المحتوى الرئيسى

الثقافة.. هجوم مستمر على الأزهر

08/27 21:49

في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بمؤسسة الأزهر وشيخه -رغم الاختلافات السياسية عليه- دأب وزراء الثقافة المتتابعين على مهاجمة المؤسسة الإسلامية الأكبر في العالم الإسلامي، وكان آخرهم حلمي النمنم الذي هاجم التعليم الأزهري، محملاً إياه المسئولية عن انتشار العنف داخل المجتمع المصرية، الأمر الذي أغضب الأزهر.

وتزامن الهجوم مع الاستقبال الحافل للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والوفد المرافق له أثناء زيارته للشيشان، حيث كان في استقباله الرئيس رمضان قاديروف والقيادات الدينية والتنفيذية في البلاد، وحرص على وداعه حتى مقعده في داخل الطائرة.

في الوقت الذي كان فيه وزير الثقافة في مصر يتهم الأزهر بالعنف ويقول إن "المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، حيث يعانى المجتمع المصري من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهري في مصر".

وفي كلمته خلال الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان "دور المجتمع المدني في مواجهة العنف"، زعم النمنم أن "التعليم الأزهري يشكل نسبة كبيرة في مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية".

ورد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، قائلاً إن روح التعليم الأزهري ترفض العنف وتواجه الفكر المتطرف من خلال مناهج الأزهر التعليمية.

وأشار إلى أن الأزهر كان بمثابة رأس الحربة لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية، منتقدًا انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري، قائلًا: "الأزهر هو الذي حمى مصر من العنف وهو الذي يواجه تياراته".

وتابع: "ما يبذله الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف لا يدركه إلا كل منصف وموضوعي، ولكن يبدو أن الهجوم على الأزهر أصبح بمثابة شهادة براءة".

الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، تعجب من إبقاء النظام على وزير الثقافة، قائلاً: "لا أدري كيف يبقي مثل هذا وزيرًا مصريًا يخدم مصر ويقدمها للعالم بهذه الصورة دون خجل".

وأضاف أن "النمنم يود تحجيم الأزهر وكأنه يقول للعالم لا تصدقوا أن مصر بها أزهر يحترم ولا ترسلوا أبناءكم لمصر الأزهر".

فيما أعلن المحامي عمرو عبدالسلام، أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد النمنم على تصريحاته المسيئة للأزهر، موضحًا أن ما قاله يعد جريمة ازدراء للأديان.

"النمنم" لم يكن أول وزير ثقافة يهاجم الأزهر، بل إن للوزارة تاريخًا طويلاً من الهجوم على المؤسسة الإسلامية.

وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، دخل في مشادات مع الأزهر، حيث كتب في 24يونيو 2014 مقالاً في الأهرام بعنوان "صراعات الخطابات الدينية فى مصر"، قال فيه إن عدد من أئمة الأزهر الشريف وشيوخه دعوا إلى فصل الدين عن الدولة في مصر.

فقام وكيل الأزهر بنشر مقال في "الأهرام" اعتبر فيه عصفور "أحد المبشرين بالتنوير الغربي القائم على الفلسفة الوضعية التي أثمرت العلمانية والتي فصلت الدين عن الدولة وعن الحياة".

وذكّر فيه بدعوة عصفور الدائمة إلى "مدنية الدولة" التي تساوي عنده علمانيتها، وأشار إلى أنه بات يستخدم مصطلح المدنية الآن نظرًا لأن مصطلح العلمانية قد أصبح سيء السمعة.

في عام 2006 فجرت تصريحات وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني حول حجاب المرأة ووصفه بأنه "دعوة إلى الرجعية والتأخر" أزمة جديدة بين الثقافة والأزهر، فانتقده علماء من الأزهر وطالبوه بعدم الحديث في شؤون الدين.

ووقتها رد عليه وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الشيخ محمود عاشور، وقال "إن ارتداء الحجاب يتفق مع نصوص ثابتة في القرآن والسنة، وأضاف أن الوزير حسني لا ينبغي له أن يتحدث في علوم الدين، وقال إن الطريقة التي تحدث بها الوزير عن النساء فيها "إهانة للمرأة وحط من قدرها وكرامتها".

وقبلها في عام 2000 نشأت أزمة بسبب طباعة الثقافة لرواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر، وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا موقعًا باسم شيخ الأزهر ليدين الرواية ويعتبرها كافرة لأن بها فقرات تستهزئ بالذات الإلهية والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، كما أدان تولى وزارة الثقافة نشر هذه الرواية.

وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين بالأزهر، "إننا نود إيقاف سلسلة التراشقات الدائرة بين وزارة الثقافة على مدر عقود ومؤسسة الأزهر الشريف".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل