المحتوى الرئيسى

‏"درايا".. إرادة لا يكسرها حصار.. المدينة السورية فقدت 4 آلاف شهيد خلال 5 أعوام.. وشاهدة على أكبر ‏ثلاث مجازر الأسد.. وترحيل الأهالي يكتب سطرًا جديدًا من الأوجاع

08/27 19:39

حصار لا تنفك طلاسمه، وقصف لا يهدأ، يحيط تلك المدينة المنكوبة منذ خمسة أعوام مضت، بعدما ‏وقعت ضحية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبات حالها حال كثيرًا من المدن السورية، التي ظلت ‏رغم التضييق رمزًا للمعارضة السورية، ومثالًا يُضرب في الكفاح والنضال ضد قوات النظام.‏

‏"ما بين داريا دمشق إلى نَوى.. ولقد شهدت الخيل يكثر وقعها"، بتلك الأبيات تغنى الكثير من شعراء ‏سوريا المنكوبة، في حب تلك المدينة السورية الواقعة بالقرب من العاصمة دمشق، وأطلق عليها لفظ ‏‏"درايا" دليلًا على المساكن، ألا أنها خلال الثورة السورية أضحت بلا سكان أو مساكن.‏

كُتب على المدينة السورية "درايا" فصلًا جديدًا في مشوار كفاحها بالأمس، بعدما حزم الأهالي حقائبهم ‏وأمتعتهم منها، وأغلقوا ديارهم، سائرين على طريق الترحال والغربة القاسية إلى أدلب السورية، بعدما ‏اتفقت المعارضة والنظام على إخراج سكان المدينة حفاظًا على الخسائر البشرية التي لم تتوقف منذ لحظة ‏حصارها.‏

شملت الدفعة الأولى من ترحيل المقاتلون وأهاليهم نحو 300 فردًا، ضمن الإتفاق الذي تحدث عن خروج ‏‏700 فردًا من المدينة خلال أيام، وستتوجه الأسر المدنية إلى مدينة حرجلة‎ ‎لتنتهي بذلك واحدة من أطول ‏المواجهات في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام‎.‎‏ ‏

عَبر أهالي المدينة السورية عن لوعتهم في فراق "درايا"، باطلاق هاشتاج "درايا ترحب بكم" و"إرداة لا ‏يكسرها حصار"، لرفع معنويات الأهالي والمقاتلون الذين تم ترحيلهم من المدينة عشية أمس، بعد ‏صمودهم الأسطوري في وجه قوات النظام رغم القصف اليومي والحصار المتواصل‎.‎

ظلت تلك المدينة تحمل رمزًا خاصًا للمعارضة السورية، فقد كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام ‏الرئيس بشار الأسد في 2011، واستطاعت المعارضة السورية السيطرة عليها، واخراجها من سلطة ‏النظام منذ اربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض ‏عليها حصار‎.‎

وكانت قبل الحرب بها حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90% حيث واجه السكان طوال ‏سنوات الحصار نقصًا حادًا في الموارد، ودخلت في شهر يونيو الماضي أول قافلة مساعدات إلى المدينة ‏منذ حصارها، فضلًا عن القصف المستمر عليها.‏

بداية من عام 2011، شاركت المدينة السورية في الثورة بقوة، وتصدر شبابها مشهد المعارضة ضد ‏الأسد، بعدما تمددت تظاهراتهم فيها وأصبحت تخرج بشكل مُنتظم، وصدرت المدينة أول شهدائها في يوم

‏"الجمعة العظيمة" بعدما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين، واسقطت 7 منهم.‏

وبعدها دخلت المدينة في حصار الخمس سنوات، عقب قطع قوات الأمن الاتصال عنها، وكان يوم ‏الحصار شاهدًا على رحيل الشاب "المعتز بالله الشعار" برصاص قوات الأمن على أحد الحواجز، وأثار ‏نشر فيديو مقتله على مواقع التواصل الاجتماعي، بصوت والده يحكي قصته، ضجَة إعلامية كبرى.‏

ومن مجازر المدينة العنيفة، ما حدث يوم جمعة "عذرًا حماه"، الذي كان يومًا داميًا بها إذا سقط فيه 6 قتلى ‏برصاص الأمن، وخرج الأهالي لتشييع هؤلاء في مظاهرات مناهضة للنظام باليوم التالي وفتحت عليهم ‏قوات الأمن النار مجددًا، مما أدى إلى سُقوط 12 قتيلاً وأكثر من 30 جريحًا آخرين.‏

ووقعت مجرزة أخرى لا تنسى في المدينة الصغيرة، ارتكبتها قوات النظام عام 2012، ضد المدنيين ‏وقتلت منهم 700 شهيدًا، ورغم ذلك كان للمجزرة بالغ الأثر في توحيد صفوف الثوار وبدء عملية تحرير ‏المدينة من قبضة قوات الأسد تخوفًا من إعادة ارتكاب مجازر مشابهة، ألا أنها ظلت تحت الحصار أيضًا ‏حتى بعد سيطرة المعارضة السورية عليها.‏

أما السبت الأسود الذي وقع في إحد ليالي عام 2012، فقد كان شاهدًا على مجزرة سورية جديدة، استخدم ‏فيها نظام الأسد غازات سامة لفض تظاهرات المعارضة السورية، وسجلت أعلى حصيلة يومية من القتلى ‏منذ اندلاع الاحتجاجات في 2011، حيث قتل نحو 397 شخصًا، في مدينة حمص وحي البياضة.

ووقعت أعمال القتل إثر انسحاب مقاتلي "الجيش الحر" من الحي بعد نفاذ ذخيرته، واقتحام الجيش ‏النظامي ليلًا حي دير "بعلبك" بالدبابات وبرفقة أعداد من الشبيحة.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل