المحتوى الرئيسى

رحلات مدنية إيرانية بأرقام مزيفة تنقل سلاحًا إلى دمشق

08/28 17:30

في وقت تبحث فيه طهران استثمار الاتفاق النووي لتطوير الطيران الإيراني، جددت مصادر إعلامية أمريكية المخاوف من حصول شركات طيران على صلة بالحرس الثوري على طائرات تساهم في تهريب الأسلحة إلى مناطق تشهد تدخلًا إيرانيًا، فيما كشف تقرير أمريكي جديد أن شركة "ماهان" المقربة من الحرس الثوري لا تزال تواصل رحلاتها السرية عبر استخدامها أرقام رحلات مزيفة إلى دمشق لنقل معدات عسكرية.

جاء ذلك ضمن تقرير جديد لمجلة "فوربس" المختصة بالشؤون المالية والاقتصادية، حيث سُلِّط الضوء على دور شركة "ماهان" في إرسال الأسلحة والمسلحين إلى سوريا، في وقت تتجه طهران لإبرام صفقات كبيرة قد تحصل بموجبها على 500 طائرة مدنية.

وحذرت مجلة "فوربس" من استغلال إيران التي ما زالت تسعى وراء غاياتها المثيرة للقلق الدولي للاتفاق النووي، مضيفًا أن إيران "تظل أشد الدول رعاية للإرهاب في العالم وما زالت واحدة من الدول على مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال لعام 2016، وفقًا لتقرير صادر حديثًا، والذي يقيم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب في 149 بلدًا"

وينشر التقرير بالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي أعرب فيها عن قلق أمريكي تجاه نقل السلاح الإيراني إلى اليمن، القلق الأمريكي رافقه قلق دولي من نشاط إيران في تأجيج صراعات تشهدها عدة دول عربية في المنطقة تقول طهران: إنها "تدافع هناك عن أمنها ومصالحها القومية وحدودها الآيديولوجية.

وعادت "فوربس" إلى فتح أكثر الملفات إثارة للجدل وهو سجل "ماهان إير" خط الإمداد الجوي الأهم لقوات الحرس الثوري في سوريا، وبالتزامن مع ذلك أعلنت طهران الخميس أن "عقد صفقة إير باص في مراحله النهائية" وفقًا لما أوردته وكالة "فارس" عن وزير النقل الإيراني عباس آخوندي، كاشفًا عن زيارة مرتقبة لوفد من الشركة إلى إيران لإبرام الصفقة التي تحصل بموجبها على 118 طائرة تجارية.

في هذا الصدد تدعو "فوربس" شركة "بوينغ" إلى التفكير مرتين قبل إبرام الصفقات مع أخطر الدول الراعية للإرهاب في العالم، خاصة أنها قامت وتقوم بدور خطير عبر طائراتها التجارية في تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وإشعال الحرب الأهلية الدموية هناك.

ويعد نقل السلاح من أهم أنشطة الحرس الثوري وذراعه الخارجية فيلق "القدس"، حيث أصدرت الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية عدة قرارات تطالب فيها إيران بوقف تصدير السلاح، منها القرار 1747 (2007) والقرار 1929(2010) والقرار 2105 (2013)، وشملت القرارات الصادرة ضد تهريب الأسلحة الإيرانية أي شركة ملاحة جوية أو بحرية أو برية تساهم بنقل السلاح، ومن ضمنها "«ماهان إير" للطيران.

لكن الحرس الثوري حاول الالتفاف على قرارات الأمم المتحدة بأساليب مختلفة أهمها استغلال شركات الطيران التي يعتبر المستثمر الأساسي فيها خلال السنوات الأخيرة التي شهدت ظهور عدة شركات تنافس شركة الطيران الوطنية.

وأفادت " المجلة" أن الطيران التجاري الإيراني ينتهك بشكل متواصل قواعد الملاحة الدولية بنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا، لافتا إلى أن حصول إيران على طائرات سوف يعرض شركات صناعة الطائرات لخطر التواطؤ في مثل تلك الأنشطة.

وتتخوف أمريكا من حصول شركات متعاونة مع الحرس الثوري مثل "ماهان" على طائرات من المفترض أن تشتريها الشركة الوطنية الإيرانية للطيران "إيران إير" الوحيدة التي تقوم بشراء الطائرات وفق تقرير «فوربس».

ولفت التقرير إلى أن شركة خطوط الطيران الإيرانية استخدمت في السنوات الأخيرة 14 طائرة من أصل 36 طائرة تملكها، مضيفًا أن الشركة لا تحتاج هذا العدد من الطائرات، ويتوقع ألا تحتفظ بهذا العدد من الطائرات التي تنوي شراءها، وتخطط خطط الطيران الإيرانية إلى شراء 118 طائرة "إير باص" كما يوجد اتفاق مبدئي بين طهران وشركة "إيه تي آر" الإيطالية الفرنسية لشراء 40 طائرة تجارية.

وتجري إيران مفاوضات شركة "بومباردير" الكندية و"إمبراير" البرازيلية لصناعة الطائرات من أجل تعزيز أسطولها الجوي.

وتعد "ماهان" أول شركة إيرانية نظمت رحلات لسوريا من أجل نقل السلاح في 2011، حيث يوضح التقرير أن الرحلات الإيرانية لأغراض عسكرية زادت وتيرة هذا النشاط منذ أغسطس (آب) 2015، ليحدث بشكل يومي وليس أسبوعيًا، مضيفًا أنه من شأن الطائرات الجديدة التي تشتريها إيران آجلًا أم عاجلًا مساعدة هذا الإمداد الجوي لنشاط إيران العسكري في سوريا.

وذكر التقرير أن رحلات "ماهان إير" استخدمت مطار عبادان في جنوب غربي إيران في تقديمها الدعم اللوجيستي إلى دمشق، بينما كانت غالبية الرحلات تحمل أرقامًا لرحلات لوجهات أخرى، ومنذ ذلك الحين تكررت الحالة واستخدمت إيران أرقام رحلات إلى النجف في رحلاتها بين طهران ودمشق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل