المحتوى الرئيسى

اجتراء فى تقييم الأداء

08/28 22:21

ولست أزعم -ابتداء- أننى «أبوالعُريف» الذى يفهم فى كل شىء، أو ينتقد أى شىء. فما أنا إلا إنسان آثر طوال حياته أن يقول الحقيقة وأن يدافع عن العدالة والفقراء والحرية، أو ما يعتقد هو أنه كذلك، وفى سبيل ذلك دفع ثمناً قاسياً وأنا راض بذلك وسعيد. والآن وفيما تبقى من أيام سأظل كما كنت. ويلح على أن أحاول تقييم أداء البعض ليس رفضاً أو تهجماً وإنما هو أمل فى إنقاذ مصر وشعبها مما أراه محلقاً أو مقبلاً وأخشى منه على مصر ومستقبلها. وابتداءً أعتذر للجميع فما أنا إلا مصرى لم يجد بداً من أن يقول بعضاً قليلاً مما يعتقد.

- رئيس الوزراء: ذلك العبوس دائماً والمترفع فى كبرياء مصطنع والذى يحاول أن يفتى فى كل شىء دون أن يفعل أى شىء، فهل سأل نفسه لماذا تضاعفت جرائم الفساد فى ظلاله، وأكاد أرى الفساد يرفع رأسه معلناً عن وجوده، منتهزاً فرصة ضعفه والمتغولون يتكاثرون ويستفحلون من مفسدى القمح والخبز إلى شاهبندر التجار الذى يحاول فرض إرادة غير مسئولة، ولا نسمع لسيادته لا حساً ولا خبراً. ومع اشتعال الفتنة الطائفية فى المنيا أصدر بياناً يتأوه فيه من الاعتداءات على المواطنة، لكن التأوه لم ينته إلى شىء ملموس أو فعل محسوس فسيادته لا يجيد فن الحسم. وفى ظلاله يمكن للفتنة أن تتحول إلى لهيب، فهو مستكين أمام سلفيين متأسلمين ومجرمين ورجال أمن متواطئين وتنفيذيين لا ينقصهم إلا أن يشاركوا بأيديهم فى الجرائم. لكن الخيبة الكبرى تأتى مع «شوية» عيال يسربون امتحانات الثانوية العامة ويهدرون آخر ما تبقى للحكومة من مهابة، وهو يظهر مكشراً بلا أنياب وأيضاً بلا قدرة على مواجهة الواد «شومينج» الذى ينجح دوماً فى تهديداته. ماذا تصف ذلك يا رئيس الوزراء.. اترك الأمر لمقدرتك اللغوية؟ ثم نأتى إلى ما تطبقه من سياسات اقتصادية تطارد بها الفقراء ومتوسطى الحال، وكأن بينك وبينهم تار. كل الأسعار ترتفع والكهرباء والمياه وحتى البامية تضاعف سعرها هى والكوسة خمس مرات ويتوعدنا رجالك برفع ثمن تذكرة المترو بحجة أن الخدمة يجب أن تقدم بسعر التكلفة كما يفعلون فى أوروبا ناسياً أن الأجر هناك عشرين ضعفاً على الأقل، وأن التعليم مجانى والتأمين الصحى تأمين بجد.. وفى ظل هذه الوكسة تتجلى سيادتك وتكون حازماً حاسماً للمرة الوحيدة طوال ارتياحك كابساً على أنفاسنا وتقرر أنت رفع مرتبك أنت ووزرائك ومحافظيك وكبار موظفيك.. بالذمة ده وقته. ومع الحديث عن ضرورة ربط الأحزمة يكون حزامكم أنتم مفكوكاً فوزراء سيادتك يتمشكح بعضهم فى سفريات «لأسباب ملفقة».. كمثال وزير الزراعة الذى لف أوروبا مع وفد من المحظوظين ليدرس ما لا يحتاج إلى دراسة وهو الزراعة فى الصوبات والمعلومات متاحة للجميع، وإن كان ضرورى يبعث موظف بيفهم يشوف. لكن المثل الشعبى بيقول «إن كانت المعدية ببلاش «اتفسح» فى البر التانى». والناس يا رئيس الوزراء غضبى وأنت يا رئيس الوزراء لا تهتم ولا أدرى متى ستهتم؟ هل تدرك أن ثمة خطراً داهماً قد يتفجر مع تفجر ما تبقى من صبر؟ يا سيدى «هل جئت تطلب ناراً أم جئت تشعل البيت ناراً». وأخشى أن تنفجر نيران الغضب الشعبى على يديك. فلماذا بذمتك يا شيخ لا تعلن فى صراحة خلاص مش قادر، قبل أن يأتيك طوفان الغاضبين؟

- المستقيل وأنت سيد «البروباجندا».. فاكر تصريحاتك عن وجبة الثلاثين جنيه وقد أحصيتها لك فكانت سبعمائة، وأشبعتنا حديثاً عنها ثم اختفت دون سابق إنذار، ولو أنها كانت بالفعل عزيزة عليك لنعيتها فى صفحة الوفيات «انتقلت إلى رحمة الله وجبة الثلاثين جنيه والعزاء تلغرافياً» «وزير التموين»، ثم وجبة الرز بالجمبرى، ثم ما كان فى نقاط الخبز وما كان فى كروت التموين، وكل ده كوم وحكاية الأقماح والصوامع كوم، وأسألك أنت مصدق نفسك؟ وكان سماعك لأغنية «أسألك الرحيلا».. هو الأفضل بدلاً من أن يأتى ما لا عاصم منه وأعتقد أنه سواء رحلت بمزاجك أم بغيره فسيأتى.. ما لا عاصم منه.

- رئيس مجلس النواب: ما كهذا يا رئيس النواب تكون رئاسة المجلس التشريعى، لعل الأمر كان بحاجة إلى تدريب مسبق، فأنت بصراحة «مش مالى الكرسى» وعندما تحاول الاستظراف تتفوه «دبشاً» فإن حاولت أن تكشر عن أنيابك تكتشف أنك نسيت الأنياب فى البيت. وبصراحة كده إنت صعبان علىّ. وأكتفى بأن أطلب حكمك على نفسك وعلى أدائك.. اسأل أنصح الناصحين أو اقرأ سيرة ومسيرة كل رؤساء المجالس التشريعية منذ عهد إسماعيل وحتى وصولك أنت واسأل نفسك ترتيبك كام لتجد أنها فى مسيرة الزمن الأخير، أما فى الأداء فهى لا تقارن بأحد منهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل