المحتوى الرئيسى

بعد حجزها للحكم.. 10 محطات رئيسية لقطار محاكمة "أحداث بولاق أبو العلا"

08/28 16:21

اليوم الأحد ، الثامن والعشرين من أغسطس لعام 2016 ،  و في حدود الساعة الثانية ، أسدلت محكمة جنايات القاهرة ، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي ، الستار على جلسات محاكمة 104 متهماً بالتورط في أحداث الشغب و العنف التي شهدتها بولاق أبو العلا منذ ثلاث أعوام ، بالتحديد في السادس عشر من أغسطس .

 وهي تلك الأحداث التي تصدرت نشرات الأخبار في ذلك اليوم الصيفي الساخن من عام 2013 بذلك المقطع الشهر للمٌسلح أعلى كوبري 15 مايو الذي يطلق النار بعشوائية، في المشهد الذي لم يكن بمخيلة المصريين أن تكون شوارع عاصمتهم مسرحاً له في يوماً من الأيام .

بدأت جلسات القضية  ، و التي عٌرفت في أوساط المهتمين بالشأن القضائي بـ"أحداث بولاق أبو العلا"  ، فعلياً بجلسة الثاني عشر من يناير للعام الماضي ، لتستمر لما يٌقارب العام ونصف ، إنتقل فيه مقر إنعقادها من معهد أمناء الشرطة بطرة الى أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة .

مر قطار التقاضي بعدد من اللحظات الهامة ، نستعرض أهم ما دار فيها في عشرة محطات رئيسية  :

المحطة الأولى : النيابة تطالب بتوقيع أقصى عقوبة..والمتهمون ينكرون

من بين اتهامات عديدة ، فى مقدمتها القتل العمد والانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، بغرض تعطيل أحكام القانون، واستعمال القوة والعنف ومقاومة السلطات والاعتداء على المواطنين، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة وحيازة أسلحة وذخائر وقنابل يدوية بقصد الاستخدام والقتل العمد والشروع فى القتل والبلطجة، طالب ممثل النيابة العامة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين عقب انتهائه من تلاوة أمر الإحالة فى جلسة الثانى عشر من يناير 2015 ، بينما وعلى النحو الآخر فقد قوبلت تلك الإتهامات بالإنكار من جانب المتهمين، عقب سؤال رئيس المحكمة لهم بشأنها.

المحطة الثانية : المدعى بالحق المدنى مطالبًا بضم "بديع" و "البلتاجى" لقفص الإتهام

 استمرارًا مع الجلسة ذاتها ، فقد طالب محامٍ مدعى بالحق المدنى ، بضم عدد من قيادات جماعة الإخوان كمتهمين القضية، وعلى رأسهم كل من: محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، والقياديين بالجماعة محمد البلتاجى وصفوت حجازى وأسامة ياسين، مُعللًا ذلك الطلب إلى ما أسماه بتحريض قيادات جماعة الإخوان على إحداث الفوضى والعنف بالشارع، ردًا على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وهو ما نتج عنه وقوع إصابات ، فضلًا عن سقوط عدد من الوفيات خلال الأحداث.

المحطة الثالثة : المحكمة تستعرض المقاطع الموثقة للأحداث

وصل قطار المحاكمة ، في محطتنا تلك ، لمحطة إستعراض المقاطع الموثقة لوقائع الدعوى ، وفيها إستعرضت المحكمة عدداً من الفيديوهات .

وظهر فيها عدد  من المتظاهرين ، أعلى كوبري 15 مايو ،  يقومون بقذف بعض المقذوفات كما ظهر احد الأشخاص وهو يطلق عدداً من الأعيرة النارية تجاه إحدى العقارات ، وأشارت المحكمة ، الى أن ذلك الفيديو لم يتمكن من إظهار هوية المعتدين بشكل واضح ولم تتبين لها  ملامحهم .

وبرز في تلك المرحلة ، إختلافاً في وجهات النظر بين المحكمة والدفاع ، في جلسة 22 فبراير من العام الماضي ، فعندما طلب القاضي من ضابط المساعدات الفنية القائم بعرض المادة المصورة بإيقاف المشهد المٌذاع ليعلق بأن أحد المسلحين يظهر وهو يحمل " بندقية " على ذراعه ، ليوقف العرض مرة آخرى لإضافة إثبات وجود مسلح آخر ليتنفض الدفاع مؤكداً ان هذا الشخص هو احد أفراد الشرطة .

وأوضح عضو الدفاع المعترض بأن هذا المسلح يظهر من ملابسه وما يرتديه انه فرد امن , حيث انه يرتدي " قميص اسود واقي من الرصاص " وهو القميص الذي لا يتوافر الا للمنتسبين لوزارة الداخلية وفق قوله .

من جانبها أثبتت المحكمة ما تقدم به الدفاع في محضر الجلسة , معلقةً في الوقت ذاته بأنها لم يتبين لها ذلك على الإطلاق .

المحطة الرابعة : المتهم المريض و إخلاء السبيل المنتظر

جلسة العاشر من مايو 2015، أفادت المحكمة بأنها تسلمت التقرير الطبى الوارد عن مصلحة الطب الشرعى، بشأن الحالة الصحية للمتهم "على خليل على " ، حيث أوضح التقرير أن المتهم مصاب بمرض سرطان القولون، وقد أجرى سابقًا عملية جراحية لإستصاله، ليلتمس الدفاع فى ضوء ذلك التقرير إيداع المتهم بإحدى المصحات الحكومية ، نظرًا لعدم مقدرة عائلته على تحمل نفقات علاجه الباهظة، أو إخلاء سبيله ، نظرًا لشدة تدهور حالته الصحية.

مرت الأيام ، لتحين جلسة 25 أغسطس ، فيها وفي قرار إنتظره "خليل" بشدة ، قررت المحكمة إخلاء سبيله مراعاة لحالته الصحية ، بعد التأكد من محل إقامته وإدراجه على قائمة الممنوعين من السفر  ، هذا و إستقبل المتهمون قرار المحكمة بالتكبير داخل القفص الزجاجي.

وامرت المحكمة بجلسة اليوم ، إلقاء القبض على المتهم وحبسه ، وذلك لجلسة الحكم عليه وعلى باقي المتهمين ، بجلسة 29 أكتوبر القادم .

المحطة الخامسة : أولياء الدم يروون تفاصيل مقتل ذويهم

بأي محاكمة ، يكون من بين الضحايا قتلى صعدت أرواحهم لبارئها ، يُصبح سماع رواية ذويهم ذا طبيعة خاصة ودرامية ، فشهادة من فقد عزيز لديه لاشك أنها ليست كأي شهادة لعابرٍ شاء له القدر أن يكون عيناً توثق للتاريخ حدثاً هاماً مفصلياً .

بنبرةٍ خافتة وصوتٌ مكلوم، حل شاهد الإثبات محمود موسى، ضيفًا منقطع النظير على مسرح الدعوى فى جلسة الثانى من يوليو 2015 ، مُدليًا بشهادته بشأن مقتل أخيه"أحمد موسى" أثناء إطلاله من شرفة منزله على الأحداث لحظة وقوعها ، قائلًا: "لحظة مقتله، لم أكن متواجدًا بالمنزل، ففوجئت بإتصالٍ هاتفى من أحد أقاربى، يخبرنى حينها بوفاة شقيقى الذى لم يقترف أي ذنبٍ يذكر سوى أنه كان يشاهد الإشتباكات التى جرت وقتها عبر شرفة المنزل الكائن بشارع 26 يوليو" ، معقبًا بأنه علم أنذاك أن روحه صعدت لبارئها ، أثر تلقيه عيارٍ نارى طائش أودى بحياته على الفور.

كما إستمعت المحكمة كذلك لشهادة "وئل معوض" شقيق  أحد المجني عليهم ، والذي أكد في أبرز ما جاء في شهادته ، على ان ثمانية عشر شخصاً قتلوا نتيجة إعتداء المسيرة محل الواقعة على أهالي بولاق بمن فيهم شقيقه هاني .

ولفت  الشاهد بأن ملثمين ذوي لحى طويلة هم من أطلق النار على شقيقه وجميع المصابين الذين جُرحوا في الأحداث .

وتابع بأن رصاصات المعتدين كانت عن قصد ودراية ولم تكن من باب الخوف مستدلاً على ذلك بأن احد رصاصتهم أصابت فكهاني وآخرى أصابت رجل في شرفة منزله برأسه .

المحطة السادسة : الجرحى يسترجعون لحظة إصابتهم

وفي ذات السياق ، إستمعت المحكمة لعدد من المصابيين بالأحداث ، والذي أنقذتهم العناية الآلهية وأبقتهم على قيد الحياة ، لكي يقصوا حكايتهم من قلب الأحداث .

وبرز من بين هؤلاء ، "سلطان سيد إبراهيم" والذي حضر للمحكمة متكئاً على عكاز ، والذي أكد للمحكمة بأنه اُصيب إثر الأحداث ، برصاصة في ساقه اليسرى محدثة بها عاهة وعجز .

وأكد  "سلطان" خلال شهادته ، على  انه يعمل "بائع فاكهة" على عربة بشارع متفرع من شارع "26 يوليو" ، ليشير بأنه وبعد صلاة الجمعة في يوم 16 أغسطس سمع دوي إطلاق النار فحاول الهرب الا ان الرصاصة قد باغتته وأحدثت إصابته .

وأشار الفكهاني بأن الرصاص الذي إستهدف الأهالي كان كثيف مدللاً على ذلك بوصول رصاصة لآخر عقار بشارع "نصر الدين الشيخ" الشارع الذي تواجد به وهو المتفرع من شارع 26 يوليو .

وأكد الشاهد بأن الرصاصة التي أصابته جائته من أعلى كوبري 15 مايو ولم يراه ، لافتاً الى ان مسيرة كانت قادمة من الزمالك بإتجاه رمسيس في ذلك اليوم وان عدد من الأهالي قد أصيب وقُتل ، ليفيد بأنه وبعد إصابته نقلوه للعلاج بمستشفى "معهد ناصر" .  

المحطة السابعة : النيابة تترافع وتنتقد " تبرير التطرف"

"نحن لم ننسَ الشهداء فكيف ننساهم وقصاصهم لنا فريضة فكيف يطيب لنا عيش وقاتلوهم في الأرض يعيشون" كانت تلك العبارات هي أبرز ما جاء في مرافعة النيابة ، والتي أبدتها في جلسة السابع من فبراير للعام الجاري .

في جلسة الثلاثين من إبريل للعام الجاري ، وصف ممثل النيابة العامة ، ما اشار اليه الدفاع من كون خروج  موكله ، في وقائع الدعوى بناء على دعوات اطلقت من أحد المساجد للتنديد بفض إعتصامي رابعة والنهضة كان يوافق الشريعة الإسلامية ، بأنه يعد إستغلالاً للدين الإسلامي في الترويج و التبرير لفكر متطرف من شأنه تكدير السلم العام.

واشارت النيابة عبر ممثلها على تمسكها بإرسال صورة رسمية من محضر الجلسة والحصول من المحكمة على تأشيرتها لتحريك الدعوى الجنائية  ، بخصوص تلك الواقعة ، في نيابة إستئناف القاهرة .

المحطة الثامنة : الدفاع يسرد أسباب يقينه ببراءة المتهمين

على مدار الجلسات التالية لجلسة النيابة العامة ومرافعتها ، وعلى ما يدار ما يقارب الخمسة أشهر ، قام ممثلو الدفاع بإبداء مرافعاتهم امام المحكمة ، والتي تركزت حول دفوع إنتفاء الصلة بوقائع الدعوى ، و عدم تواجد موكليهم بمكان الحدث لغرض المشاركة فيها وان ذلك جاء عرضياً .

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل