، ويقوم مجلس إدارة الثورة بقبولها، ومن ثم اعتقاله والحكم عليه بالسجن 15 عامًا.

لم يهنأ قطب داخل محبسه حتى على النوم، حيث واجه قطب شتى أنواع التعذيب من قبل المحققين، وبالرغم من كل ما عاناه إلا أن الأمر لن يقلل من عناده ومثابرته؛ حيث رفض قطب وجود محامين أجانب وممثلي هيئة الدفاع عن حقوق السجين، عن المرافعة عنه، ومن ثم تمت مساومته قبل تنفيذ الحكم على الاعتذار ولكنه رفض.

ولم تكن بدايته الحزبية مع جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه إثر خلاف مع بعض الأعضاء، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معها نشاطها السياسي الذي بدأ منذ 1954 إلى 1966 وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم والتخطيط لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستلام الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام 1966.

وما بين الحياة الأدبية والسياسية عاش "قطب" والذي مر بمراحل أدبية متأثرًا بعباس العقاد ومنها إلى  مرحلة فكرية ثم توجه للأدب الإسلامي وصولا ًإلى المجال السياسي، حتى صار رائد الفكر الحركي الإسلامي أو ما يعرف بالقطبية.

لم يشفع له زعماء الدول الإسلامية حتى يوقف الرئيس جمال عبدالمناصر حكم الإعدام، حيث توسط له الملك فيصل بن عبدالعريز، ملك السعودية ورئيس العراق عبدالسلام عارف ورئيس الجزائر هوارى بومدين وآخرون، لكن "عبدالناصر" رفض وأصر على أن يعتذر سيد قطب عن أفكاره وكتاباته لكن سيد قطب قال: "لن أعتذر عن العمل مع الله"، وكانت هذه العبارة آخر كلماته، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام فيه في صباح يوم 29 من أغسطس.

وفي حياة قطب أسرار أخرى غير السياسة، حيث ظل طوال حياته تعيس الحب، وذاق طعمه ثلاث مرات دون زواج البداية في سن الرابعة عشر عرف سيد أول محبوبة، وهي من أهل قريته "موشا" في محافظة "أسيوط"، لكن هذا العشق لم يدم، فانتقل سيد على إثر ذلك القدر إلى القاهرة ليكمل تعليمه في مدرسة المعلمين، مرت من الأعوام ثلاثة ثم عاد سيد إلى قريته ليجد الفتاة التي أحبها وقد تزوجت.

وفي القاهرة شهد "قطب"، قصة الحب الثانية وهي التي رسم صورتها في روايته "أشواك"، قائلًا: "لم تكن ممن يحسبهن العرف جميلات لكن كان هناك في وجهها جاذبية ساحرة، كانت خمرية اللون، واضحة الجبين، وفي عينيها وهج غريب؛ تطل منه إشراقة ساحرة" حيث قرر خطبتها، ليفاجأ في ليلة الزفاف باعتراف العروس أنها تحب شخصًا آخر "ضابط في الجيش".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل