المحتوى الرئيسى

إسرائيل اليوم: درع الفرات.. بوابة أردوغان إلى حلب

08/28 11:08

قال البروفيسور الإسرائيلي" إيال زيسر" رئيس مركز " موشيه دايان" لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، إن العملية التركية في سوريا التي تسمى "درع الفرات" جاءت ليس لضرب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فقط، بل والأهم، منع الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتي.

واعتبر أن تركيز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العملية على مدينة جرابلس شمال شرق مدينة حلب في أقصى شمال سوريا على نهر الفرات، يأتي نظرا للأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تربط بين مناطق الأكراد في شرق سوريا وشمالها، وكذلك يمكن لأردوغان من خلالها بسط يده على مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية بين النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين من جهة والمعارضة المسلحة التي لا تخفي أنقرة دعمها لها.

في الأسبوع الماضي تحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من الاضطرابات العنيفة في بلاده وحملات التطهير والتصفيات السياسية بين معارضيه ومنتقديه منذ محاولة الانقلاب الفاشل قبل نحو شهر، وأرسل جيشه لسوريا المجاورة، وهكذا وبشكل مواز لحل الأزمة في العلاقات مع روسيا وإسرائيل، قرر أردوغان فتح جبهة قديمة- جديدة أمام أعدائه في سوريا.

أطلق على العملية اسم "درع الفرات"، وتهدف كما يعلن أردوغان ورجاله إلى ضرب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي نفذ مؤخرا سلسلة من الهجمات الإرهابية القاسية على الأراضي التركية. آخرها منذ نحو أسبوع في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد، إذ فجر انتجاري عمره 13 عاما نفسه خلال حفل زفاف وقتل عشرات المحتفلين

من الجيد أن داعش موجود، لاتخاذه ذريعة في التدخل العسكري بسوريا. على كل حال، أعلن الروس والإيرانيون أيضا إرسال قوات غلى سوريا لقتال التنظيم، لكنهم يقاتلون بالفعل جماعات التمرد المعتدلة، التي تهدد نظام بشار الأسد، بينما ينحون داعش جانبا.

صحيح أن داعش يمثل إزعاجا متصاعدا لتركيا، لكن التهديد الاستراتيجي بالنسبة لها على الساحة السورية يكمن أساسا في الأكراد، الذين يرسخون بمساعدة واشنطن وتغاضي موسكو، منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا وشرقها.

منطقة كهذه، مصحوبة بإحياء المشاعر القومية للأكراد، يمكن كما تخشى أنقرة، أن تتسلل إلى الأقلية التركية داخل تركيا نفسها. على أية حال، يخوض ال-جيش التركي مواجهات متصاعدة مع التنظيم السري الكردي في تركيا (PKK) الذي ينتمي إليه غالبية القوات الكردية الناشطة في سوريا.

يبدو أن أردوغان يدرك أن الطريق لمنع إقامة دولة كردية في سوريا هو التدخل وربما أيضا التواجد العسكري المستمر على الأراضي السورية. هكذا فقط سوف تضعه القوى العظمى في الحسبان عندما تعاونوا لبلورة تسوية طويلة المدى للأزمة السورية. هكذا فقط سيدفع الأمريكان للحد من النشاطات الكردية في سوريا، التي تحظى بدعمهم ويؤمنون بها ويسلحونها لقتال داعش (الأمر الذي امتنع الأكراد عن القيام به حتى الآن). وبالفعل يضطر الأكراد مجبرين لبلع الدواء المر. فهم مرتبطين بالنوايا الحسنة لواشنطن، التي تحتاج الأتراك.

تستهدف العملية التركية مدينة جرابلس، التي أرسل داعش منها الانتحاريين لضرب كل أنحاء تركيا. لكن أهمية المدينة كونها نقطة الوصل بين مناطق الأكراد في شرق سوريا وشمالها. يأمل أردوغان بمساعدة الدبابات التي أرسلها للمنطقة في منع الأكراد من ربط المنطقتين اللتين يقيمون بهما في سوريا تمهيدا لتأسيس منطقة حكم ذاتي، وربما في المستقبل إنشاء دولة مستقلة. من هذه المنطقة يمكن أيضا لأردوغان بسط سيطرته على مدينة حلب، التي تشهد حرب عالمية بين الروس والإيرانيين ومقاتلي حزب الله وبين المتمردين السوريين الذين نجحوا حتى الآن، على عكس كل التوقعات في الصمود.

مع ذلك، يدور الحديث عن عملية محدودة يشارك بها بضعة مئات من الجنود وعشرات الدبابات، نظرا لأن الأتراك، وخاصة أردوغان، يتحدثون كثيرا- وهو ما حدث أيضا أمام إسرائيل- لكنهم يعلمون حدود القوة ويبدون حذرا شديدا في كل ما يتعلق بالأفعال. كذلك فإنهم لا يريدون التورط في المستنقع السوري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل