المحتوى الرئيسى

إنها مصر وستظل دائماً

08/28 22:21

منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013م، تطالعنا القنوات التليفزيونية بعبارات إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، التى يرد بها على الافتراءات التى وجهت إلى مصر من خلال سرد فضائل مصر ودورها التاريخى فى الذود عن عرى الإسلام. وفى شهر أغسطس الحالى، نشرت بعض الصحف والبوابات الإلكترونية مقالاً للكاتب السعودى علاء محضر بعنوان: «مصر» ليست صدفة. ويبدو أن البعض قد لاحظ أن المقولات آنفة الذكر تتعلق بوقائع من الماضى البعيد، ولذلك، نجده يعقب على عبارات «مصر ليست صدفة»، بالتساؤل عن المطلوب منا، مطالباً بوضع ما سماه «برنامج إنقاذ وطن»، مؤكداً أن المصريين أذكياء وراغبون فى أن يكون مستقبل أولادهم أفضل من ماضيهم (د. المعتز بالله عبدالفتاح، الأمل والمطلوب لإصلاح المعطوب، جريدة الوطن، السبت 6 أغسطس 2016م).

ونعتقد أن الأمم والشعوب فى فترات الانكسار التى تمر بها، تحتاج إلى أن تسترد ثقتها بنفسها، ويحتاج أفرادها إلى تذكيرهم بعناصر القوة التى تتمتع بها بلدانهم. وربما يكون من المناسب فى هذا الصدد أن يتم الإشارة إلى بعض الوقائع والحوادث المشاهدة، بدلاً من الحديث عن أمور من الماضى السحيق. فقد تم الإعلان مؤخراً عن استضافة مصرنا الحبيبة مباراة السوبر الإماراتى، يوم الثالث عشر من سبتمبر المقبل، وتجمع بين ناديى الأهلى والجزيرة. ولعل من المناسب الإشارة إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يقام فيها السوبر الإماراتى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمت كل النسخ السابقة للبطولة فى مدينة أبوظبى. وأكاد أجزم أن السبب الأساسى وراء قرار إقامة هذه المباراة فى مصر هو الاستفادة من مزية الحضور الجماهيرى الضخم، والذى يضفى على البطولة أهمية كبيرة. وقد لمست بنفسى من خلال الحوارات مع بعض الأصدقاء من دولة الإمارات العربية الحبيبة على قلوبنا جميعاً مدى البهجة والفرحة بإقامة هذه المباراة فى بلدهم الثانى مصر، وحرص الجميع على حضور هذه المباراة، التى تقام بعد بضعة أيام من إجازة عيد الأضحى المبارك. وعلى حد علمى، ورغم إقامة المباراة بعد عيد الأضحى، إلا أن لاعبى نادى الجزيرة حرصوا على السفر إلى القاهرة قبل العيد، وتحديداً يوم التاسع من سبتمبر المقبل، الأمر الذى يدل على مدى العشق الذى يكنه أبناء زايد الخير لأرض الكنانة.

وكانت القاهرة قد استضافت فى شهر مايو الماضى المؤتمر العلمى السنوى السابع لأكاديمية شرطة دبى، الذى انعقد بالتعاون مع جامعة القاهرة، واستمر لمدة يومين، وناقش موضوع «السياسة الجنائية والأمنية لمواجهة الجريمة المعاصرة». ولقد كان لى شرف الحضور والمشاركة فى هذه الفعالية الثقافية المهمة، ولمست بنفسى مدى ابتهاج الإخوة الإماراتيين بنجاح المؤتمر والزخم البالغ الذى حظيت به الجلسات والحوارات والمناقشات بسبب حرص معظم رجال القانون فى مصر على حضور المؤتمر والحضور المثمر لأبنائنا طلبة القانون بكلية الحقوق فى جامعة القاهرة.

وأثناء إقامتى بالعاصمة الفرنسية لإعداد رسالة الدكتوراه، كان لى صديق سورى يقوم بإعداد رسالة دكتوراه فى الهندسة عن موضوع الأنفاق. وقد ذكر لى هذا الصديق أن أحد المسئولين فى الشركة الفرنسية المنفذة لمترو الأنفاق بالقاهرة قال له إن دولة الجزائر فكرت فى تنفيذ مشروع مترو الأنفاق قبل أن تفكر فيه القاهرة بسنوات. ومع ذلك، فقد تأخر تنفيذ المشروع فى الجزائر عنه فى القاهرة. وذكر هذا المسئول أن شركته تفضل تنفيذ مشروع لمترو الأنفاق بالقاهرة والحصول على حق امتياز استغلال المشروع لمدة عشر سنوات، عن أن تنفذ ذات المشروع فى مدينة الجزائر لمدة أطول. وتبريراً لذلك، ذكر هذا المسئول العديد من المزايا التى تمتاز بها مصر، حيث التربة طينية، لا هى بالرملية السائلة، ولا هى بالصخرية الصلبة، الأمر الذى ييسر مهمة الحفر ويخفض تكلفة عمل الأنفاق. كذلك، فإن عدد السكان الكبير يجعل العائد الاقتصادى للمشروع كبيراً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل