المحتوى الرئيسى

مهرجان «القلعة للموسيقى والغناء» في القاهرة.. عودة القطط الصغيرة

08/29 01:11

على الرغم من ضبابية المشهد الثقافي في مصر، إلا أن الموسيقى ألهبت صيف «المحروسة» بمهرجانات عديدة، آخرها «مهرجان القلعة للموسيقى والغناء» (17 آب ـ 3 أيلول). فعالية يتعانق فيها عبق التاريخ مع روح الفن، عبر 33 حفلة يستضيفها «مسرح المحكى» في قلعة صلاح الدين الأيوبي، المطلّة على القاهرة من السفح الغربي لجبل المقطم، وهي الدرّة المعمارية التي شهدت أحداثاً تاريخية فارقة، منذ تأسيسها على يدّ صلاح الدين الأيوبي 1172م، هي اليوم منصة حيوية للثقافة والفن، بعدما أقامت وزارة الثقافة «مسرح محكى» ضمن النطاق الشمالي للقلعة.

وفي اليوبيل الفضي له، حافظ المهرجان على تنوّعه من خلال تقديم مختلف أشكال الفن بدءاً من علي الحجار وفتحي سلامة مروراً بالفرق الموسيقية المستقلة وصولاً إلى الوجوه الناشئة القادمة من برامج المسابقات التلفزيونية، الأمر الذي يستقطب الجمهور من مختلف الشرائح، في ظلّ تذكرة مقبولة السعر قياساً مع باقي المهرجانات. الفعالية تنظمها «دار الأوبرا المصرية» برعاية وزارتي الثقافة والآثار، وقد حضر الافتتاح خالد العناني وزير الآثار وحلمي النمنم وزير الثقافة الذي أكدّ خلال الافتتاح أن الموسيقى جزء أصيل من الثقافة والحضارة المصرية، وقد وعت الدولة هذا الأمر بدليل استمرار هذه الفعالية الموسيقية حتى اللحظة، برغم كلّ المتغيّرات.

استهلّت فرقة «القطط الصغيرة» «Les Petits Chats » المهرجان عائدة بالجمهور إلى سبعينيات القرن الماضي بالأغاني التي قدّمتها، شارك فيها عزت أبو عوف، ووجدي فرانسيس، وصبحي بدير، وصادق قلليني. «Les Petits Chats» هي أول فرقة مصرية تغني الموسيقى الغربية، تأسست نهاية ستينيات القرن الماضي على يد عدد من الأسماء التي باتت بعد حين علامات في تاريخ الفن المصري: عمر خورشيد، عزت أبو عوف، عمر خيرت، وجدي رمسيس، جورج لوكاس، وانضمّ إليهم بعد حين هاني شنودة، وشاركهم الغناء في بعض الحفلات المغني المصري اليوناني ديميس روسوس. خبا وهج الفرقة نهاية الثمانينيات لتعود عام 2010 بأغاني المطرب الفرنسي جان فرانسوا، والبلجيكي جاك بريل، والأميركي جيمس براون. المغنية التونسية غالية بن علي أتبعت فرقة «Les Petits Chats»، بوصلة أطربت متلقيها ببحة صوتها الفريدة، وقد قدّمت عدداً من الأغاني التراثية من مصر والشام.

عتبة أخرى للمهرجان كرّم خلالها عدداً من الموسيقيين الذين قدموا إنجازات في تاريخ الفن المصري، منهم المايسترو شريف محيي الدين مؤسس «مهرجان القلعة» ومديره من عام 1989 إلى العام 2001، وقد حرص خلال تلك السنوات على أن يكون المهرجان منصة لالتقاء أشكال الفنون الموسيقية كافة ودعامة للكثير من الفرق الموسيقية الجديدة. قدّم محيي الدين إنجازات موسيقية عدة أهمها «فانفار» أول عمل موسيقي يفتتح دار الأوبرا 1988، وفي عام 2005 قدم أوبراه الثانية عن قصة نجيب محفوظ «ميرمار» في الاسكندرية والقاهرة، وفي عام 2011 قدّم أوبرا «السقا مات» عن يوسف السباعي، وخلال صيف 2004 أصدر مجموعة أعماله الكاملة في 6 أسطوانات تضمّ مؤلفاته للآلات المنفردة وأعمالاً للموسيقى الإلكترونية وأعمالاً أوركسترالية.

وكرّم المهرجان المايسترو مصطفى ناجي، موسيقي ترك بصمة واضحة مذ بدأ كعازف للتشيللو ثم قائداً‮ للأوركسترا السيمفوني ثم رئيساً‮ للبيت الفني، فيما بعد تولى رئاسة الأوبرا المصرية بعد إنجازات أغنت الساحة الفنيّة‮، كما‬ صمّم الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية منها «الهجامة» إخراج محمد النجار 1992، «شحاتين ونبلاء» إخراج أسماء البكري 1991، «التخشيبة» 1984 إخراج عاطف الطيب.

كرّم المهرجان أيضاً الطارق الشامي، عازف الترومبون في «أوركسترا القاهرة السيمفونية»، ومحمد إبراهيم نصر سوليست الكمان بفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية، وفوزي عبد الله، معد ومنفذ دورات المهرجان لأكثر من 15 عاماً.‬‬‬‬‬‬

الموسيقار فتحي سلامة يطل بدوره على الجمهور المصري خلال مهرجان القلعة، الفنان الذي تفرّد في نهج موسيقي لا يشبه غيره، وذلك ليس بغريب عن شخص أولع بالموسيقى منذ الطفولة فعزف البيانو وهو في عمر السادسة، ثم سافر وتعلّم الجاز على يد باري هاريس وعثمان كريم، لتتلقفه لاحقاً مسارح مصر والعالم، مقدّماً عليها روائعه الموسيقية المضفورة من الإيقاعات الشرقية القديمة والموسيقى الالكترونية، كما ابتكر بمشاركة فرقته «شرقيات» موسيقى الجاز العربي، القائمة على الجاز الموشى بالفولكلور العربي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل