المحتوى الرئيسى

مالك عدلي في أول حوار بعد إخلاء سبيله: مبارك أكثر وطنية من السيسي

08/28 15:19

- أفهم أن أُعتقل في «السجون الإسرائيلية» دفاعا عن أرضي.. وليس في «السجون المصرية»

- سأستمر في قضية تيران وصنافير في المحاكم

- مصلحة السجون رفضت حصولي على «مرتَبَة» ولم أشرب المياه الباردة إلا بعد 80 يومًا

- كنا بنضحك على مصطفى بكري داخل الزنازين

على الرغم من فترة العقوبة التي قضاها داخل السجن، لم يتأثر مالك عدلي، المحامي والناشط الحقوقي، بكل ما وقع تجاهه من أذى نفسي وبدني، حيث خرج وما زال الهتاف يصعد من حناجره «تيران وصنافير مصريتان».

عدلي خص «التحرير» بأول حوار له عقب إخلاء سبيله، يتحدث فيه عما تعرض له من انتهاكات، والحوارات التي دارت بينه وكل من بدر والسقا، ونظرته لموقف الحكومة المصرية، وكيف يرى الفرق بين عهدي مبارك والسيسي..

كيف تأثرت بالفترة التي قضيتها داخل السجن؟

لم يؤثر الحبس نهائيًّا في موقفي من قضية تيران وصنافير، أنا كسبت قضيتي بحكم محكمة، وسأكمل القضية أمام المحكمة الأعلى، لن أترك قضية تيران وصنافير حتى النهاية، وسأظل أدافع عن مصرية تيران وصنافير، وما زال لدينا أشياء كثيرة سنقدمها في هذه القضية 

كيف تنظر لمن عملوا على تشويه صورتك لمجرد دفاعك عن مصرية تيران وصنافير؟

لا أريد أن أتحدث بطريقة توحي أني أمتدح في نفسي، لكن كان هناك هتاف نردده في المظاهرات "هم باعوا كل حاجة واحنا مابنبعش مصرلا"، "هم باعوا الجلابية والوطن والبندقية واحنا مابنبعش مصر"، عمرنا ماهنبيع البلد، ومصر ليست للبيع، ومهما كان النتيجة أي شبر في البلد لن نضحي به، مهما حدث سأظل أدافع عن كل شبر في الأرض".

حدثنا عن مشاعرك في أثناء وجودك داخل السجن بتهمة الدفاع عن أرض مصرية؟

القصة معقدة جدا، باعتبار وجودي 115 يومًا في حبس انفرادي، ولم يسمح لي منها غير 50 يومًا أخرج من الزنزانة لمدة نصف ساعة بداية من 8 صباحًا بمفردي، وكنت ممنوعًا من الحديث مع المساجين أو أي مسجون يتحدث معي. مصلحة السجون لم توافق أن أحصل على مرتبة، وكنت بانام على الأرض، سمحوا لي بمصحف بعد 15 يومًا من الحبس، سمحوا لي بتغيير ملابسي بعد 15 يومًا من الحبس، سمحوا لي بتناول الأكل الساخن بعد 90 يومًا من الحبس، سمحوا لي بشرب المياه الباردة بعد 80 يومًا من الحبس، كانت الأجواء سيئة، كنت داخل زنزانة عبارة عن حمام، 2 ×3 أمتار، 115 يومًا بمفردي لم يكن لديَّ سوى يقينين، الأول في الله عز وجل بأنني لست وحدي، والثاني أن حبستي مش ببلاش، وطوال الوقت أفكر أنني داخل السجن في أمر مشرف، وحبستي حاجة تشرف، ولست غاضبًا من أحد، وعلى العكس من حبسني هو من سيندم في ما بعد، ومن المفترض أن يغضب من نفسه ويبقى مكسوف من نفسه، الحمد الله هذه التجربة كانت قاسية على المستوى الجسماني، ولكن على المستوى النفسي كانت طيبة، وعندما سمعت حكم تيران وصنافير وأنا داخل محبسي جدد كل آلامي، وجعلني على يقين أن هذه الحبسة مش ببلاش.

هل تضررت جسمانيًّا بسبب طول فترة السجن؟

حدثت بعض المشكلات، حيث إنني أعاني من التهاب الأذن، والعمود الفقري والرئة، كل الأمراض التي تعرضت لها بسبب عدم تعرضي للشمس وسوء التهوية والرطوبة غير العادية، لكن سوف أعالج.

كيف وصل إليك حكم المحكمة بمصرية تيران وصنافير؟

زوجتي هربت لي جريدة "المقال" في أثناء وجودي داخل السجن، حيث وضعت ملحق جريدة المقال في زجاجة كركديه، وبعد قراءته، شعرت بالعظمة في هذا الحكم، لأنني شعرت أنني كسبت القضية التي حبست بسببها، الحكم مشرف، ويسخر من أي حد يدعي أن الأرض ليست مصرية، وهربت الجريدة في علبة بلح لعمرو بدر ومحمود السقا، حتى يتمكنا من قراءته، ولا أنسى صوت محمود السقا وهو يقول "الله أكبر" بعد قراءة الموضوع.

كيف ترى وقوف الحكومة المصرية ضد من يدافع عن مصرية الجزيرتين؟ 

أدعو للحكومة المصرية بالهداية وبالرشاد والصلاح، لأن الحكومة هي المسؤولة عن أمرنا، وربنا لو وفقهم يبقى بيوفقنا معاهم، ربنا يهديهم برأي سديد، ربنا يكرم أصحاب وجهة النظر بسعودية تيران وصنافير، ويقفوا أمام المرآة ويعترفوا بأن ما يقولونه غير حقيقي، ويقولوا لأنفسهم أن الأرض عرض وليست وجهة نظر، ويتحدثوا أنه لا يوجد داع بأن يضيع يوم من عمر أي شاب مصري بسبب أرض مصرية، أنا أفهم أن عمري يضيع في سجون إسرائيلية بسبب أرض مصرية، ليست مشكلة، أو أن حياتي تضيع بسبب الدفاع عن أرض مصرية، لكن لا أفهم أن حكومة مصرية تحبس مواطنًا مصريًّا عشان يدافع عن أرض مصرية، حتى لو افترضنا أنني  كاذب في دفاعي عن الأرض، وأنها حقا سعودية، لماذ تحبسني؟ أنا محامٍ ودارس القانون، وحاصل على دكتوراه فيه، وأمتلك أكثر من لغة، وأفهم في التاريخ والجغرافيا والقانون الدولي ولديَّ مصادر مختلفة للمعارف، ومصادر معارفي ليست مصطفى بكري، عندما أصدر بكري كتابًا عن أن تيران وصنافير سعودية، وسمعنا عن هذا الإفك، فضلنا نتكلم في السجن مع محمود السقا وعمرو بدر 3 أيام نضحك عليه، كان صعبان علينا جدا، كنا نضحك على مصطفى بكري في الزنازين، كنت عندما أمزح مع السقا وبدر أقول لهما: والله أجيبلكم مصطفى بكري، هو بني آدم مثير للشفقة لما يفعله.

هل كنت تتحدث كثيرًا مع السقا وبدر؟

لم يكن لدينا سبيل غير أن نتحدث مع بعضنا من شباك الزنزانة، لأني كنت في زنزانة بمفردي، وكنت أتواصل معهما ونتبادل وجهات النظر، وعندما علمنا بمعلومة كتاب مصطفى بكري ضحكنا من قلبنا، ونحن مدينون لهذا الرجل لأنه رسم على وجوهنا الابتسامة ونحن داخل السجن.

هل توقعت إصدار قرار إخلاء سبيلك؟

كان يقيني في الله وليس في أي منظومة، وطالما لديَّ يقين في الله ودعوات الناس التي كانت تصلني، ربنا صبرني أستحمل مدة كبيرة في ظروف سيئة، كان يقيني ربنا سيظل معي، وأنا من المحظوظين بأصدقائي المحامين الذين دعموني، وزوجتي التي لم تتركني نهائيًّا، وأنا مدين بالشكر لعدد كبير من الناس، لأنهم كانوا سببًا من أسباب قوتي في مواجهة الحبس السيئ، والحمد الله على كل شيء.

أترى أن عدد المدافعين عن الحق قليل؟

كل اللي عايز أقوله إحنا مش قليلين، لكن هذا يحدث في فترات انحطاط سياسي، وأن السلطة تحاط بالنفعيين والبرجماتيين من كل جانب، بعض ذوي النظرة الضيقة يكونون متحكمين في مقدرات الإعلام، هذا يؤدي أن هناك صوتًا وحيدًا هو الذي يظهر، لكن في النهاية صوتنا ينتصر، لو نفتكر فترة حسني مبارك صوتنا ماكنش بيطلع، احنا اللي شيلنا حسني مبارك وحطينا دول. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل